بتسجيل لقاءات خاصة مع أفراد العائلة المالكة بالفيديو لأول مرة، وذلك خلال مراسم دفن جثمان الأميرة فريال الابنة الكبرى للملك فاروق ورصد بعض كواليس العزاء فى جامع الرفاعى بالقلعة، فضلا عن لقاءات مع أصدقاء الأميرة الراحلة ورفاق طفولتها وبعض مؤرخى الأسرة الملكية.
فى البداية يظهر قبر الملك فاروق بدون لقب ملك لدفنه فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذى يتصدر قبور معظم أفراد عائلته، ثم تظهر مراسم الاستعداد لتقبل العزاء فى المسجد من مجيئهم بسجاد جديد، ليفرشوا به ممر قبور العائلة التى سيمر الأمير أحمد فؤاد عليها.
ثم يظهر الدكتور ماجد فرج، مؤرخ العائلة المالكة، الذى قال لليوم السابع إن بقايا الأسرة الملكية منتشرة بين أمريكا وأستراليا وأوروبا، وأغلبهم يفضلون الإقامة فى باريس، وفرع باريس هو فرع طوسون وهو الفرع الأقوى والأغنى والأكثر علما بينهم، وهم مهتمون بالفنون والآداب، وأما الموجودون بسويسرا فهم فرع الملك أحمد فؤاد الثانى الأميرات من زوجته السابقة فضيلة، وهم فوزية وفخر الدين ومحمد على أحفاد الملك فاروق.
وحول من تبقى من فرع الملك فاروق من العائلة المالكة أوضح فرج أنه بوفاة الأميرة فريال لم يتبق من فرع النسل الملكى للملك فاروق سوى اثنين فقط، هما أحمد فؤاد الثانى والإمبراطورة السابقة فوزية زوجة شاه إيران السابق محمد رضا بهلوى المدفون فى المسجد نفسه التى فرضت على نفسها عزلة اختيارية ولا تغادر منزلها بسموحة فى الإسكندرية، ولم تسمح بإجراء أية مقابلات معها. وكذلك ياسمين ابنة الأميرة فريال التى تعيش فى مصر، ومتزوجة من رجل الأعمال على شعراوى حفيد شعراوى باشا رفيق سعد زغلول وجده هدى شعراوى.
وعن المكان الذى دفنت فيه الأميرة فريال أشار فرج إلى أنها دفنت بجوار أختها الصغرى فادية التى توفت عام 2003، وبالقرب من الأميرة فوزية أختها التى توفت عام 2005، فالقبر به ثلاث غرف، وبوفاة الأميرة فريال لم يتبق من بنات الملك فاروق أحد، ويبقى الملك فؤاد الثانى فقط.
وتظهر مجموعة من الشخصيات الذين توافدوا إلى المسجد لتقديم واجب العزاء بعضهم من أفراد العائلة المالكة أو أصدقائهم أو مواطنين يحيون الأسرة المالكة.
تظهر الدكتوره لوتس عبد الكريم صديقة الملكة فريدة لتقول "فريال كانت بالنسبة لى أعز إنسانة فى حياتى فمعظم ذكرياتى كانت معها، ومن حسن حظى أننى قمت بالاتصال بها ليلة وفاتها.. كانت توصى على ابنتها الوحيدة ياسمين وعلى الأمير أحمد فؤاد.. والأمير ظل بجانبها طوال الشهر الأخير فهو كان دائما يردد أنها أمه وليست أخته.. والآن لم يتبق من أسرة الملك فاروق سوى ابنتها ياسمين التى تحب مصر كثيرا، لذا قررت أن تتزوج بمصرى وهو على شعراوى حفيد هدى هانم شعراوى وابنى الأميرة فادية شامل وعلى وهما يقطنان سويسرا..
كما تظهر صفية محمود فهمى النقراشى رفيقة طفولة الأميرة فريال لتقول: "كنت على اتصال دائم بها وقد كانت الأميرة فريال تحب مصر كثيرا، وتمنت لو عاشت بها طوال عمرها، لذا فهى اعتادت على زيارة مصر بشكل دورى برغم المصاعب التى واجهتها هنا.. ورغم مما كانت تعانيه عند سماعها أكاذيب عن عائلتها إلى أنها لم تفكر فى كتابة كتاب أو حتى مقال تدافع فيه عن عائلتها، وتظهر الحقيقة فكم كانت امرأة متسامحة، لكن ما يغضبها ويضايقها ما حدث لشقيقها أحمد فؤاد من انفصال ومتاعب على يد زوجته السابقة فضيلة.
ثم تظهر السيارات التى حملت أفراد العائلة المالكة الذين جاءوا من المطار للتو وبصحبتهم السيارة التى تحمل نعش الأميرة الراحلة، وينزل كل من الأمير أحمد فؤاد ورجل الأعمال على شعراوى وشامل ابن الأميرة فادية من إحدى السيارات، منتظرين ياسمين ابنة الأميرة الراحلة، ليستقبلهم أعضاء العائلة المالكة المتواجدين بمصر واللذين سبقوهم إلى المسجد، ثم يصعد ياسمين سلالم المسجد وهى مشبكة الأيدى مع كل من زوجها وخالها.
ثم يظهر النعش الذى قام بحمله بعض العاملين بمسجد الرفاعى مع عدد من الشباب الذى لبى الدعوة لحضور هذه الجنازة على "الفيس بوك"، وفى ازدحام شديد من قبل وسائل الإعلام تم دخول الجثمان إلى ساحة المسجد تمهيدا للصلاة عليه.
يظهر الإعلامى أحمد المسلمانى ليقول "سبق وأن تعاملت مع الأميرة فريال واكتشفت أنها شخصية طيبة وعظيمة ومتسامحة، لذا فأنا أكن لها حبا شخصيا وما تعلمته منها هو التواضع برغم مكانتها الراقية ووضعها الرفيع.
ثم يظهر سيف الدين شاهين ابن الأميرة نعمت ليقول: "لا يوجد أى تجمع عائلى دورى أو غير دورى سوى فى مثل هذه المناسبات، إلا أن الأمير عباس حلمى الثالث قام بتدشين جمعية هو رئيسها للحفاظ على تراث العائلة المالكة وليس أفراد العائلة باسم جمعية قصر محمد على توفيق بالمنيل. ويؤكد شاهين لليوم السابع أن العائلة المالكة رفضت مقاضاة الحكومة المصرية لاسترداد قصورهم. وعبر عن استيائه ممن يتحدثون باسم العائلة ولا يمتون إليها بأى صلة.
ثم يظهر الأمير أحمد فؤاد وياسمين وزوجها على شعراوى وشامل ابن الأميرة فادية ليتقدم ليتقبلوا للعزاء فى الأميرة الراحلة، ثم تظهر المشاعر المختلطة على وجه ياسمين فعينيها تتدفق حزنا، ولكن عندما يحاول من بجانبها، خاصة الملك أحمد فؤاد الثانى تجدها تبدى شيئا من الابتسامة على وجهها، ويظهر محرر اليوم السابع وهو يتحدث مع أحمد فؤاد الثانى ويعزيه قائلا: أكثر من أم بالنسبة لى.. كيف أستطيع الحياة بدونها فى لغة عربية مخلوطة بالفرنسية".
ثم يغادر أحمد فؤاد الثانى وبرفقته شامل ياسمين وزوجها على شعراوى وسط تواجد أمنى مكثف. بدوره تحدث رجل الأعمال على شعراوى زوج ياسمين الابنة الوحيدة للأميرة الراحلة لليوم السابع قائلا: "أشعر بحزن شديد لفقدان الأميرة فريال فهى لم تكن أما لزوجتى فقط، ولكنها كانت أما لى أيضا، لذا فأنا أشعر بفقدان أمى للمرة الثانية فهى ستترك فراغا كبيرا فى حياتنا، وكم كانت شخصية مرحة وصبورة وودودة واجتماعية جدا وتحب الجميع.
وقد سمع عباس مراد، أحد أقارب الأسرة المالكة، بخبر وفاة الأميرة فريال من الصحف وليس من العائلة المالكة لعدم وجود تواصل بينهم حيث قال: "مثل هذه المناسبات هى التى تجمعنا كأفراد العائلة المالكة فالزيارات واللقاءات لا مكان لها بيننا على الإطلاق، ربما كان حال الود أيام حكم العائلة لمصر أفضل من ذلك بكثير".
أما اللواء سامح المرجوشى وهو صديق شخصى للأمير عباس حلمى الثالث ابن الخديوى عباس حلمى الثانى فقد قال: "سمعت بخبر الوفاة من الأمير عباس حلمى عندما قام بالاتصال بى من إيطاليا وإخبارى أنه لن يستطيع حضور مراسم العزاء لأنه موجود فى صقلية".
وعن أسباب امتناع العديد من أفراد العائلة المالكة حضور الجنازة قال المرجوشى "يتردد فى الإعلام المصرى كلام غير صحيح عن الأسرة المالكة فى مصر بدءا من الإساءة لسمعة الملك فاروق، وبالتالى الأسرة الحاكمة ونهاية بسماع أقاويل عن أنه لا يوجد فضل لهذه العائلة على مصر".
يظهر د. سعيد ذو الفقار ابن كبير أمناء السرايا فى عهد الملك فاروق ذو الفقار باشا الذى قال: "لقد تعرفت على الأميرة فريال منذ الثمانينات عندما اكتشفت أنها جارتى فى مسكنى الكائن بجنيف فى سويسرا، ومن حينها اعتدت على مقابلتها هى وأخيها الملك أحمد فؤاد الثانى بمنزل السفير المصرى فى سويسرا".
وأضاف ذو الفقار: "الأمر الذى أحزن الأميرة الراحلة هو تلقيها أموالا سعودية من قبل بعض الأمراء لعلاجها فى مقابل التجاهل المصرى الرسمى لمرضها العضال المتمثل فى سرطان المعدة".
واستطرد ذو الفقار قائلا: "انفصال العائلة المالكة عن بعضها البعض جعل من الصعب على شباب العائلة الرغبة فى التعرف على تاريخ أسرهم، لم يتبق أمامهم سوى الكتب والتدوين عن أنفسهم كوسيلة لذلك إلى الدرجة التى حدت بهم إلى أنهم ينتظرن حادث مثل هذا للتجمع واللقاء".
أما عائشة شعراوى ابنة عم (على شعراوى) حفيد هدى هانم شعراوى والمتزوج من ياسمين الابنة الوحيدة للأميرة الراحلة فأكدت أنها سمعت بهذا الخبر من (على) نفسه، عندما قام بالاتصال بها وإبلاغها وحينها شعرت بالحزن الشديد، لأن العائلة المالكة فى مصر أحد أهم وأعرق العائلات المالكة فى العالم، وبالتالى فقدان أحد أفرادها بمثابة فقدان أعز ما يملك الإنسان وذلك على حد وصفها.
وأضافت: "أشعر بالضيق الشديد كلما أتذكر أن ياسمين قد فقدت أمها فهى ستشعر بمزيد من الفراغ بعد رحيلها، فالأميرة فريال كانت ابنة ملك على حق فهى متواضعة ومحترمة وودودة ومحبة لمصر جدا، بالرغم مما كانت تعانيه منها هى وعائلتها بدءا بالإعلام، وما يتناوله من أكاذيب ظالمة للأسرة المالكة فى مصر ونهاية بعدم حضور أى من مسئولى الدولة هذه الجنازة".
وهو ما أكدته الدكتورة ليلى تكلا أستاذ القانون والإدارة قائلة: "أنا أشعر بالحزن والفراغ لفقدان شخصية مثل الأميرة فريال فكم كانت محترمة وشجاعة وصبورة ولم تشك أو تتذمر من مصر، بالرغم من المضايقات التى وجدتها بها، بل بالعكس أحبتها كثيرا، وكانت دائما تردد أن مصر موطنها الأصلى وتريد أن تدفن بها كما ولدت بها".
أما زوجة تورهان زين الدين حفيد إبراهيم باشا ابن محمد على قالت: "عرفت بخبر وفاة الأميرة من الصحف، الأميرة فوزية تعبانة، كتبوا فى الجرائد أن 7 فقط الباقيين من نسل الملك، كلهم ما بيكلموش بعض ومفيش أى علاقات بينهم".