النرجيلة او كما تسمى
بالشيشة اضرارة على صحة الانسان
اخطر من اضرار تدخين السجائر
الارتفاع المتصاعد في استخدام النارجيلة للتدخين لم يعد مشكلة صحية في المناطق المختلفة بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا والهند وإيران فقط بل أصبح مصدر قلق للهيئات الصحية العالمية في الولايات المتحدة
والعديد من الدول الأوروبية ودول أميركا اللاتينية وشرق آسيا
والمؤسف في شأن اختراع النارجيلة للتدخين أن ذلك تم في القرن الخامس عشر على يد أحد أطباء الهند إبان حكم المغول لها كوسيلة أعتقد الحكيم عبد الفتاح الهندي أنها ستكون أقل ضررا من تدخين أوراق الحشيشة وذلك قبل أن تغزو أوراق التبغ العالم القديم مقبلة من العالم الجديد بعد اكتشاف القارة الأميركية
هذا ولا يزال الاعتقاد الخاطئ لدى أهل شرق الأرض وغربها بأن النارجيلة أقل ضررا بكثير من تدخين السجائر هو المبرر الأبرز للارتفاع المتنامي خلال السنوات القليلة الماضية في نسبة الإقبال العالمي عليها وينمق هذا المبرر عوامل أخرى غالبها اجتماعي يتعلق بـطقوس الجلسة ولوازم تعديل المزاج المثيرة للتسلية في انتقاء فخفخات نكهات الفواكه المختلفة والمضافة إلى أوراق التبغ المقطعة flavored tobacco للحصول على أفضل أنواع المعسل maassel وكذا اختلاف الأمزجة في خبرات الـتقنيات المتنوعة لإعداد أفضل رأس معسل وإضافة نكهات من النعناع والورد وغيره إلى ماء النارجيلة وانتقاء أنواع أنبوب التوصيل وهيئة مبسم الشفط وكذلك المبرر الآخر المتعلق بالرائحة الألطف للفم والجسم والملابس بعد الفراغ من التدخين بالنارجيلة
النارجيلة الأركيلة argileh تتعدد أسماؤها؛ إذ يحلو للبعض تسميتها شيشة shisha وآخرون يفضلون تدليعها فيسمونها جوزة goza والبعض يطلق عليها نارجيلة narghile وفي العالم الغربي تتعدد أسماؤها الإنجليزية كذلك فهي جوكا أو هوكا hookah أو غليون الماء waterpipe أو ضجيج خرير الفقاقيع hubblebubble
مشكلة عالمية
حاليا ثمة ملاحظة واضحة في الأوساط الطبية الأميركية حيث يتم الحديث بشكل لافت للنظر عن الانتشار المتصاعد في أوساط الشباب الأميركي للتدخين باستخدام الأنبوب والماء waterpipe أو النارجيلة وعلى الرغم من ملاحظة الأوساط الطبية الأميركية أن بدء انتشار النارجيلة في الولايات المتحدة كان فقط خلال العقدين الماضيين فإن اهتمام التفكير بدراستها طبيا من نواحي انتشار استخدامها ونوعية الأوساط التي تنتشر فيها وتأثيراتها الصحية تأخر جدا بالفعل
وبمراجعة أحد أهم مواقع البحث العلمي الطبي العالمية وهو موقع بوب ميد PubMed للمكتبة الطبية القومية الأميركية التابعة لوزارة الصحة الأميركية الذي يرصد الدراسات الطبية الصادرة منذ عام 1865 وحتى اليوم وبالبحث فيه نجد أن ثمة 74 دراسة علمية صدرت حول النارجيلة واللافت للنظر بحق أن 31 دراسة منها أي نحو 42% صدرت فقط خلال عام 2010 وعام 2011 وبشكل أدق فإن عدد الدراسات الصادرة عن الأطباء في الولايات المتحدة وفي أقل من 4 أشهر لعام 2011 الحالي هو 10 دراسات حتى ساعة إعداد هذا الموضوع في يوم 17 فبراير شباط 2011 أي 14% وهذا يعني ببساطة أن هناك ارتفاعا في نسبة الدراسات الطبية حول النارجيلة في الولايات المتحدة نتيجة للوعي بوجود مشكلة ارتفاع انتشار استخدامها في أوساط الشباب والمراهقين الأميركيين
واللافت للنظر أن تقرير رابطة الأمراض الصدرية الأميركية في عام 2007 ذكر أن عدد مقاهي النارجيلة في الولايات المتحدة كلها بلغ نحو 300 مقهى في عام 2006 بينما ذكرت دراسة الباحثين من جامعة فلوريدا المنشورة ضمن عدد مارس آذار 2011 من المجلة الأميركية للطب الوقائي Am J Prev Med شمولها زبائن 173 مقهى للنارجيلة في أحد أجزاء ولاية فلوريدا فقط وإذا كان هذا العدد أي أكثر من نصف ما كان موجودا قبل أربع سنوات في كل الولايات الأميركية موجودا اليوم في جزء من إحدى الولايات فإن لنا أن نتخيل العدد الفعلي اليوم في كل الولايات الأميركية ناهيك بمناطق أخرى في أوروبا وأميركا الجنوبية التي تتحدث فيهما الأوساط الطبية بقلق عن انتشار النارجيلة بين فئات الشباب من الجنسين
تقرير منظمة الصحة
وكانت المحطة المفصلية في التفات الأوساط الطبية العالمية لمشكلة النارجيلة هي التقرير الذي أصدرته منظمة الصحة العالمية WHO عنها في عام 2005 بعنوان مذكرة التقرير الاستشاري عن التدخين باستخدام أنبوب الماء التأثيرات الصحية الحاجة إلى مزيد من الدراسات والنصيحة بوضع تشريعات للمكافحة وكان التقرير في 20 صفحة من إعداد مجموعة منظمة الصحة العالمية لدراسة وضع التشريعات الخاصة بمنتجات التبغ TobReg
وعرض التقرير بداية الملاحظات الطبية الإحصائية لانتشار استخدام النارجيلة ونمو الإقبال عليها في مناطق لم تعهدها في السابق وبعد أن كان انتشارها يقتصر طوال القرون الأربعة الماضية على أجزاء من الهند وإيران والشرق الأوسط وتركيا وشمالي القارة الأفريقية ذكر التقرير أنه منذ التسعينات الماضية بدأ انتشار استخدامها بين الشباب في أوروبا والولايات المتحدة وكندا والبرازيل وشرق آسيا
ووضع التقرير يده على مكمن مشكلة الانتشار والعامل الرئيسي في الأمر وهو اعتقاد تدني أضرار النارجيلة مقارنة بالسجائر خاصة أن عبوات المعسل في شرقي آسيا والولايات المتحدة أي الأسواق الجديدة يكتب عليها احتواؤها على كمية من النيكوتين بمقدار 05% وأنها خالية من القطران
ووصف التقرير بشيء من التفصيل تركيب النارجيلة ودور كل جزء فيها ضمن عملية استخدامها للتدخين وهو جانب مهم للعرض كي يسهل إدراك حقيقة تأثيراتها الصحية
ويعترف تقرير منظمة الصحة العالمية أن النارجيلة لم تتم دراستها علميا كما هي الحال مع السجائر أو الغليون أو السيجار وتذكر بعض المصادر الطبية تبريرا لذلك؛ وهو أنها لم تكن في السابق مشكلة في العالم الغربي وهو مبرر يوضح حقيقة أن الأوساط الطبية الغربية تهتم بالدرجة الأولى بدراسة ما له علاقة بمجتمعاتها أما ما عدا ذلك فليس على جدول أولوياتها الأمر الذي يفرض على الهيئات العلمية الطبية في المناطق العربية أن تتولى بنفسها دراسة ما له علاقة بالجوانب الصحية للمجتمعات العربية والأمثلة على هذا كثيرة جدا كالأمراض الميكروبية المعدية المستوطنة في المناطق العربية وأصناف شتى من العادات الغذائية أو الممارسات الاجتماعية الشائعة بشكل خاص فيها
أضرار النارجيلة الصحية
ولكن تقرير منظمة الصحة العالمية واعتمادا على ما هو متوفر من دراسات حول النارجيلة يستخلص عدة نقاط صحية مهمة من أبرزها أن استخدام النارجيلة للتدخين يحمل في طياته مخاطر صحية جدية على المدخن وعلى من يجالسه أثناء استخدامها وأن استخدامها ليس وسيلة أكثر أمانا صحيا من تدخين السجائر وأن مدخن النارجيلة حينما يدخنها في جلسة لفترة ساعة فإنه يستنشق نحو 200 ضعف كمية الدخان الذي يستنشقه مدخن السيجارة الواحدة وأنه حتى بعد مرور دخان النارجيلة عبر ماء فإنه لا يزال يحمل كميات كبيرة من المواد الكيميائية السامة والمعادن الثقيلة والمواد المتسببة في السرطان وأن استخدام الفحم الطبيعي أو الصناعي في إحراق المعسل أو التبغ هو أمر في حد ذاته يحمل مخاطر صحية تفوق تلك التي تنتج فقط عن إشعال التبغ مباشرة في السجائر ذلك أن الاستنشاق بخرطوم النارجيلة يشفط الدخان الناجم عن حرق المعسل ويشفط أيضا الغازات والمواد الكيميائية السامة الناتجة عن احتراق قطع الفحم ومعلوم أن تلك القطع من الفحم المحترق تحتوي هي الأخرى على قائمة من الغازات والمواد الكيميائية وهذه المواد تكون بلا شك أسوأ عند استخدام أنواع الفحم الصناعي وأنه لا يوجد أي إثبات علمي على أن أي إضافة أو تعديل لتركيب جهاز النارجيلة سيتسبب في تخفيف أضرارها الصحية
وأن الاشتراك في استخدام النارجيلة للتدخين سواء في الوقت نفسه أو لاحقا يحمل في طياته ارتفاع احتمالات خطورة نقل عدوى الميكروبات خاصة مرض درن السل والتهابات الكبد الفيروسية وأن إضافة المواد الحلوة السكرية لفتات أوراق التبغ ترفع من احتمالات الإقبال على التدخين نظرا للطعم والرائحة الأكثر جاذبية كما أنه يضيف قائمة جديدة من المواد الكيميائية السامة والمعادن الثقيلة والمواد المتسببة في السرطان فوق تلك المتوفرة أصلا في أوراق التبغ الطبيعي
وكل هذه النقاط التي تحدث عنها تقرير منظمة الصحة العالمية هي أمور مهمة جدا لأنها أضرار لأمور مضافة تفوق تلك التي تنتج عن استنشاق مجرد دخان التبغ المحترق في السجائر
دراسات أميركية حديثة
ونعرض بشكل سريع ومختصر بعضا من تلك الدراسات الأميركية التي صدرت فقط خلال الأشهر الثلاثة الأولى للعام الحالي 2011 ثم نعرض إحداها بشكل تفصيلي في إطار منفصل ضمن الموضوع
أولا دراسة الباحثين من ساكرامنتو عاصمة ولاية كاليفورنيا المنشورة في عدد أبريل نيسان 2011 لمجلة شست CHEST المعنية بطب الصدر وكانت بعنوان مغالطة عدم أضرار النارجيلة The fallacy of the harmless hookah للدكتور شان والدكتور ميورين
ثانيا دراسة تحديد استخدام النارجيلة بين طلبة الثانويات والمنشورة ضمن عدد 31 مارس 2011 لمجلة أبحاث نيكوتين التبغNicotine Tob Res وفيها تتبع الدكتور سميت والدكتور الدليمي استخدامها بين طلبة مقاطعة سان دييغو وتبين لهم أن 26% منهم سبق لهم استخدامها وأن 11% مستمرون في ذلك وأن أكثر من 50% ممن يدخنون بها تعلموا ذلك من أحد أصدقائهم وأن غالبيتهم يعتقدون أن النارجيلة مقبولة اجتماعيا أكثر مقارنة بالسجائر وأنها أقلل ضررا من السجائر وقال الباحثون في محصلة الدراسة إن استخدام النارجيلة للتدخين أصبح سلوكا شائعا ومقبولا في ما بين المراهقين ووجود أماكن مخصصة لتوفير تدخين النارجيلة سبب في ارتفاع إقبال المراهقين عليها
ثالثا دراسة تدخين التبغ بالنارجيلة بين الشباب للباحثين من جامعة جنوب فلوريدا والمنشورة ضمن عدد فبراير 2011 لمجلة المشكلات الحالية في الرعاية الصحية للأطفال والمراهقين Current Problems in Pediatric and Adolescent Health Care وقال الباحثون فيها إن العقدين الماضيين شهدا بداية انتشار الإقبال على النارجيلة بالولايات المتحدة وكرر الباحثون ملاحظتهم للمبررات سابقة الذكر حول أسباب الإقبال التي أهمها اعتقاد أنها أقلل ضررا من السجائر إضافة إلى نكهتها ولفت الباحثون النظر إلى توصلهم إلى حقائق تخالف هذا الاعتقاد الشائع إضافة إلى ارتفاع احتمالات نقل عدوى الميكروبات بين مستخدمي النارجيلة وذكروا بأن منظمة الصحة العالمية وغيرها من الهيئات الصحية قد أعلنت أن النارجيلة مشكلة صحية شائعة وأن على الهيئات الصحية المعنية بالصحة العامة مراقبة الإقبال على النارجيلة بعناية
رابعا دراسة معدلات غاز أول أكسيد الكربون بين زبائن مقاهي النارجيلة للباحثين من جامعة فلوريدا والمنشورة ضمن عدد مارس 2011 من المجلة الأميركية للطب الوقائي Am J Prev Med وفيها قارن الباحثون بين معدلات هذا الغاز لدى زبائن 173 مقهى للنارجيلة و198 مقهى عادي في ولاية فلوريدا وإضافة إلى ملاحظة الباحثين الغزارة النسبية لتوفر مقاهي النارجيلة وتبين لهم أيضا ارتفاع معدلات غاز أول أكسيد الكربون بين زبائن مقاهي النارجيلة سواء كانوا مستخدمين لها أو غير مدخنين بالأصل وقال الباحثون على الرغم من تبرير مستخدمي النارجيلة لها بأنها أقل ضررا من السجائر فإن ما توصلت إليه نتائج الدراسة لا يتوافق مع ذلك
خامسا دراسة الفروق العرقية في استخدام السجائر والنارجيلة والسيجار بين المثليين جنسيا من الجنسين للباحثين من جامعة جنوب فرجينيا والمنشورة ضمن عدد 27 يناير كانون الثاني 2011 لمجلة أبحاث نيكوتين التبغ Nicotine Tob Res
سادسا الدراسة المقارنة لـالتأثيرات الفورية لتدخين التبغ بالنارجيلة للباحثين من جامعة كومنويلث فيرجينيا ومعهد دراسات التبغ والكحول في ريتشموند بالولايات المتحدة والجامعة الأميركية ببيروت والمركز السوري لدراسات التبغ بحلب في سورية والمنشورة في عدد يناير 2011 لمجلة إدمان الكحول والمخدرات Drug and Alcohol Dependence
سابعا دراسة هل سلوك التدخين المنزلي عامل خطورة لارتفاع استخدام النارجيلة؟ للباحثين من ديترويت بولاية ميتشغان الأميركية والمنشورة في 31 يناير 2011 بمجلة أبحاث نيكوتين التدخين Nicotine Tob Res وقال الباحثون في مقدمة دراستهم إنه لا توجد دراسات طبية بحثت في تأثيرات التدخين المنزلي للنارجيلة على إقبال أفراد الأسرة عليها وشمل الباحثون في دراستهم أكثر من 800 شخص من سكان جنوب شرقي ميتشغان وتبين لهم أن 26% منهم يستخدمون النارجيلة في التدخين وقال الدكتور حكمت جميل في محصلة نتائجها وجود أب أو أم أو أخ أو أخت يدخنون بالنارجيلة في المنزل وكون المرء ذكرا وصغر السن كلها عوامل ترفع من خطورة استخدام النارجيلة للتدخين
ثامنا دراسة الوباء العالمي للتدخين بالنارجيلة للباحثين من جامعة ممفيس الأميركية والمركز السوري لدراسات التبغ في حلب بسورية والمنشورة ضمن عدد يناير فبراير 2011 لمجلة سلوكيات الإدمان Addict Behav وأكد الباحثون في مقدمة دراستهم على حقيقة أن استخدام النارجيلة ينتشر بارتفاع متصاعد بين الشباب حول العالم وأن سلاسة التدخين بها والأجواء الاجتماعية واعتقاد تدني أضرارها هي أساس إقبال الشباب عليها وأن الإحصاءات المتوفرة تشير إلى أن نسبة استخدامها للتدخين بين المراهقين تصل في الشرق الأوسط إلى حدود 34% وفي الولايات المتحدة إلى حدود 17%
أضرار أكبر من السجائر
السلاح الأقوى الذي يستخدمه مروجو النارجيلة هو الادعاء الخاطئ والواهم بأن النارجيلة أقل ضررا من تدخين السجائر وعلى الرغم من القناعة الطبية الراسخة بأن تدخين السجائر سلوك خاطئ وضار صحيا ويتسبب في كثير من المشكلات والاضطرابات والأمراض بالجسم فإن اليوم ثمة تنبها طبيا متناميا في القوة نحو التحذير من النارجيلة وأن استخدامها يفوق في أضراره الصحية تدخين السجائر المجردة
ولهذه القناعة الجديدة مبرراتها المنطقية المدعومة بمجموعات من الأدلة العلمية ولكي ندرك ذلك يجب علينا أن نستحضر عدة نقاط تتعلق بالنارجيلة مقارنة مع سجائر التبغ العادية والهدف ليس تفضيل السجائر على النارجيلة بل التنبيه إلى أنه من غير الصحيح الإدعاء بأن النارجيلة أخف وأقل ضررا وذلك لوقف تدفق الإقبال عليها بحجة الهروب من أضرار السجائر والنقاط المقصودة هي
أولا المعسل وتبغ السجائر الجاف في النارجيلة يستخدم المعسل وهو مكون من فتات أوراق التبغ المتخمرة والمكبوسة لفترات كي تمتزج وتنتج نكهة مختلفة للتبغ نفسه وهذا ينتج عنه نمو الفطريات التي تحمل العديد من المواد الكيميائية التي لم تكن أصلا موجودة في أوراق التبغ الطازجة والمستخدمة في السجائر ويضاف إلى فتات أوراق التبغ المتخمرة مزيج من الغليسرين ودبس قصب السكر وعصارات صناعية أو طبيعية للفواكه المتخمرة بداعي إعطاء نكهات مختلف أنواع الفواكه إضافة إلى أنواع شتى من المواد الكيميائية الصناعية كصبغات لتلوين مزيج المعسل وهذه المواد الجديدة المضافة إلى أوراق التبغ كل واحدة منها حكاية جديدة من نواحي نواتج احتراقها والغازات المنبعثة عنها والمواد الكيميائية المتشكلة نتيجة لاحتراقها وكل هذا يستنشقه مدخن النارجيلة ولا يستنشقه مدخن السجائر هذا وناهيك بالدخول في متاهات تخيل أماكن صناعة المعسل وأي ضوابط يتم تطبيقها عليها ونوعية الرقابة الصحية وغيرها من الدهاليز التي يتوه فيها المتخيل ناهيك بالمتحقق من ذلك على أرض الواقع
ثانيا استخدام الفحم الطبيعي أو الصناعي في السجائر يتم إشعال فتات أوراق التبغ مباشرة مع الطبقة الورقية الرقيقة المغلفة لها بينما في النارجيلة توضع قطع من الفحم لتنشيط واستمرار احتراق قطعة المعسل وهذا الفحم يحترق هو الآخر طوال الوقت والفحم ليس شيئا خاملا وبريئا لا يحمل في مكوناته مواد كيميائية سامة بل إن احتراق الفحم بذاته يحمل كميات كبيرة من غاز أول أكسيد الكربون إضافة إلى قائمة تضم المئات من العناصر الكيميائية السامة والمواد المتسببة في السرطان والمعادن الثقيلة والفحم الطبيعي في الأساس هو قطع من أخشاب الأشجار التي تتلوث بشكل تلقائي وطبيعي بما يجود في المناطق الجغرافية التي نمت فيها أشجارها ثم يتم إحراقها بشكل جزئي كي يتكون الفحم وهذا الاشتعال الجزئي يضيف مواد كيميائية أخرى وجديدة ثم يأتي مدخن النارجيلة ليستنشق كل ما ينتج عن احتراق الفحم والقصة بلا شك ستكون أسوأ عند استخدام أحد الأنواع المختلفة للفحم الصناعي ولا مجال في هذا العرض للحديث عن الكم الكبير من الدراسات الطبية التي تكلمت عن أضرار استخدام الفحم الصناعي في الطهي أو الشواء أو التدفئة المنزلية ناهيك باستنشاقه مباشرة كما يضاف إلى كل هذا عادة بعض عشاق النارجيلة بوضع طبقة من رقائق الألمنيوم فيما بين قطع الفحم المشتعلة وبين قطعة المعسل وكانت عدة دراسات طبية سابقة قد تحدثت عن أضرار استخدام رقائق الألمنيوم في تغليف الأطعمة الحارة أو استخدامها خلال عمليات الطهي في الأفران أو الشواء وفي تدخين المعسل يتم استنشاق التسخين الشديد لتلك الرقائق من الألمنيوم كشيء لا بد منه عند استخدامه في رأس النارجيلة
ثالثا كمية الدخان الذي يدخل الرئة لا مجال للشك في أن عمق وقوة الشفط عند تدخين النارجيلة يفوق بمراحل ما يحدث عند تدخين السجائر أو الغليون أو السيجار وتقرير منظمة الصحة العالمية لاحظ حقيقة مهمة وهي أن حجم كمية الدخان الذي يدخل إلى رئة شخص يدخن نارجيلة في جلسة لمدة ساعة يعادل 200 ضعف لكمية الدخان التي تدخل إلى رئة شخص يدخن سيجارة واحدة كما أن العمق جانب آخر تحدثت عنه الدراسات الطبية الأميركية التي لاحظت أنه عند تدخين النارجيلة فإن الدخان يدخل ويتغلغل في الحويصلات الرئوية بشكل أعمق من المدى الذي يصل إليه دخان تدخين السجائر وب فإن الدخان يبقى في الرئة مدة أطول عند التدخين بالنارجيلة مقارنة بالسجائر ومعلوم أن ما يخرج مع الزفير ليس كل الهواء الذي دخل إلى الرئة بل جزء منه
رابعا الاشتراك في استخدام النارجيلة وقد يحرص البعض على الاستخدام الشخصي لنارجيلته ولكن غالبية مدخني النارجيلة خاصة من يذهبون للمقاهي يستخدمون نارجيلة استخدمها قبلهم المئات ويتحاذق بعض المقاهي عبر إعلانه أنه يغير أنبوب وخرطوم الشفط وهذا في الحقيقة لا يكفي ألبتة لأنه جزء من عدة أجزاء يمر عبرها الدخان ومعلوم أن كثيرا من مستخدمي النارجيلة للتدخين لا يشفطون فقط بل ربما ينفخون الهواء عبر المبسم لتعديل طعم المعسل في رأس النارجيلة وكان كثير من الهيئات الطبية العالمية مثل منظمة الصحة العالمية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية CDC ورابطة أمراض الصدر الأميركية وغيرها صريحا في التحذيرات من احتمال تسبب استخدام النارجيلة في انتقال الأمراض الميكروبية المعدية كالسل والتهابات الكبد وميكروبات التهابات الجهاز التنفسي
طلبة الجامعات الأميركية وتفشي التدخين بالنارجيلة
الدراسة الصادرة في العدد الحالي لمجلة دراغز آند ألكهول ديبندانس Drug and Alcohol Dependence الأميركية المعنية بدراسات إدمان الشباب على الكحول والمخدرات هي إحدى الحلقات الأحدث في سلسلة الدراسات الطبية الصادرة حول النارجيلة
وكان الباحثون من مركز بابتيست ويك فورست الطبي Wake Forest Baptist Medical Center قد قاموا بإجراء دراستهم الحديثة لإلقاء الضوء على الشعبية المتنامية مع الوقت لاستخدام شباب الجامعات الأميركية النارجيلة وكانت نتائجها مخيبة للآمال على حد وصف الباحثين ذلك أنه على الرغم من ازدياد عدد الأماكن المغلقة التي يحظر التدخين فيها بالمدن الأميركية كالمطاعم والمقاهي والملاهي فإن النارجيلة تحديدا تستثنى من ذلك الحظر في تلك الأماكن خاصة المقاهي القريبة من الجامعات التي تجد زبائنها الدائمين من الشباب
وعلقت الدكتورة إيرين ستيفن الباحثة الرئيسية في الدراسة وعضو قسم العلوم الاجتماعية والأنظمة الصحية بالقول إن شعبية التدخين بالنارجيلة في أوساط الشباب تنذر بالخطر نظرا لآثارها الصحية السلبية وللأسف فإن كثيرا من أولئك الشباب لديهم خطأ في الفهم حول أمان التدخين باستخدام النارجيلة والبعض منهم يعتقد بشكل خاطئ أن النارجيلة أكثر أمانا صحيا من تدخين السجائر
وقام الباحثون بمشروع البحث في دراستهم الحديثة حول مدى انتشار استخدام النارجيلة بين طلاب الجامعات الأميركية وتم انتقاء مجموعة بشكل عشوائي من طلبة 8 جامعات أميركية في ولاية كارولينا الشمالية شملت نحو 4 آلاف طالب وذلك بسؤالهم عن مدى ممارستهم التدخين في العموم ونمط التدخين الذي يستخدمونه ومدى استخدامهم المخدرات إضافة لمعلوماتهم عن تلك الأمور بين زملائهم من طلبة الجامعات
وتبين للباحثين أن 46% منهم لا يدخنون ولم يسبق لهم ذلك والبقية أي 54% إما مدخنون مستمرون أو مدخنون توقفوا لاحقا عنه والأهم هو ما تبين للباحثين من أن أكثر من 40% من الطلبة الذين شملتهم الدراسة سبق لهم أن استخدموا النارجيلة كوسيلة للتدخين أي إن فقط نحو 20% من الطلبة الأميركيين المدخنين في تلك الولاية لم يجرب النارجيلة وبشكل أدق قال الباحثون إن 25% من الطلبة المشمولين بالدراسة قالوا إنهم مدخنون مستمرون في تلك العادة وإن 18% هم بالفعل مدخنون مستمرون باستخدام النارجيلة كما أضاف الباحثون في نتائجهم أنه كان واضحا جدا إفادة معظم أولئك المستخدمين لـالأركيلة اعتقادهم بأنها أقل ضررا وأكثر أمانا من تدخين السجائر وهذا ما يبرر الملاحظة الأخرى التي تبينت للباحثين من النتائج وهي أن 22% من المشمولين بالدراسة الذين يستخدمون النارجيلة للتدخين هم بالفعل اعترفوا بأنهم لم يجربوا مطلقا تدخين السجائر أي إنهم دخلوا إلى عالم النارجيلة واستمروا فيه فقط دون السجائر وبالإضافة إلى الاعتقاد الخاطئ حول أمان النارجيلة أفادوا أيضا بأنها أكثر نعومة وسلاسة وأقل تسببا في الرائحة المميزة للتبغ على ملابسهم وأجسامهم وأفواههم
ولذا قالت الدكتورة إيرين بسبب الرائحة العطرة والطعم الخفيف يشفط مستخدمو النارجيلة الدخان بعمق أكبر ويستمرون في التدخين لفترات أطول مما يعني أنهم يستنشقون حجما أكبر من دخان التبغ المحترق مقارنة بمدخني السجائر
وذكرت الدكتورة إيرين نقطة مهمة وهي أنه على الرغم من صدور تشريعات خاصة في ولاية كارولينا الشمالية تمنع التدخين وتشمل النارجيلة في المطاعم والمقاهي والملاهي فإنه يتم الالتفاف والاحتيال عليها في أماكن تقديم النارجيلة waterpipe venue عبر عدم تقديم الأطعمة أو الكحول في تلك الأماكن أو عبر توفير منتجات عشبية خالية من التبغ nontobacco herbal products للتدخين بالنارجيلة وأضافت قائلة إن نتائج هذه الدراسة تلفت الانتباه إلى الحاجة الماسة لوضع تشريعات خاصة باستخدام النارجيلة؛ أولا إدارات الجامعات في حاجة إلى إدراك مدى انتشار النارجيلة بين طلاب الجامعات وضم النارجيلة إلى قوانين عدم التدخين في الحرم الجامعي وثانيا قوانين الولايات لمنع التدخين يجب أن تشمل النارجيلة ذلك أن كثيرا من الولايات المتشددة قوانينها إزاء التدخين لا تشمل النارجيلة في تلك القوانين
كما طرح الباحثون نقاطا أخرى مهمة تتعلق بمقاهي تقديم النارجيلة ومنها جوانب تتعلق بنظافة وتعقيم النارجيلة التي يتكرر استخدامها وب يسهل انتقال عدوى الميكروبات بين مستخدم وآخر
بالشيشة اضرارة على صحة الانسان
اخطر من اضرار تدخين السجائر
الارتفاع المتصاعد في استخدام النارجيلة للتدخين لم يعد مشكلة صحية في المناطق المختلفة بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا والهند وإيران فقط بل أصبح مصدر قلق للهيئات الصحية العالمية في الولايات المتحدة
والعديد من الدول الأوروبية ودول أميركا اللاتينية وشرق آسيا
والمؤسف في شأن اختراع النارجيلة للتدخين أن ذلك تم في القرن الخامس عشر على يد أحد أطباء الهند إبان حكم المغول لها كوسيلة أعتقد الحكيم عبد الفتاح الهندي أنها ستكون أقل ضررا من تدخين أوراق الحشيشة وذلك قبل أن تغزو أوراق التبغ العالم القديم مقبلة من العالم الجديد بعد اكتشاف القارة الأميركية
هذا ولا يزال الاعتقاد الخاطئ لدى أهل شرق الأرض وغربها بأن النارجيلة أقل ضررا بكثير من تدخين السجائر هو المبرر الأبرز للارتفاع المتنامي خلال السنوات القليلة الماضية في نسبة الإقبال العالمي عليها وينمق هذا المبرر عوامل أخرى غالبها اجتماعي يتعلق بـطقوس الجلسة ولوازم تعديل المزاج المثيرة للتسلية في انتقاء فخفخات نكهات الفواكه المختلفة والمضافة إلى أوراق التبغ المقطعة flavored tobacco للحصول على أفضل أنواع المعسل maassel وكذا اختلاف الأمزجة في خبرات الـتقنيات المتنوعة لإعداد أفضل رأس معسل وإضافة نكهات من النعناع والورد وغيره إلى ماء النارجيلة وانتقاء أنواع أنبوب التوصيل وهيئة مبسم الشفط وكذلك المبرر الآخر المتعلق بالرائحة الألطف للفم والجسم والملابس بعد الفراغ من التدخين بالنارجيلة
النارجيلة الأركيلة argileh تتعدد أسماؤها؛ إذ يحلو للبعض تسميتها شيشة shisha وآخرون يفضلون تدليعها فيسمونها جوزة goza والبعض يطلق عليها نارجيلة narghile وفي العالم الغربي تتعدد أسماؤها الإنجليزية كذلك فهي جوكا أو هوكا hookah أو غليون الماء waterpipe أو ضجيج خرير الفقاقيع hubblebubble
مشكلة عالمية
حاليا ثمة ملاحظة واضحة في الأوساط الطبية الأميركية حيث يتم الحديث بشكل لافت للنظر عن الانتشار المتصاعد في أوساط الشباب الأميركي للتدخين باستخدام الأنبوب والماء waterpipe أو النارجيلة وعلى الرغم من ملاحظة الأوساط الطبية الأميركية أن بدء انتشار النارجيلة في الولايات المتحدة كان فقط خلال العقدين الماضيين فإن اهتمام التفكير بدراستها طبيا من نواحي انتشار استخدامها ونوعية الأوساط التي تنتشر فيها وتأثيراتها الصحية تأخر جدا بالفعل
وبمراجعة أحد أهم مواقع البحث العلمي الطبي العالمية وهو موقع بوب ميد PubMed للمكتبة الطبية القومية الأميركية التابعة لوزارة الصحة الأميركية الذي يرصد الدراسات الطبية الصادرة منذ عام 1865 وحتى اليوم وبالبحث فيه نجد أن ثمة 74 دراسة علمية صدرت حول النارجيلة واللافت للنظر بحق أن 31 دراسة منها أي نحو 42% صدرت فقط خلال عام 2010 وعام 2011 وبشكل أدق فإن عدد الدراسات الصادرة عن الأطباء في الولايات المتحدة وفي أقل من 4 أشهر لعام 2011 الحالي هو 10 دراسات حتى ساعة إعداد هذا الموضوع في يوم 17 فبراير شباط 2011 أي 14% وهذا يعني ببساطة أن هناك ارتفاعا في نسبة الدراسات الطبية حول النارجيلة في الولايات المتحدة نتيجة للوعي بوجود مشكلة ارتفاع انتشار استخدامها في أوساط الشباب والمراهقين الأميركيين
واللافت للنظر أن تقرير رابطة الأمراض الصدرية الأميركية في عام 2007 ذكر أن عدد مقاهي النارجيلة في الولايات المتحدة كلها بلغ نحو 300 مقهى في عام 2006 بينما ذكرت دراسة الباحثين من جامعة فلوريدا المنشورة ضمن عدد مارس آذار 2011 من المجلة الأميركية للطب الوقائي Am J Prev Med شمولها زبائن 173 مقهى للنارجيلة في أحد أجزاء ولاية فلوريدا فقط وإذا كان هذا العدد أي أكثر من نصف ما كان موجودا قبل أربع سنوات في كل الولايات الأميركية موجودا اليوم في جزء من إحدى الولايات فإن لنا أن نتخيل العدد الفعلي اليوم في كل الولايات الأميركية ناهيك بمناطق أخرى في أوروبا وأميركا الجنوبية التي تتحدث فيهما الأوساط الطبية بقلق عن انتشار النارجيلة بين فئات الشباب من الجنسين
تقرير منظمة الصحة
وكانت المحطة المفصلية في التفات الأوساط الطبية العالمية لمشكلة النارجيلة هي التقرير الذي أصدرته منظمة الصحة العالمية WHO عنها في عام 2005 بعنوان مذكرة التقرير الاستشاري عن التدخين باستخدام أنبوب الماء التأثيرات الصحية الحاجة إلى مزيد من الدراسات والنصيحة بوضع تشريعات للمكافحة وكان التقرير في 20 صفحة من إعداد مجموعة منظمة الصحة العالمية لدراسة وضع التشريعات الخاصة بمنتجات التبغ TobReg
وعرض التقرير بداية الملاحظات الطبية الإحصائية لانتشار استخدام النارجيلة ونمو الإقبال عليها في مناطق لم تعهدها في السابق وبعد أن كان انتشارها يقتصر طوال القرون الأربعة الماضية على أجزاء من الهند وإيران والشرق الأوسط وتركيا وشمالي القارة الأفريقية ذكر التقرير أنه منذ التسعينات الماضية بدأ انتشار استخدامها بين الشباب في أوروبا والولايات المتحدة وكندا والبرازيل وشرق آسيا
ووضع التقرير يده على مكمن مشكلة الانتشار والعامل الرئيسي في الأمر وهو اعتقاد تدني أضرار النارجيلة مقارنة بالسجائر خاصة أن عبوات المعسل في شرقي آسيا والولايات المتحدة أي الأسواق الجديدة يكتب عليها احتواؤها على كمية من النيكوتين بمقدار 05% وأنها خالية من القطران
ووصف التقرير بشيء من التفصيل تركيب النارجيلة ودور كل جزء فيها ضمن عملية استخدامها للتدخين وهو جانب مهم للعرض كي يسهل إدراك حقيقة تأثيراتها الصحية
ويعترف تقرير منظمة الصحة العالمية أن النارجيلة لم تتم دراستها علميا كما هي الحال مع السجائر أو الغليون أو السيجار وتذكر بعض المصادر الطبية تبريرا لذلك؛ وهو أنها لم تكن في السابق مشكلة في العالم الغربي وهو مبرر يوضح حقيقة أن الأوساط الطبية الغربية تهتم بالدرجة الأولى بدراسة ما له علاقة بمجتمعاتها أما ما عدا ذلك فليس على جدول أولوياتها الأمر الذي يفرض على الهيئات العلمية الطبية في المناطق العربية أن تتولى بنفسها دراسة ما له علاقة بالجوانب الصحية للمجتمعات العربية والأمثلة على هذا كثيرة جدا كالأمراض الميكروبية المعدية المستوطنة في المناطق العربية وأصناف شتى من العادات الغذائية أو الممارسات الاجتماعية الشائعة بشكل خاص فيها
أضرار النارجيلة الصحية
ولكن تقرير منظمة الصحة العالمية واعتمادا على ما هو متوفر من دراسات حول النارجيلة يستخلص عدة نقاط صحية مهمة من أبرزها أن استخدام النارجيلة للتدخين يحمل في طياته مخاطر صحية جدية على المدخن وعلى من يجالسه أثناء استخدامها وأن استخدامها ليس وسيلة أكثر أمانا صحيا من تدخين السجائر وأن مدخن النارجيلة حينما يدخنها في جلسة لفترة ساعة فإنه يستنشق نحو 200 ضعف كمية الدخان الذي يستنشقه مدخن السيجارة الواحدة وأنه حتى بعد مرور دخان النارجيلة عبر ماء فإنه لا يزال يحمل كميات كبيرة من المواد الكيميائية السامة والمعادن الثقيلة والمواد المتسببة في السرطان وأن استخدام الفحم الطبيعي أو الصناعي في إحراق المعسل أو التبغ هو أمر في حد ذاته يحمل مخاطر صحية تفوق تلك التي تنتج فقط عن إشعال التبغ مباشرة في السجائر ذلك أن الاستنشاق بخرطوم النارجيلة يشفط الدخان الناجم عن حرق المعسل ويشفط أيضا الغازات والمواد الكيميائية السامة الناتجة عن احتراق قطع الفحم ومعلوم أن تلك القطع من الفحم المحترق تحتوي هي الأخرى على قائمة من الغازات والمواد الكيميائية وهذه المواد تكون بلا شك أسوأ عند استخدام أنواع الفحم الصناعي وأنه لا يوجد أي إثبات علمي على أن أي إضافة أو تعديل لتركيب جهاز النارجيلة سيتسبب في تخفيف أضرارها الصحية
وأن الاشتراك في استخدام النارجيلة للتدخين سواء في الوقت نفسه أو لاحقا يحمل في طياته ارتفاع احتمالات خطورة نقل عدوى الميكروبات خاصة مرض درن السل والتهابات الكبد الفيروسية وأن إضافة المواد الحلوة السكرية لفتات أوراق التبغ ترفع من احتمالات الإقبال على التدخين نظرا للطعم والرائحة الأكثر جاذبية كما أنه يضيف قائمة جديدة من المواد الكيميائية السامة والمعادن الثقيلة والمواد المتسببة في السرطان فوق تلك المتوفرة أصلا في أوراق التبغ الطبيعي
وكل هذه النقاط التي تحدث عنها تقرير منظمة الصحة العالمية هي أمور مهمة جدا لأنها أضرار لأمور مضافة تفوق تلك التي تنتج عن استنشاق مجرد دخان التبغ المحترق في السجائر
دراسات أميركية حديثة
ونعرض بشكل سريع ومختصر بعضا من تلك الدراسات الأميركية التي صدرت فقط خلال الأشهر الثلاثة الأولى للعام الحالي 2011 ثم نعرض إحداها بشكل تفصيلي في إطار منفصل ضمن الموضوع
أولا دراسة الباحثين من ساكرامنتو عاصمة ولاية كاليفورنيا المنشورة في عدد أبريل نيسان 2011 لمجلة شست CHEST المعنية بطب الصدر وكانت بعنوان مغالطة عدم أضرار النارجيلة The fallacy of the harmless hookah للدكتور شان والدكتور ميورين
ثانيا دراسة تحديد استخدام النارجيلة بين طلبة الثانويات والمنشورة ضمن عدد 31 مارس 2011 لمجلة أبحاث نيكوتين التبغNicotine Tob Res وفيها تتبع الدكتور سميت والدكتور الدليمي استخدامها بين طلبة مقاطعة سان دييغو وتبين لهم أن 26% منهم سبق لهم استخدامها وأن 11% مستمرون في ذلك وأن أكثر من 50% ممن يدخنون بها تعلموا ذلك من أحد أصدقائهم وأن غالبيتهم يعتقدون أن النارجيلة مقبولة اجتماعيا أكثر مقارنة بالسجائر وأنها أقلل ضررا من السجائر وقال الباحثون في محصلة الدراسة إن استخدام النارجيلة للتدخين أصبح سلوكا شائعا ومقبولا في ما بين المراهقين ووجود أماكن مخصصة لتوفير تدخين النارجيلة سبب في ارتفاع إقبال المراهقين عليها
ثالثا دراسة تدخين التبغ بالنارجيلة بين الشباب للباحثين من جامعة جنوب فلوريدا والمنشورة ضمن عدد فبراير 2011 لمجلة المشكلات الحالية في الرعاية الصحية للأطفال والمراهقين Current Problems in Pediatric and Adolescent Health Care وقال الباحثون فيها إن العقدين الماضيين شهدا بداية انتشار الإقبال على النارجيلة بالولايات المتحدة وكرر الباحثون ملاحظتهم للمبررات سابقة الذكر حول أسباب الإقبال التي أهمها اعتقاد أنها أقلل ضررا من السجائر إضافة إلى نكهتها ولفت الباحثون النظر إلى توصلهم إلى حقائق تخالف هذا الاعتقاد الشائع إضافة إلى ارتفاع احتمالات نقل عدوى الميكروبات بين مستخدمي النارجيلة وذكروا بأن منظمة الصحة العالمية وغيرها من الهيئات الصحية قد أعلنت أن النارجيلة مشكلة صحية شائعة وأن على الهيئات الصحية المعنية بالصحة العامة مراقبة الإقبال على النارجيلة بعناية
رابعا دراسة معدلات غاز أول أكسيد الكربون بين زبائن مقاهي النارجيلة للباحثين من جامعة فلوريدا والمنشورة ضمن عدد مارس 2011 من المجلة الأميركية للطب الوقائي Am J Prev Med وفيها قارن الباحثون بين معدلات هذا الغاز لدى زبائن 173 مقهى للنارجيلة و198 مقهى عادي في ولاية فلوريدا وإضافة إلى ملاحظة الباحثين الغزارة النسبية لتوفر مقاهي النارجيلة وتبين لهم أيضا ارتفاع معدلات غاز أول أكسيد الكربون بين زبائن مقاهي النارجيلة سواء كانوا مستخدمين لها أو غير مدخنين بالأصل وقال الباحثون على الرغم من تبرير مستخدمي النارجيلة لها بأنها أقل ضررا من السجائر فإن ما توصلت إليه نتائج الدراسة لا يتوافق مع ذلك
خامسا دراسة الفروق العرقية في استخدام السجائر والنارجيلة والسيجار بين المثليين جنسيا من الجنسين للباحثين من جامعة جنوب فرجينيا والمنشورة ضمن عدد 27 يناير كانون الثاني 2011 لمجلة أبحاث نيكوتين التبغ Nicotine Tob Res
سادسا الدراسة المقارنة لـالتأثيرات الفورية لتدخين التبغ بالنارجيلة للباحثين من جامعة كومنويلث فيرجينيا ومعهد دراسات التبغ والكحول في ريتشموند بالولايات المتحدة والجامعة الأميركية ببيروت والمركز السوري لدراسات التبغ بحلب في سورية والمنشورة في عدد يناير 2011 لمجلة إدمان الكحول والمخدرات Drug and Alcohol Dependence
سابعا دراسة هل سلوك التدخين المنزلي عامل خطورة لارتفاع استخدام النارجيلة؟ للباحثين من ديترويت بولاية ميتشغان الأميركية والمنشورة في 31 يناير 2011 بمجلة أبحاث نيكوتين التدخين Nicotine Tob Res وقال الباحثون في مقدمة دراستهم إنه لا توجد دراسات طبية بحثت في تأثيرات التدخين المنزلي للنارجيلة على إقبال أفراد الأسرة عليها وشمل الباحثون في دراستهم أكثر من 800 شخص من سكان جنوب شرقي ميتشغان وتبين لهم أن 26% منهم يستخدمون النارجيلة في التدخين وقال الدكتور حكمت جميل في محصلة نتائجها وجود أب أو أم أو أخ أو أخت يدخنون بالنارجيلة في المنزل وكون المرء ذكرا وصغر السن كلها عوامل ترفع من خطورة استخدام النارجيلة للتدخين
ثامنا دراسة الوباء العالمي للتدخين بالنارجيلة للباحثين من جامعة ممفيس الأميركية والمركز السوري لدراسات التبغ في حلب بسورية والمنشورة ضمن عدد يناير فبراير 2011 لمجلة سلوكيات الإدمان Addict Behav وأكد الباحثون في مقدمة دراستهم على حقيقة أن استخدام النارجيلة ينتشر بارتفاع متصاعد بين الشباب حول العالم وأن سلاسة التدخين بها والأجواء الاجتماعية واعتقاد تدني أضرارها هي أساس إقبال الشباب عليها وأن الإحصاءات المتوفرة تشير إلى أن نسبة استخدامها للتدخين بين المراهقين تصل في الشرق الأوسط إلى حدود 34% وفي الولايات المتحدة إلى حدود 17%
أضرار أكبر من السجائر
السلاح الأقوى الذي يستخدمه مروجو النارجيلة هو الادعاء الخاطئ والواهم بأن النارجيلة أقل ضررا من تدخين السجائر وعلى الرغم من القناعة الطبية الراسخة بأن تدخين السجائر سلوك خاطئ وضار صحيا ويتسبب في كثير من المشكلات والاضطرابات والأمراض بالجسم فإن اليوم ثمة تنبها طبيا متناميا في القوة نحو التحذير من النارجيلة وأن استخدامها يفوق في أضراره الصحية تدخين السجائر المجردة
ولهذه القناعة الجديدة مبرراتها المنطقية المدعومة بمجموعات من الأدلة العلمية ولكي ندرك ذلك يجب علينا أن نستحضر عدة نقاط تتعلق بالنارجيلة مقارنة مع سجائر التبغ العادية والهدف ليس تفضيل السجائر على النارجيلة بل التنبيه إلى أنه من غير الصحيح الإدعاء بأن النارجيلة أخف وأقل ضررا وذلك لوقف تدفق الإقبال عليها بحجة الهروب من أضرار السجائر والنقاط المقصودة هي
أولا المعسل وتبغ السجائر الجاف في النارجيلة يستخدم المعسل وهو مكون من فتات أوراق التبغ المتخمرة والمكبوسة لفترات كي تمتزج وتنتج نكهة مختلفة للتبغ نفسه وهذا ينتج عنه نمو الفطريات التي تحمل العديد من المواد الكيميائية التي لم تكن أصلا موجودة في أوراق التبغ الطازجة والمستخدمة في السجائر ويضاف إلى فتات أوراق التبغ المتخمرة مزيج من الغليسرين ودبس قصب السكر وعصارات صناعية أو طبيعية للفواكه المتخمرة بداعي إعطاء نكهات مختلف أنواع الفواكه إضافة إلى أنواع شتى من المواد الكيميائية الصناعية كصبغات لتلوين مزيج المعسل وهذه المواد الجديدة المضافة إلى أوراق التبغ كل واحدة منها حكاية جديدة من نواحي نواتج احتراقها والغازات المنبعثة عنها والمواد الكيميائية المتشكلة نتيجة لاحتراقها وكل هذا يستنشقه مدخن النارجيلة ولا يستنشقه مدخن السجائر هذا وناهيك بالدخول في متاهات تخيل أماكن صناعة المعسل وأي ضوابط يتم تطبيقها عليها ونوعية الرقابة الصحية وغيرها من الدهاليز التي يتوه فيها المتخيل ناهيك بالمتحقق من ذلك على أرض الواقع
ثانيا استخدام الفحم الطبيعي أو الصناعي في السجائر يتم إشعال فتات أوراق التبغ مباشرة مع الطبقة الورقية الرقيقة المغلفة لها بينما في النارجيلة توضع قطع من الفحم لتنشيط واستمرار احتراق قطعة المعسل وهذا الفحم يحترق هو الآخر طوال الوقت والفحم ليس شيئا خاملا وبريئا لا يحمل في مكوناته مواد كيميائية سامة بل إن احتراق الفحم بذاته يحمل كميات كبيرة من غاز أول أكسيد الكربون إضافة إلى قائمة تضم المئات من العناصر الكيميائية السامة والمواد المتسببة في السرطان والمعادن الثقيلة والفحم الطبيعي في الأساس هو قطع من أخشاب الأشجار التي تتلوث بشكل تلقائي وطبيعي بما يجود في المناطق الجغرافية التي نمت فيها أشجارها ثم يتم إحراقها بشكل جزئي كي يتكون الفحم وهذا الاشتعال الجزئي يضيف مواد كيميائية أخرى وجديدة ثم يأتي مدخن النارجيلة ليستنشق كل ما ينتج عن احتراق الفحم والقصة بلا شك ستكون أسوأ عند استخدام أحد الأنواع المختلفة للفحم الصناعي ولا مجال في هذا العرض للحديث عن الكم الكبير من الدراسات الطبية التي تكلمت عن أضرار استخدام الفحم الصناعي في الطهي أو الشواء أو التدفئة المنزلية ناهيك باستنشاقه مباشرة كما يضاف إلى كل هذا عادة بعض عشاق النارجيلة بوضع طبقة من رقائق الألمنيوم فيما بين قطع الفحم المشتعلة وبين قطعة المعسل وكانت عدة دراسات طبية سابقة قد تحدثت عن أضرار استخدام رقائق الألمنيوم في تغليف الأطعمة الحارة أو استخدامها خلال عمليات الطهي في الأفران أو الشواء وفي تدخين المعسل يتم استنشاق التسخين الشديد لتلك الرقائق من الألمنيوم كشيء لا بد منه عند استخدامه في رأس النارجيلة
ثالثا كمية الدخان الذي يدخل الرئة لا مجال للشك في أن عمق وقوة الشفط عند تدخين النارجيلة يفوق بمراحل ما يحدث عند تدخين السجائر أو الغليون أو السيجار وتقرير منظمة الصحة العالمية لاحظ حقيقة مهمة وهي أن حجم كمية الدخان الذي يدخل إلى رئة شخص يدخن نارجيلة في جلسة لمدة ساعة يعادل 200 ضعف لكمية الدخان التي تدخل إلى رئة شخص يدخن سيجارة واحدة كما أن العمق جانب آخر تحدثت عنه الدراسات الطبية الأميركية التي لاحظت أنه عند تدخين النارجيلة فإن الدخان يدخل ويتغلغل في الحويصلات الرئوية بشكل أعمق من المدى الذي يصل إليه دخان تدخين السجائر وب فإن الدخان يبقى في الرئة مدة أطول عند التدخين بالنارجيلة مقارنة بالسجائر ومعلوم أن ما يخرج مع الزفير ليس كل الهواء الذي دخل إلى الرئة بل جزء منه
رابعا الاشتراك في استخدام النارجيلة وقد يحرص البعض على الاستخدام الشخصي لنارجيلته ولكن غالبية مدخني النارجيلة خاصة من يذهبون للمقاهي يستخدمون نارجيلة استخدمها قبلهم المئات ويتحاذق بعض المقاهي عبر إعلانه أنه يغير أنبوب وخرطوم الشفط وهذا في الحقيقة لا يكفي ألبتة لأنه جزء من عدة أجزاء يمر عبرها الدخان ومعلوم أن كثيرا من مستخدمي النارجيلة للتدخين لا يشفطون فقط بل ربما ينفخون الهواء عبر المبسم لتعديل طعم المعسل في رأس النارجيلة وكان كثير من الهيئات الطبية العالمية مثل منظمة الصحة العالمية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية CDC ورابطة أمراض الصدر الأميركية وغيرها صريحا في التحذيرات من احتمال تسبب استخدام النارجيلة في انتقال الأمراض الميكروبية المعدية كالسل والتهابات الكبد وميكروبات التهابات الجهاز التنفسي
طلبة الجامعات الأميركية وتفشي التدخين بالنارجيلة
الدراسة الصادرة في العدد الحالي لمجلة دراغز آند ألكهول ديبندانس Drug and Alcohol Dependence الأميركية المعنية بدراسات إدمان الشباب على الكحول والمخدرات هي إحدى الحلقات الأحدث في سلسلة الدراسات الطبية الصادرة حول النارجيلة
وكان الباحثون من مركز بابتيست ويك فورست الطبي Wake Forest Baptist Medical Center قد قاموا بإجراء دراستهم الحديثة لإلقاء الضوء على الشعبية المتنامية مع الوقت لاستخدام شباب الجامعات الأميركية النارجيلة وكانت نتائجها مخيبة للآمال على حد وصف الباحثين ذلك أنه على الرغم من ازدياد عدد الأماكن المغلقة التي يحظر التدخين فيها بالمدن الأميركية كالمطاعم والمقاهي والملاهي فإن النارجيلة تحديدا تستثنى من ذلك الحظر في تلك الأماكن خاصة المقاهي القريبة من الجامعات التي تجد زبائنها الدائمين من الشباب
وعلقت الدكتورة إيرين ستيفن الباحثة الرئيسية في الدراسة وعضو قسم العلوم الاجتماعية والأنظمة الصحية بالقول إن شعبية التدخين بالنارجيلة في أوساط الشباب تنذر بالخطر نظرا لآثارها الصحية السلبية وللأسف فإن كثيرا من أولئك الشباب لديهم خطأ في الفهم حول أمان التدخين باستخدام النارجيلة والبعض منهم يعتقد بشكل خاطئ أن النارجيلة أكثر أمانا صحيا من تدخين السجائر
وقام الباحثون بمشروع البحث في دراستهم الحديثة حول مدى انتشار استخدام النارجيلة بين طلاب الجامعات الأميركية وتم انتقاء مجموعة بشكل عشوائي من طلبة 8 جامعات أميركية في ولاية كارولينا الشمالية شملت نحو 4 آلاف طالب وذلك بسؤالهم عن مدى ممارستهم التدخين في العموم ونمط التدخين الذي يستخدمونه ومدى استخدامهم المخدرات إضافة لمعلوماتهم عن تلك الأمور بين زملائهم من طلبة الجامعات
وتبين للباحثين أن 46% منهم لا يدخنون ولم يسبق لهم ذلك والبقية أي 54% إما مدخنون مستمرون أو مدخنون توقفوا لاحقا عنه والأهم هو ما تبين للباحثين من أن أكثر من 40% من الطلبة الذين شملتهم الدراسة سبق لهم أن استخدموا النارجيلة كوسيلة للتدخين أي إن فقط نحو 20% من الطلبة الأميركيين المدخنين في تلك الولاية لم يجرب النارجيلة وبشكل أدق قال الباحثون إن 25% من الطلبة المشمولين بالدراسة قالوا إنهم مدخنون مستمرون في تلك العادة وإن 18% هم بالفعل مدخنون مستمرون باستخدام النارجيلة كما أضاف الباحثون في نتائجهم أنه كان واضحا جدا إفادة معظم أولئك المستخدمين لـالأركيلة اعتقادهم بأنها أقل ضررا وأكثر أمانا من تدخين السجائر وهذا ما يبرر الملاحظة الأخرى التي تبينت للباحثين من النتائج وهي أن 22% من المشمولين بالدراسة الذين يستخدمون النارجيلة للتدخين هم بالفعل اعترفوا بأنهم لم يجربوا مطلقا تدخين السجائر أي إنهم دخلوا إلى عالم النارجيلة واستمروا فيه فقط دون السجائر وبالإضافة إلى الاعتقاد الخاطئ حول أمان النارجيلة أفادوا أيضا بأنها أكثر نعومة وسلاسة وأقل تسببا في الرائحة المميزة للتبغ على ملابسهم وأجسامهم وأفواههم
ولذا قالت الدكتورة إيرين بسبب الرائحة العطرة والطعم الخفيف يشفط مستخدمو النارجيلة الدخان بعمق أكبر ويستمرون في التدخين لفترات أطول مما يعني أنهم يستنشقون حجما أكبر من دخان التبغ المحترق مقارنة بمدخني السجائر
وذكرت الدكتورة إيرين نقطة مهمة وهي أنه على الرغم من صدور تشريعات خاصة في ولاية كارولينا الشمالية تمنع التدخين وتشمل النارجيلة في المطاعم والمقاهي والملاهي فإنه يتم الالتفاف والاحتيال عليها في أماكن تقديم النارجيلة waterpipe venue عبر عدم تقديم الأطعمة أو الكحول في تلك الأماكن أو عبر توفير منتجات عشبية خالية من التبغ nontobacco herbal products للتدخين بالنارجيلة وأضافت قائلة إن نتائج هذه الدراسة تلفت الانتباه إلى الحاجة الماسة لوضع تشريعات خاصة باستخدام النارجيلة؛ أولا إدارات الجامعات في حاجة إلى إدراك مدى انتشار النارجيلة بين طلاب الجامعات وضم النارجيلة إلى قوانين عدم التدخين في الحرم الجامعي وثانيا قوانين الولايات لمنع التدخين يجب أن تشمل النارجيلة ذلك أن كثيرا من الولايات المتشددة قوانينها إزاء التدخين لا تشمل النارجيلة في تلك القوانين
كما طرح الباحثون نقاطا أخرى مهمة تتعلق بمقاهي تقديم النارجيلة ومنها جوانب تتعلق بنظافة وتعقيم النارجيلة التي يتكرر استخدامها وب يسهل انتقال عدوى الميكروبات بين مستخدم وآخر