نجوم مصرية
منتديات نجوم مصرية المنتدى العام المنتدى الإسلامي والنقاشات الدينية القرآن الكريم



تابع نجوم مصرية على أخبار جوجل




شرح سورة البقرة (2)

 

(إِنَّالَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْتُنذِرْهُمْلاَ يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَىسَمْعِهِمْوَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ (7) وَمِنَالنَّاسِمَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمبِمُؤْمِنِينَ (8

الدرسالثاني:6 - 7 صفات الكافرينفأما الثانية فهي صورةالكافرين . وهي تمثل مقومات الكفر في كل أرض وفي كل حين:
(إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون . ختم الله علىقلوبهموعلى سمعهم , وعلى أبصارهم غشاوة , ولهم عذاب عظيم). .
وهنانجد التقابل تاما بين صورة المتقين وصورة الكافرين . . فإذا كان الكتاببذاتههدى للمتقين , فإن الإنذار وعدم الإنذار سواء بالقياس إلى الكافرين . إنالنوافذالمفتوحة في أرواح المتقين , والوشائج التي تربطهم بالوجود وبخالق الوجود ,وبالظاهروالباطن والغيب والحاضر . . إن هذه النوافذ المفتحة كلها هناك , مغلقةكلهاهنا . وإن الوشائج الموصولة كلها هناك , مقطوعة كلها هنا:
(ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم)ختم عليها فلا تصل إليها حقيقة من الهدى ولاصدى .
(وعلى أبصارهم غشاوة). . فلا نور يوصوص لها ولا هدى . ! وقد طبع الله على قلوبهموعلىسمعهم وغشي على أبصارهم جزاء وفاقا على استهتارهم بالإنذار , حتى تساوى لديهمالإنذاروعدم الإنذار .
إنهاصورة صلدة , مظلمة , جامدة , ترتسم من خلال الحركة الثابتة الجازمة . حركةالختمعلى القلوب والأسماع , والتغشية على العيون والأبصار . .
(ولهم عذاب عظيم). . وهي النهاية الطبيعية للكفر العنيد , الذي لا يستجيب للنذير ; والذي يستوي عنده الإنذار وعدم الإنذار ; كما علم الله من طبعهم المطموس العنيد .
الدرسالثالث:8 - 16 صفات المنافقين
ثمننتقل - مع السياق - إلى الثالثة . أو إلى النموذج الثالث
إنهاليست في شفافية الأولى وسماحتها . وليست في عتامة الثانيةوصفاقتها . ولكنها تتلوى في الحس . وتروغ من البصر , وتخفى وتبين . . إنها صورةالمنافقين:
ومنالناس من يقول:آمنا بالله وباليوم الآخر , وما هم بمؤمنين . يخادعون اللهوالذينآمنوا , وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون . في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاولهمعذاب أليم بما كانوا يكذبون . وإذا قيل لهم:لا تفسدوا في الأرض , قالوا:إنمانحنمصلحون . ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون . وإذا قيل لهم:آمنوا كما آمنالناس , قالوا:أنؤمن كما آمن السفهاء ? ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون . وإذالقواالذين آمنوا قالوا:آمنا . وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا:إنا معكم , إنما نحنمستهزئون . الله يستهزئ بهم , ويمدهم في طغيانهم يعمهون . أولئك الذين اشترواالضلالةبالهدى , فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين . .
لقدكانت هذه صورة واقعة في المدينة ; ولكننا حين نتجاوز نطاق الزمان والمكاننجدهانموذجا مكرورا في أجيال البشرية جميعا . نجد هذا النوع من المنافقين من عليةالناسالذين لا يجدون في أنفسهم الشجاعة ليواجهوا الحق بالإيمان الصريح , أو يجدونفينفوسهم الجرأة ليواجهوا الحق بالإنكار الصريح . وهم في الوقت ذاته يتخذونلأنفسهممكان المترفع على جماهير الناس , وعلى تصورهم للأمور ! ومن ثم نميل إلىمواجهةهذه النصوص كما لو كانت مطلقة من مناسبتها التاريخية , موجهة إلى هذا الفريقمنالمنافقين في كل جيل . وإلى صميم النفس الإنسانية الثابت في كل جيل
إنهميدعون الإيمان بالله واليوم الآخر . وهم في الحقيقة ليسوا بمؤمنين . إنماهممنافقون لا يجرؤون على الإنكار والتصريح بحقيقة شعورهم في مواجهة المؤمنين .


يُخَادِعُونَاللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُموَمَايَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُمعَذَابٌأَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10)
وهميظنون في أنفسهم الذكاء والدهاء والقدرة على خداع هؤلاء البسطاء ;ولكنالقرآن يصف حقيقة فعلتهم , فهم لا يخادعون المؤمنين , إنما يخادعون الله كذلكأويحاولون:
تابع نجوم مصرية على أخبار جوجل


(يخادعون الله والذين آمنوا). .
وفيهذا النص وأمثاله نقف أمام حقيقة كبيرة , وأمام تفضل من الله كريم . . تلكالحقيقةهي التي يؤكدها القرآن دائما ويقررها , وهي حقيقة الصلة بين الله والمؤمنين . إنه يجعل صفهم صفه , وأمرهم أمره . وشأنهم شأنه . يضمهم سبحانه إليه , ويأخذهم فيكنفه , ويجعل عدوهم عدوه , وما يوجه إليهم من مكر موجها إليه - سبحانه - وهذا هوالتفضلالعلوي الكريم . . التفضل الذي يرفع مقام المؤمنين وحقيقتهم إلى هذا المستوىالسامق ; والذي يوحي بأن حقيقة الإيمان في هذا الوجود هي أكبر وأكرم الحقائق ,والذييسكب في قلب المؤمن طمأنينة لا حد لها , وهو يرى الله - جل شأنه - يجعل قضيتههيقضيته , ومعركته هي معركته , وعدوه هو عدوه , ويأخذه في صفة , ويرفعه إلى جوارهالكريم . . فماذا يكون العبيد وكيدهم وخداعهم وأذاهم الصغير ?!
وهوفي ذات الوقت تهديد رعيب للذين يحاولون خداع المؤمنين والمكر بهم , وإيصالالأذىإليهم . تهديد لهم بأن معركتهم ليست مع المؤمنين وحدهم إنما هي مع الله القويالجبارالقهار . وأنهم إنما يحاربون الله حين يحاربون أولياءه , وإنما يتصدون لنقمةاللهحين يحاولون هذه المحاولة اللئيمة .
وهذهالحقيقة من جانبيها جديرة بأن يتدبرها المؤمنون ليطمئنوا ويثبتوا ويمضوا فيطريقهملا يبالون كيد الكائدين , ولا خداع الخادعين , ولا أذى الشريرين . ويتدبرهاأعداءالمؤمنين فيفزعوا ويرتاعوا ويعرفوا من الذي يحاربونه ويتصدون لنقمته حينيتصدونللمؤمنين . .
ونعودإلى هؤلاء الذين يخادعون الله والذين آمنوا بقولهم:آمنا بالله وباليومالآخر . ظانين في أنفسهم الذكاء والدهاء . . ولكن يا للسخرية ! يا للسخرية التيتنصبعليهم قبل أن تكتمل الآية:
(وما يخدعون إلا أنفسهم , وما يشعرون). .
إنهممن الغفلة بحيث لا يخدعون إلا أنفسهم في غير شعور ! إن الله بخداعهم عليم ;والمؤمنونفي كنف الله فهو حافظهم من هذا الخداع اللئيم . أما أولئك الأغفال فهميخدعونأنفسهم ويغشونها . يخدعونها حين يظنون أنهم أربحوها وأكسبوها بهذا النفاق ,ووقوهامغبة المصارحة بالكفر بين المؤمنين . وهم في الوقت ذاته يوردونها مواردالتهلكةبالكفر الذي يضمرونه , والنفاق الذي يظهرونه . وينتهون بها إلى شر مصير !
ولكنلماذا يحاول المنافقون هذه المحاولة ? ولماذا يخادعون هذا الخداع
(في قلوبهم مرض). .
فيطبيعتهم آفة . في قلوبهم علة . وهذا ما يحيد بهم عن الطريق الواضح المستقيم .ويجعلهميستحقون من الله أن يزيدهم مما هم فيه:
(فزادهم الله مرضا). .
فالمرضينشىء المرض , والانحراف يبدأ يسيرا , ثم تنفرج الزاوية في كل خطوةوتزداد . سنة لا تتخلف . سنة الله في الأشياء والأوضاع , وفي المشاعر والسلوك . فهمصائرونإذن إلى مصير معلوم . المصير الذي يستحقه من يخادعون الله والمؤمنين:
(ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون).







المقال "شرح سورة البقرة (2)" نشر بواسطة: بتاريخ:



اسم العضو:
سؤال عشوائي يجب الاجابة عليه

الرسالة:


رابط دائم

مواضيع مشابهة:
برنامج الدين و الحياة حلقة الاثنين 22/7/2013 قناة الحياة الحمراء يوتيوب كاملة : قصة البقرة كما جاءت في سورة "البقرة
شرح سورة البقرة (من ايه 1 الى ايه 5)
شرح سورة البقرة (1)

Powered by vBulletin Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة © fmisr.com منتديات نجوم مصرية