السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.
العقيدة الإسلامية لا بد أن تتسم بالثبات إلى قيام الساعة .و لا يمكن أن تقبل المساومة و التغيير أبدا .
فالمسلمون يؤمنون بوجود الله تعالى الخلق البارئ المصور , و لن تتغير هذه العقيدة أبدا.
يؤمنون بالملائكة أيضا, و لا تقبل هذه العقيدة تبديلا أبدا.
يؤمنون بالأنبياء و الرسل , و لا تغيير على هذه العقيدة .
يؤمنون بالكتب السماوية , و باليوم الآخر, و بالقضاء و القدر أيضا .
و هي كلها لا تقبل التغيير لأنها عقائد .
لكن ما مصير هذه الفتوى التي صدرت على استعجال ؟
الفتوى : (( هل تلزمنا نصوص القرآن بالاعتقاد بأن المسيح رفع إلى السماء بجسده، وهل القول بإلزامها يعني القول بتكفير من يعتقد غير ذلك؟.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن مما
يجب على المسلم اعتقاده والإيمان به هوأن الله سبحانه وتعالى رفع عيسى
عليه السلام إلى السماء، بروحه وجسده، وأنه حي وأنه سينزل في آخر الزمان،
كما دلت على ذلك الآيات والأحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال تعالى: إِذْ قَالَ
اللهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ
مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ
الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ
فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ {آل عمران:55}.وقال في سورة النساء: وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً * بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا {النساء:157-158} وقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ما نصه: يجب
الإيمان بأن عيسى ابن مريم رفع إلى السماء بجسده وروحه حيا لم يمت حتى
الآن ولم يقتله اليهود ولم يصلبوه ولكن شبه لهم فزعموا أنهم قتلوه
وصلبوه.) انتهى
وجاء فيها أيضا: ومقتضى الإضراب في قوله تعالى: بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ أن
يكون سبحانه قد رفع عيسى عليه الصلاة والسلام بدنا وروحا حتى يتحقق به
الرد على زعم اليهود أنهم صلبوه وقتلوه لأن القتل والصلب إنما يكون للبدن
أصالة ولأن رفع الروح وحدها لا ينافي دعواهم القتل والصلب فلا يكون رفع
الروح وحدها ردا عليهم ولأن اسم عيسى عليه السلام حقيقة في الروح والبدن
جميعا فلا ينصرف إلى أحدهما عند الإطلاق إلا بقرينة ولا قرينة هنا. انتهى
وجاء فيها أيضا: ثبت
بالأدلة من الكتاب والسنة أن عيسى بن مريم عليه السلام لم يقتل ولم يمت بل
رفعه الله إليه حيا، وأنه سينزل آخر الزمان حكما عدلا في هذه الأمة فمن
قال إن عيسى قد مات وأنه لا ينزل آخر الزمان فقد خالف كتاب الله وسنة نبيه
صلى الله عليه وسلم وأخطأ خطأ فاحشا ويحكم بكفره بعد البلاغ وإقامة الحجة
عليه لتكذيبه لله ورسوله. انتهى.
وإذا كان هذا هو حكم من أنكر نزول عيسى الثابت بالسنة فمن باب أولى من أنكر رفعه إلى السماء الثابت بنص كتاب الله تعالى. وعليه، فإن من أنكر أن الله رفع عيسى
عليه السلام إن كان من غير المسلمين فلا يحتاج إلى تكفير لأن ذلك تحصيل
الحاصل والعياذ بالله تعالى، وإن كان من المسلمين وأنكر رفعه إلى السماء
فإنه يوضح له الحق وتقام عليه الحجة، فإن أصر فإنه مرتد، لأنه بإنكاره
لهذا الأمر بعد قيام الحجة عليه يكون قد كذب القرءان والسنة، وما دام
جاهلا عذر بجهله. وللفائدة تراجع الفتوى رقم:29269.
والله أعلم.))
لقد حكم أصحاب هذه الفتوى بكفر من ينكر حياة عيسى في السماء.
لكنهم نسوا أن عيسى سيموت آخر الزمان على فرض صحة عقيدتهم في حياة المسيح في السماء.
و ستستمر الحياة بعد موت المسيح آخر الزمان, إلى أن يأتي شرار الخلق , و عليهم تقوم الساعة .
عندها ستصبح الفتوى هذه في مهب الريح .
لأن الواقع حينئذ يقرر موت عيسى و دفنه في الحجرة الشريفة.
فهل ستصدر فتوى أخرى بتكفير من ينكر موت عيسى ؟.
الحق الحق أن القرآن الكريم بريء براءة تامة من عقيدة حياة المسيح في
السماء. و الرفع لا يعني أكثر من رفع إدريس عليه السلام, و رفع سائر
الأبرار في الدرجة و القرب من الله تعالى .
و من المستحيل أن تصح قصة إلقاء الشبه على الخائن للمسيح يهودا الأسخريوطي, لأن الله تعالى أخبرنا أنه لا تبديل لخلق الله .
فكيف يصبح الأسخريوطي هو المسيح بن مريم عليه السلام؟.
فهل سيقبل أصحاب الفتوى الحق ؟؟؟؟؟؟.
جميل متواجد حالياً تقرير بمشاركة سيئة تعديل / حذف المشاركة