مصر تحتاج إلى جيل جديد لم يتربى على إعلام صفوت الشريف ولم يقف فى حر الشمس بالساعات يهتف
بالروح بالدم نفديك يا زعيم. مصر تحتاج إلى جيل جديد
لا يعتبر إهانته على يد أمين شرطة شيئا عاديا يجب السكوت عليه
ولا يعتبر تزوير صوته فى الانتخابات قدرا يجب أ ن يحدث.
مصر تحتاج إلى الجيل الحالي. الجيل الذي يعرف أخبار العالم من الإنترنت وليس من القناة الأولى.
الجيل الذي فتحت له ثورة الاتصالات والإعلام الفرصة لرؤية شعوب تعرف معنى الحرية
ولا تخاف منها. الجيل الذى يريد أن تكون شوارع مصر بنظافة شوارع أوروبا
وانتخاباتها بنزاهة انتخابات أمريكا.
مصر تحتاج إلى الجيل الحالي الذي لم يخف من سطوة الأمن وخرج ليقابل البرادعي فى المطار.
مصر تحتاج إلى الجيل الحالي الذي لا يخاف أن يعقد انتخابات ظل على الإنترنت
ولا يخاف أن يكتب آراءه فى مدونة حتى ولو قرأها شخص واحد فقط فهو لا يهمه من يقرأها
ولكن يهمه أنه مارس حريته وعبر عن رأيه مثله مثل أي شاب فى أي دولة حرة
حتى ولو أدى به الأمر إلى محاكمة عسكرية.
المهدي المنتظر والبطل القومي الحقيقى هو كل مواطن مصري يرفض أن تظل مصر على هذه الحالة
من الهوان فى كل المجالات رغم أنها تملك القوة البشرية فى ملايين من الشباب والقوة العقلية فى آلاف من النوابغ
المصريين فى كل أنحاء العالم
والقوة المادية فى موارد مصر المنهوبة وثرواتها الطبيعية المعطلة والغير مستثمرة.
قد يكون البرادعي هو من حرك سطح المياه السياسية الراكدة. لكن المياه تغلى منذ فترة ولكن تحت السطح
ووقودها هو الشباب من الجيل الجديد الذي لم يعد يخاف أن يفضح الجاني على رؤوس الأشهاد
ولن يقف على عتبة الباب يكذب ليحمي الجاني بل سيلقى الجاني وأدوات تعذيبه من الشباك
ويستعيد بيته الذي أجبر أن يعيش فيه أباؤه وأجداده عبيدا وآن له أن يسترد حقا كفله الله لعباده وهو حق الحرية.
والبرادعي نفسه أكد أكثر من مرة أنه لا يستطيع عمل أي شئ بمفرده بدون إرادة حقيقية للشعب
فى تغيير حقيقي يبدأ أولا بوضع دستور يليق بمصر
الآباء المؤسسون لأمريكا عرفوا أنه لا تقدم لأمريكا إلا بدستور يضمن سيادة القانون وتداول السلطة.
دستور يضمن للمبدع أن يبدع دون أن يحول لمحاكمة عسكرية أو يصادر إبداعه
ويضمن للسياسي أن يعارض دون أن يعتقل أو يلقى عاريا فى الطريق الصحراوي
ويضمن للمتدين أن يتدين دون أن ينتهك أحد حقوقه ويضمن للتاجر أن يتاجر دون أن يفرض أحد عليه إتاوة
و يضمن لكل مواطن حصانة من أن يراقب هاتفه أو تصادر أمواله أو يعتقل
إلا بإذن من قاض منتخب من الشعب وليس معينا من الدولة وبعد استيفاء كل الشروط القانونية
وبعد أن أرست أمريكا قواعد الدستور لم يعد مهما من يحكم ولم تحتاج أمريكا لبطل قومي
فالكل يعمل وفق الدستور الذي يحدد عدد فترات الرئاسة وينظم العلاقة بين الشعب والحكومة
ويضمن الحقوق الأساسية لكل مقيم على أرض أمريكا حتى ولو كان مقيما غير شرعي.
وحتى عندما جاء رئيس سئ للرئاسة مثل بوش كان الدستور كفيلا بعدم تحوله لديكتاتور
فبند تحديد عدد فترات الرئاسة كان كفيلا بإخراجه هو ومجانين الحرب من أتباعه
من سدة السلطة و حدثت عملية تبادل السلطة فى سلام وبدون ثورات أو دماء.
والمتابع لأحوال مصر يعرف أن الوضع يسير نحو التغيير بلا محالة على يد هذا الجيل
والأجيال التى تليه وهناك سنة كونية لا تتغير ولا تتبدل وهى "دوام الحال من المحال"
وساعتها لا يهم إن كان الرئيس هو البرادعي أو حتى حسن شحاتة.
فالرئيس سيكون (موظف) عند الشعب وله سلطات يحددها دستور كتبه شعب مصر
وليس جلاديه وعليه واجبات يحاسب عليها من أصغر مواطن فى مصر.
سيكون رئيسا يخدم شعبا كتب دستورا جديدا بدأه بجملة "بسم الله .نحن شعب مصر.لقد خلقنا الله أحرارا ً
ولم يخلقنا تراثا ً ولا عبيدا فوالله الذى لا إله إلا هو لن نورث ولا نستعبد بعد اليوم
منقووووووووول