بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بعد مرور ستة اشهر على تحطم طائرة الايرباص "ايه 310" التابعة لشركة الخطوط الجوية اليمنية قبالة جزر القمر لا تعتبر بهية بكري "14 عاما" الناجية الوحيدة من الكارثة التي لاقت والدتها حتفها خلالها ان ما حصل لها اشبه باعجوبة .
فحين استعادت وعيها في 30 يوليو بعدما سقطت الطائرة عن ارتفاع ثلاث الاف متر لتجد نفسها فى المياه خارج الطائرة المنكوبة، لم تعتقد بأنها الناجية الوحيدة في هذه الرحلة التي كانت متجهة من صنعاء الى موروني.

وتقول المراهقة الخجولة التى يصدر لها كتاب بالتعاون مع الصحفى عمر جيندوز الخميس حول تفاصيل الحادث الذي اسفر عن سقوط 152 قتيلا لوكالة فرانس برس:اعتقدت ان الجميع قد وصل الى مطار موروني .
وكتبت الفتاة التي تشبثت بقطعة من حطام الطائرة في ليلة حالكة السواد وسط بحر هائج، "ما كان ينبغي علي النظر كثيرا عبر النافذة، لا شك اني انحنيت اكثر من اللازم وسقطت عبرها".
وتوضح لوكالة فرانس برس"قلت في نفسي ان علي الاسراع في العودة لأن تأخري سيثير قلق والدتي".

تحاول بهية صاحبة النظرات الخجولة والشعر الاسود اخفاء وجهها الجميل الذي يحمل ندبة طفيفة تحت عينها لجهة الشمال جراء الحادث. وهي من الاثار القليلة جدا التي خلفها الحادث والذي لا تذكر منه الكثير.
وتروي تفاصيل الحادث قائلة :شعرت بالكهرباء تسري في كامل جسمي ... عجزت عن الكلام ... وشعرت بتوتر شديد في كامل جسدي الذي قارب الانفجار. ثم سمعت دويا هائلا ... وفجأة لفني السواد .
اما تفاصيل الانتظار الطويل في عرض البحر فهي اكثر ما تتذكرها بهية: تسع ساعت صارعت خلالها الاحباط والنعاس والغيبوبة.

وتقول :في هذه المرحلة كانت معاناتي حقيقية .
ويروي الكتاب الساعات التي امضتها بهية بانتظار رصد طائرة استطلاع وتقول :ما برح في فمي طعم النفط الممزوج بالملح يحرق حنجرتي ورئتي اضافة الى امعائي .
لم تعد تشعر بجسدها ولا بالحروق التي منيت بها. ولم تعد ترى حذائها الجميل وقميصها الابيض والاحمر الذي اختارته للسفر.
بمن كانت تفكر في مرحلة الانتظار هذه بوالدتها عزيزة "المتعبة" قبل ان تحط الطائرة. وايضا بصديقتها المفضلة ايلودي التي كانت اتصلت بها في وقت متأخر عشية سفرها.
وقد سألت ايلودي بهية حينها :الا يفترض بك ان تنامي فالساعة اصبحت متأخرة؟ فأجابتها المراهقة التي كانت تشاهد التلفزيون :اعلم، لكنني لست تعبة .
وما ان سقطت بهية في الماء تبادرت الى ذهنها احداث الفيلم الذي كانت تشاهده عشية سفرها هو "كاست اواي" من بطولة توم هانكس، وهو يتناول قصة رجل تحطمت طائرته على جزيرة غير مأهولة. وتضيف :قلت في نفسي: اتمنى الا تسير الامور معي على هذا النحو.
يقال انه "القدر": اذ تعرقل صعودها الى الطائرة ومن ثم اضطرت في اللحظة الاخيرة الى تغيير مقعدها. الا ان ما تظهره هذه الشهادة البسيطة خصوصا هو قوة عزيمة هذه المراهقة التي اشاد بها الاطباء في المستشفى الباريسي حيث بقيت 21 يوما وشجاعة الصياد لبونة سلماني مطرفي الذي غاص في البحر الهائج من اجل انقاذها.

كذلك تظهر "برودة" المعالجة النفسية التي ابلغتها وفاة والدتها فضلا عن "جشع الاعلام وانانية السياسيين" ثم "استخفاف" شركة الطيران. وجميعها عناصر تؤلف الوجه الاخر لكوارث الطيران التي لا نطلع الا على جانب واحد منها.
واستعادت بهية الان حياتها كتلميذة مجتهدة في منطقة كوربيي-ايسون" "مقاطعة ايسون".
وهي "ليست على عجلة من امرها" لركوب الطائرة. وتشعر :بمسؤولية هائلة" تجاه اشقائها وشقيقاتها الثلاث. وترغب في ان تصير طبيبة في المستقبل.

مع تحيات
مـــيدو _ البرنس
mido_elbrns

سبحان الله
اعمار