وشعرت بدفء البيت حولي ..وسمعت ضوضاء الناس في الشارع ..شعرت كأني خرجت من تحت الارض واحسست براحه ...
ولكني بعد ذلك بساعه حينما وقفت امام المراه اتطلع الي طولي وعرضي وأناقتي...لم استطع أن انسي ذلك الاحساس الذي ظل يأكلني طول الليل ...بأني صغير ..وحيد ضائع في الدنيا.
كل هذا الطول والعرض لم يسترني وأنا نائم وظللت أنتفض من الخوف كطفل تركته أمه وحيدا في الظلام..
ورجعت الي سريري وكانت الشمس تنام الي جواري في شريط دافئ ممدد بطول السرير...وكنت أغمض عيوني وأحاول الاسترسال في احلامي الرقيقه التي اصبحت احلم بها
ولكن الضوء الشديد كان يؤلم جفوني ويدفعني الي أن أفتحها... وأفركها وكان زوجي الي جانبي ...يتكلم كلاما كثيرا لا أفهمه ثم سمعته يثور ويقول بصوت متهدج:
أنا أعلم أنكي حزينه من أجل وفاه أبيكي ...ولكن ما جدوي هذا الحزن ...منذ شهور ونحن نعيش بعيدين منفصلين كأننا غرباء ...هل أعاد حزننا الحياه الي الميت..
وأفقت تماما علي كلماته...وتيقظت ...ومسحت علي وجهي... وأنا افكر في كلماته...كلمه ...كلمه
هو يعتقد اذن أن عزوفي عنه سببه حدادي علي والدي...ولم اعرف ...هل افرح أم أحزن ...لهذه الطيبه ...وهل هي طيبه أم غفله...
لو علم زوجي بكل ما حدث في الايام الماضيه ..أيظل علي طيبته أم يبصق في وجهي..
وتمنيت في تلك اللحظه أن اقول له كل شيئ...وأن أكاشفه بالحقيقه ولكني جبنت...
ودخلت الخادمه ...وكانت عيناها واسعتين من الرعب...
سيدي..سيدي.. البواب بيخبط علي شقه جارنا من الصبح ومفيش حد بيفتح...
لازم خرجوا.........
انتظرونا الحلقه القادمه