مش معقول يا سيدتي...جارتنا مسافره منذ يومين وزوجها لا يخرج في هذه الساعه...
وقفزت انا وزوجي من الفراش وكنت مرعوبه...
وهرولت الي الباب ...وزوجي خلفي ...والخادمه تعرج ورائنا ..ووقفنا نحن الثلاثه ندق علي باب الشقه بأيدينا في وقت واحد...ومرت دقيقتان ...وسمعنا صوتا خافتا يشبه الأنين.. واصفر وجهي وأبيض حتي أصبح في لون المنديل الابيض وكان هذا وصف زوجي لي وهو ينظر الي باستغراب...
وأخذت أهز الباب في عنف محاوله فتحه...
وترامي الي اذاننا صوت حركه بطيئه ..ثم وقع خطوات تقترب ...ثو تحرك الباب وانفتح.. وكان يقف جارنا ..أجفانه ثقيله وارمه وتحت عينيه غضون زرق ..وهو ينظر الينا في دوار النوم ...كأننا خيالات في احلامه.
وكان جسمه يتطوح...وأخذه زوجي بين ذراعيه ودخلنا ..وكانت الغرف كلها نظيفه ومنظمه..وكل قطعه من الاثاث في مكانها...وفي غرفه النوم كانت الاباجوره مضيئه...وعلي الكومودينو الي جوار الفراش...لاحظت اربع زجاجات لأدويه منومه مختلفه...وكتاب مفتوح علي الصفحات الاخيره....
كان من الواضح أنه تأخر في النوم وتعاطي دواء منوم ليعالج الأرق ...فنام والاباجوره مضيئه ...الي هذه الساعه المتأخره من النهار ....
وهذا كل ما حدث ....وأفرغ رعبنا...وجلست الي جواره ألتقط أنفاسي ...وأنا أشعر بالحرج...لقد سرقت منه النوم الذي توسل اليه بالادويه.......
وذهبت لأعد له كوبا من الشاي ..وبعد ذلك جلس زوجي معه يتحدثان ...وقمت انا الي النافذه ...ألوذ بوحدتي من احساس ثقيل بالذنب وكنت أفكر في الاربع زجاجات من الادويه المنومه الذي أخذهم وشعرت في هذه اللحظه أننا نشبه بعضنا الآخر...
وكنت أشعر بالسعاده وأنا أنظر الي المياه الحمراء وهي تجري وتجري كأنها دم في العروق يتجدد كل لحظه ...وكانت الشمس تميل الي المغيب ...والألوان تتغير بسرعه ..وتأخذ معها وهج النهار...
وتغطس في بحيره رماديه....
وكنت أفيق من هذا الاحساس علي صراخ أبني...............
انتظروا ..........