شاهد عيان للأحداث ....
قسماً بالله العظيم كنت موجود ناحية ماسبيرو وقت حدوث المأساة ابتداءً من الساعة الخامسة والنصف مساءً وظللت هناك حتى العاشرة والنصف الوقت الذى بدأ فيه الجيش والشرطة يسيطران على الموقف .........
ما حدث أن هناك تجمعات مسيحية قادمة إلى ماسبيرو وكان معهم سيارة نصف نقل (داتسون) عليها أدوات الديجى ....... وكانوا يهتفون بأشياء مثل ارفع راسك فوق أنت قبطى، ومصر لينا وحاجات زى كده .......... والجيش والشرطة كانوا فى مواقعهم العادية ولم يتقدم جندى ولا ضابط لاعتراضهم ................
ثم وفجأة سمعت صوت رصاصات من الاتجاه المعاكس ...... وأشخاص يرتدون الزى المدنى يجرون حتى اختفوا ......... واعتقد إنهم تواروا فى اتجاه بولاق أبوالعلا ..........
وفجأة وجدت المسيحيين بيدهم سنج وأدوات أخرى ....... وبعضهم يحمل مسدسات وأشياء مثل قنابل الموليتوف ولكن لها تأثير أقوى من الموليتوف ........................
الشرطة وقفت بالشكل الذى تعودناه جميعاً صفاً واحداً طويلاً لمنع تقدم المسيحيين ......... والجيش أصبح فى حالة تأهب ............
بدأ المسيحيين فى ضرب النار ........... والضرب بالسنج ............. وإلقاء الأشياء التى تشبه الموليتوف على السيارات المدنية والعسكرية ........................ وأصبحوا فى حالة هياج .....
وبدأ الالتحام عندما وصلوا إلى صفوف الجيش والشرطة التى استعدت لمنع المسيحيين من التقدم ......................
تساقط الجنود من الجيش والشرطة ............... وساعدت فى نقل بعض الجرحى (وكانت جروح بالغة) وأثناء أحدى عمليات النقل هذه أتيحت ليا الفرصة أن أسأل جندى ممن يشاركون فى نقل الجرحى وقلت (أنتوا ليه ما بدفعوش عن نفسكوا؟) قال : (ما عندناش أوامر بالاشتباك ننضرب ومنردش) ............ وانهار أخر فى هذه اللحظة وتكوم على الأرض يقول والدموع فى عينيه قتلوا زمايلى ولاد الكلب كنا أعدين ناكل مع بعض من شوية ..............
تقدمت عربة جيش بغرض تفريق المسيحيين وصدمت بعضهم ولعل ذلك يرجع إلى أن يكون هذا التصرف تصرف فردى ممن كان يقود هذه العربة أو أنه لم يستطع التحكم فى أعصابه ............. واعتقادى هذا مبنى على أن الواقفين من الجيش والشرطة لم يضربوا أحداً ولم يهاجموا .......... حتى أن غالبية الناس الموجودة كانوا حانقين على الموقف المزرى الذى ظهرت فيه القوتان وقالوا إزاى يسيبوا الناس دى تعمل فيهم كده ............ وكان هناك رأى إذا كان المسيحيين يطلبون أن تكون مواطنة وغير قائمة على أساس دينى فلماذا يعترضون إذا عوقب أحدهم لإخلاله بالنظام المتبع ويقولون المسيحى مضطهد ...............
رأيت عساكر الجيش والشرطة يجرون وراء المسيحيين دون أن يضربوهم بغرض تخويفهم وإبعادهم ثم يعودون إلى أماكنهم عن طريق آلة فى يد الضباط عندما يسمع الجنود صوتها يرجعون إلى أماكنهم ..................
رأيت جندياً فى حالة عصبية مثيرة ويحاول سحب أجزاء بندقيته ......... ولم يستطع فلم يكن بها ذخيرة ...... وازداد توتراً .....
وظل الحال ما بين الكر والفر ووقوع إصابات جسيمة وبالغة لجنود الجيش والشرطة وأكاد أجزم ولا أعلم العدد الحقيقى للإصابات إلا أننى والمجموعة المساعدة فى نقل المصابين نقلنا فقط ما لا يقل عن ثلاثين فرد وموت ثلاثة منهم وقت تواجدى فى المكان وكانت هناك مجموعات أخرى تنقل مصابين كذلك ........... حتى أتى دعم للقوات الموجودة وانتشرت العربات المصفحة فى المكان وتم السيطرة على الموقف ........................ ورائحة الغاز تملأ المكان .................
حالات الإصابة فى الجند لكم أن تتخيلوا ولا حرج وكذلك المتوفين منهم ................................
جاء عدد من أهل بولاق وأيدوا الجيش ............ وقالوا النداء الشهير .......... الجيش والشعب أيد واحدة ............ ثم إسلامية إسلامية يلا امشوا يا قبطية .................
لم يكن بيد الأقباط كما زعموا شموعاً ولا وروداً ................
لا أدرى حتى الآن .......... لماذا ذهب المسيحيين إلى ماسبيرو ......... ما الذى حدث لمصر كى يفعلوا ذلك .... لا هم ذاهبون لأجل تعديل الدستور ولا هم ذاهبون لإسقاط المشير مثلاً حقيقة لا أدرى .....................
هذا ما حدث والله على ما أقول شهيد ............ قسما بالله هذا ما حدث ............... وليس لى شأن بما يروى من قصص فلقد شاهدت ورأيت بعينى .........
من ناحية أخرى ........... وأثناء تركى للمكان اضطررت للسير حتى ميدان رمسيس على قدمى ........... وهناك وجدت مجموعة من الشباب يحولون اتجاه السائر اتجاه غمرة من شارع رمسيس الى اتجاه الفجالة ......... لوجود مظاهرات مسيحية عند المستشفى القبطى والكنيسة التى تليها ............... وفى الصباح وعندما كنت متوجها إلى عملى والمينى باص يسير فى شارع رمسيس وجدت عند الكنيسة والمستشفى القبطى عددا من السيارات الملاكى محروقة ومحطمة وأتوبيس كبير .............