فكم نشتاق لكوب ماء مثلج أو لكانز بيبسي مشبر بعد فراغنا من صلاة العصر، و كم نشتاق لثلاثة نقاط حمراء في دوري الأبطال الأفريقي بعد فراغنا من مباراة المولودية، و كان حلم أحمد عيد عبدالملك هو الإنضمام للأهلي، و كان كابوس الجماهير الحمراء أن يتحقق هذا الحلم، فلا أعرف كيف للاعب بصق على جمهور ما أن يدافع عن ألوانه في المستقبل؟، فمن العجب اليوم أن يلعب حسين حمدي للزمالك، و أن يحلم عبدالملك باللعب للأهلي، فعلى كل لاعب يرغب في اللعب لأحد القطبين البصق على جماهيريهما في أقرب فرصة، و على كل شاب يمتلك لفافة سرية أن يسارع بالإنضمام للأهلي، و قد تعجبت جداً عندما طالعت الصفحة الرسمية لكشري أبو طارق جنباً إلى جنب مع الصفحة الرسمية لمجلس الوزراء، فمن حق أبو طارق أن يعرف رأي الجماهير في قراراته، و من حق الحكومة أن تعرف رأي الشعب في طبيخها البايت، فالحياة على أرض الواقع أقسى منها على أرض الفيس بوك، و التقدم و البناء و إعادة مصر لمكانها الطبيعي بين الأمم لن يتحقق بـ 500 لايك أو 600 كومينت، فقد أصبح المسئول المصري بعد الثورة يمتلك مكتب فاخر و سيارة فاخرة و صفحة رسمية على الفيس بوك، و اقترب الشعب المصري من الاعتصام على الفيس بوك بعد اعتصام الجيش و الأمن المركزي في ميدان التحرير ..!
إني أتنفس تحت الفيس بوك .. إني أغرق .. أغرق .. أغرق، فالصقر جاهز بالنادي البديل للزمالك في حالة عدم توافر الـ 3 مليون، و الأهلي جاهز باللاعب البديل في حالة إحتراف فتحي، في حين يحتفظ حسني عبدربه بثلاثة بدائل و كلها فول أوبشن، و قد غير أبو الليف إسمه إلى أبو الريش، فلمن يغني في ألبومه المقبل بعد الفيس بوك؟، فحتى تنتقل مصر من مرحلة الفيس بوك إلى مرحلة الحياة بوك .. أترككم في حفظ الله و أمنه .. و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..!