حبيبتي و المطر أخاف أن تمطر الدنيا ولست معي فمنذ رحتِ وعندي عقدة المطر كان الشتاء يغطيني بمعطفه فلا أفكر في برد ولا ضجر كانت الريح تعوي خلف نافذتي فتهمسين تمسك هاهنا شعري وألان اجلس والأمطار تجلدني على ذراعي على وجهي على ظهري فمن يدافع عني يا مسافرة مثل اليمامة بين العين و البصر كيف أمحوك من أوراق ذاكرتي وأنت في القلب مثل النقش في الحجر أنا احبك يامن تسكنين دمي إن كنتِ في الصين أو إن كنتِ في القمر .. |
دكتوراه شرف في كيمياء الحجر يرمي حجراً.. أو حجرينْ. يقطعُ أفعى إسرائيلَ إلى نصفينْ يمضغُ لحمَ الدبّاباتِ، ويأتينا.. من غيرِ يدينْ.. في لحظاتٍ.. تظهرُ أرضٌ فوقَ الغيمِ، ويولدُ وطنٌ في العينينْ في لحظاتٍ.. تظهرُ حيفا. تظهرُ يافا. تأتي غزَّةُ في أمواجِ البحرِ تضيءُ القدسُ، كمئذنةٍ بين الشفتينْ.. يرسمُ فرساً.. من ياقوتِ الفجرِ.. ويدخلُ.. كالإسكندرِ ذي القرنينِ. يخلعُ أبوابَ التاريخِ، وينهي عصرَ الحشّاشينَ، ويقفلُ سوقَ القوَّادين، ويقطعُ أيدي المرتزقينَ، ويلقي تركةَ أهلِ الكهفِ، عن الكتفينْ.. في لحظاتٍ.. تحبلُ أشجارُ الزّيتونِ، يدرُّ حليبٌ في الثديينْ.. يرسمُ أرضاً في طبريّا يزرعُ فيها سنبلتينْ يرسمُ بيتاً فوقَ الكرملْ، يرسمُ أمّاً.. تطحنُ بُنَّاً عندَ البابِ، وفنجانينْ.. وفي لحظاتٍ.. تهجمُ رائحةُ الليمونِ، ويولدُ وطنٌ في العينينْ يرمي قمراً من عينيهِ السوداوينِ، وقد يرمي قمرينْ.. يرمي قلماً. يرمي كتباً. يرمي حبراً. يرمي صمغاً. يرمي كرّاسات الرسمِ وفرشاةَ الألوانْ تصرخُ مريمُ: "يا ولداهُ.." وتأخذهُ بينَ الأحضانْ. يسقطُ ولدٌ في لحظاتٍ.. يولدُ آلافُ الصّبيانْ يكسفُ قمرٌ غزّاويٌ في لحظاتٍ... يطلعُ قمرٌ من بيسانْ يدخلُ وطنٌ للزنزانةِ، يولدُ وطنٌ في العينين.. ينفضُ عن نعليهِ الرملَ.. ويدخلُ في مملكةِ الماء. يفتحُ نفقاً آخرَ. يُبدعُ زمناً آخرَ. يكتبُ نصاً آخرَ. يكسرُ ذاكرةَ الصحراءْ. يقتلُ لغةً مستهلكةً منذُ الهمزةِ.. حتّى الياءْ.. يفتحُ ثقباً في القاموسِ، ويعلنُ موتَ النحوِ.. وموتَ الصرفِ.. وموتَ قصائدنا العصماءْ.. يرمي حجراً. يبدأ وجهُ فلسطينٍ يتشكّلُ مثلَ قصيدةِ شعرْ.. يرمي الحجرَ الثاني تطفو عكّا فوق الماءِ قصيدةَ شعرْ يرمي الحجرَ الثالثَ تطلعُ رامَ الله بنفسجةً من ليلِ القهرْ يرمي الحجر العاشرَ حتّى يظهرَ وجهُ اللهِ.. ويظهرُ نورُ الفجرْ.. يرمي حجرَ الثورةِ حتّى يسقطَ آخر فاشستيّ من فاشستِ العصرْ يرمي.. يرمي.. يرمي.. حتّى يقلعَ نجمةَ داوودٍ بيديهِ، ويرميها في البحرْ.. تسألُ عنهُ الصحفُ الكبرى: أيُّ نبيٍّ هذا القادمُ من كنعانْ؟ أيُّ صبيٍّ؟ هذا الخارجُ من رحمِ الأحزانْ؟ أيُّ نباتٍ أسطوريٍّ هذا الطالعُ من بينِ الجُدرانْ؟ أيُّ نهورٍ من ياقوتٍ فاضت من ورقِ القرآنْ؟ يسألُ عنهُ العرَّافونَ. ويسألُ عته الصوفيّونَ. ويسألُ عنه البوذيّونَ. ويسألُ عنهُ ملوكُ الأنسِ، ويسألُ عنهُ ملوكُ الجانْ. من هوَ هذا الولدُ الطالعُ مثلَ الخوخِ الأحمرِ.. من شجرِ النسيانْ؟ من هوَ هذا الولدُ الطافشُ من صورِ الأجدادِ.. ومن كذبِ الأحفادِ.. ومن سروالِ بني قحطانْ؟ من هوَ هذا الولدُ الباحثُ عن أزهارِ الحبِّ.. وعنْ شمسِ الإنسانْ؟ من هوَ هذا الولدُ المشتعلِ العينينْ.. كآلهةِ اليونانْ؟ يسألُ عنهُ المضطهدونَ.. ويسألُ عنهُ المقموعونَ. ويسألُ عنه المنفيّونَ. وتسألُ عنهُ عصافيرٌ خلفَ القضبانْ. من هوَ هذا الآتي.. من أوجاعِ الشمعِ.. ومن كتبِ الرُّهبانْ؟ من هوَ هذا الولدُ التبدأُ في عينيهِ.. بداياتُ الأكوانْ؟ من هوَ؟ هذا الولدُ الزّارعُ قمحَ الثورةِ.. في كلِّ مكانْ؟ يكتبُ عنهُ القصصيّونَ، ويروي قصّتهُ الرُّكبانْ. من هوَ هذا الطفلُ الهاربُ من شللِ الأطفالِ، ومن سوسِ الكلماتْ؟ من هوَ؟ هذا الطافشُ من مزبلةِ الصبرِ.. ومن لُغةِ الأمواتْ؟ تسألُ صحفُ العالمِ، كيفَ صبيٌّ مثل الوردةِ.. يمحو العالمَ بالممحاةْ؟؟ تسألُ صحفٌ في أمريكا كيف صبيٌّ غزّاويٌّ، حيفاويٌّ، عكَّاويٌّ، نابلسيٌّ، يقلبُ شاحنةَ التاريخِ، ويكسرُ بللورَ التوراةْ؟؟؟
|
شؤون صغيرة شؤونٌ صغيرهْ تمرُّ بها أنتَ دونَ التفاتِ تُساوي لديَّ حياتي جميعَ حياتي .. حوادثُ .. قد لا تثيرُ اهتمامَكْ أُعَمِّرُ منها قصورْ وأحيا عليها شهورْ .. وأغزلُ منها حكايا كثيرهْ وألفَ سماءْ . وألفَ جزيرهْ .. شؤونٌ .. شؤونُكَ تلكَ الصغيرهْ 2 فحينَ تُدَخِّنُ .. أجثو أمامَكْ كقِطَّتِكَ الطيِّبهْ وكُلِّي أمانْ أُلاحقُ مَزهوَّةً مُعجَبهْ خيوطَ الدخانْ توزّعُها في زوايا المكانْ دوائرْ .. دوائرْ .. وترحلُ في آخرِ اللّيل عنّي كنجمٍ ، كطيبٍ مُهاجِرْ وتتركني يا صديقَ حياتي لرائحةِ التبغِ والذكرياتِ وأبقى أنا .. في صقيعِ انفرادي .. وزادي أنا .. كلُّ زادي حطامُ السجائرْ وصحنٌ يضمُّ رماداً .. يضمُّ رمادي .. 3 وحينَ أكونُ مريضهْ وتحملُ لي أزهارَكَ الغاليهْ صديقي إليْ .. وتجعلُ بين يديكَ يديْ يعودُ ليَ اللونُ والعافيهْ وتلتصقُ الشمسُ في وجنتَيْ وأبكي ... وأبكي ... بغيرِ إرادهْ وأنتَ تردُّ غطائي عليّْ وتجعلُ رأسي فوقَ الوسادهْ تمنّيتُ كلَّ التمنّي صديقي .. لو انّي أظلُّ .. أظلُّ عليلهْ لتسألَ عنّي .. لتحملَ لي كلَّ يومٍ .. وروداً جميلهْ .. 4 وإن رنَّ في بيتِنا الهاتفُ إليهِ أطيرْ أنا يا صديقي الأثيرْ بفرحةِ طفلٍ صغيرْ بشوقِ سنونوَّةٍ شارِدهْ وأحتضنُ الآلةَ الجامدهْ وأعصرُ أسلاكَها الباردهْ وأنتظرُ الصوتَ .. صوتَكَ يهمي عليّْ دفيئاً ، مليئاً ، قويّْ كصوتِ ارتطامِ النجومْ كصوتِ سقوطِ الحليّْ وأبكي .. وأبكي .. لأنّكَ فكَّرْتَ فيّْ لأنّكَ من شرفاتِ الغيوبْ هتفْتَ إليّْ 5 ويومَ أجيءُ إليكْ ... لكي أستعيرَ كتابْ لأزعمَ أنّي أتيتْ .. لكي أستعيرَ كتابْ تمدُّ أصابعَكَ المُتعَبهْ إلى المكتبهْ .. وأبقى أنا .. في ضبابِ الضبابْ كأنّي سؤالٌ .. بغيرِ جوابْ أحدِّقُ فيكَ .. وفي المكتبهْ كما تفعلُ القطَّةُ الطيّبهْ .. تُراكَ اكتشفتْ ؟ تُراكَ عرفتْ ؟ بأنّي جئتُ لغيرِ الكتابْ وإنّيَ لستُ سوى كاذبهْ .. .. وأمضي سريعاً إلى مخدعي كأنّي حملتُ الوجودَ معي .. وأشعِلُ ضوئي .. وأسدِلُ حولي الستورْ وأنبشُ بينَ السطورِ ، وخلفَ السطورْ وأعدو وراءَ الفواصلِ ، أعدو وراءَ نقاطٍ تدورْ .. ورأسي يدورْ كأنّيَ عصفورةٌ جائعهْ تفتّشُ عن فضلاتِ البذورْ لعلّكَ .. يا .. يا صديقي الأثيرْ تركتَ بإحدى الزوايا عبارةَ حُبٍّ صغيرهْ .. جُنَيْنَةَ شوقٍ صغيرهْ .. لعلّكَ بينَ الصحائفِ خبّأتَ شيّا سلاماً صغيراً .. يعيدُ السّلامَ إليّا .. 6 .. وحينَ نكونُ معاً في الطريقْ وتأخذُ - من غير قصدٍ - ذراعي أحسُّ أنا يا صديقْ بشيءٍ عميقْ .. بشيءٍ .. يشابهُ طعمَ الحريقْ على مِرفقي وأرفعُ كفّي نحوَ السّماءْ لتجعلَ دربي بغيرِ انتهاءْ وأبكي ... وأبكي ... بغيرِ انقطاعِ .. لكي يستمرَّ ضياعي .. وحينَ أعودُ مساءً .. إلى غُرفتي وأنزعُ عن كَتفَيَّ الرداءْ أحسُّ - وما أنتَ في غرفتي - بأنَّ يديكَ تلُفَّانِ في رحمةٍ مِرفقي وأبقى لأعبدَ يا مُرهِقي مكانَ أصابعكَ الدافئاتْ على كمِّ فُستانيَ الأزرقِ وأبكي ... وأبكي ... بغيرِ انقطاعِ .. كأنَّ ذراعيَ .. ليستْ ذراعي .. |
منشورات فدائية على جدران اسرائيل 1 لن تجعلوا من شعبنا شعبَ هنودٍ حُمرْ.. فنحنُ باقونَ هنا.. في هذه الأرضِ التي تلبسُ في معصمها إسوارةً من زهرْ فهذهِ بلادُنا.. فيها وُجدنا منذُ فجرِ العُمرْ فيها لعبنا، وعشقنا، وكتبنا الشعرْ مشرِّشونَ نحنُ في خُلجانها مثلَ حشيشِ البحرْ.. مشرِّشونَ نحنُ في تاريخها في خُبزها المرقوقِ، في زيتونِها في قمحِها المُصفرّْ مشرِّشونَ نحنُ في وجدانِها باقونَ في آذارها باقونَ في نيسانِها باقونَ كالحفرِ على صُلبانِها ياقونَ في نبيّها الكريمِ، في قُرآنها.. وفي الوصايا العشرْ.. 2 لا تسكروا بالنصرْ… إذا قتلتُم خالداً.. فسوفَ يأتي عمرْو وإن سحقتُم وردةً.. فسوفَ يبقى العِطرْ 3 لأنَّ موسى قُطّعتْ يداهْ.. ولم يعُدْ يتقنُ فنَّ السحرْ.. لأنَّ موسى كُسرتْ عصاهْ ولم يعُدْ بوسعهِ شقَّ مياهِ البحرْ لأنكمْ لستمْ كأمريكا.. ولسنا كالهنودِ الحمرْ فسوفَ تهلكونَ عن آخركمْ فوقَ صحاري مصرْ… 4 المسجدُ الأقصى شهيدٌ جديدْ نُضيفهُ إلى الحسابِ العتيقْ وليستِ النارُ، وليسَ الحريقْ سوى قناديلٍ تضيءُ الطريقْ 5 من قصبِ الغاباتْ نخرجُ كالجنِّ لكمْ.. من قصبِ الغاباتْ من رُزمِ البريدِ، من مقاعدِ الباصاتْ من عُلبِ الدخانِ، من صفائحِ البنزينِ، من شواهدِ الأمواتْ من الطباشيرِ، من الألواحِ، من ضفائرِ البناتْ من خشبِ الصُّلبانِ، ومن أوعيةِ البخّورِ، من أغطيةِ الصلاةْ من ورقِ المصحفِ نأتيكمْ من السطورِ والآياتْ… فنحنُ مبثوثونَ في الريحِ، وفي الماءِ، وفي النباتْ ونحنُ معجونونَ بالألوانِ والأصواتْ.. لن تُفلتوا.. لن تُفلتوا.. فكلُّ بيتٍ فيهِ بندقيهْ من ضفّةِ النيلِ إلى الفراتْ 6 لن تستريحوا معنا.. كلُّ قتيلٍ عندنا يموتُ آلافاً من المراتْ… 7 إنتبهوا.. إنتبهوا… أعمدةُ النورِ لها أظافرْ وللشبابيكِ عيونٌ عشرْ والموتُ في انتظاركم في كلِّ وجهٍ عابرٍ… أو لفتةٍ.. أو خصرْ الموتُ مخبوءٌ لكم.. في مشطِ كلِّ امرأةٍ.. وخصلةٍ من شعرْ.. 8 يا آلَ إسرائيلَ.. لا يأخذْكم الغرورْ عقاربُ الساعاتِ إن توقّفتْ، لا بدَّ أن تدورْ.. إنَّ اغتصابَ الأرضِ لا يُخيفنا فالريشُ قد يسقطُ عن أجنحةِ النسورْ والعطشُ الطويلُ لا يخيفنا فالماءُ يبقى دائماً في باطنِ الصخورْ هزمتمُ الجيوشَ.. إلا أنكم لم تهزموا الشعورْ قطعتم الأشجارَ من رؤوسها.. وظلّتِ الجذورْ 9 ننصحُكم أن تقرأوا ما جاءَ في الزّبورْ ننصحُكم أن تحملوا توراتَكم وتتبعوا نبيَّكم للطورْ.. فما لكم خبزٌ هنا.. ولا لكم حضورْ من بابِ كلِّ جامعٍ.. من خلفِ كلِّ منبرٍ مكسورْ سيخرجُ الحجّاجُ ذاتَ ليلةٍ.. ويخرجُ المنصورْ 10 إنتظرونا دائماً.. في كلِّ ما لا يُنتظَرْ فنحنُ في كلِّ المطاراتِ، وفي كلِّ بطاقاتِ السفرْ نطلعُ في روما، وفي زوريخَ، من تحتِ الحجرْ نطلعُ من خلفِ التماثيلِ وأحواضِ الزَّهرْ.. رجالُنا يأتونَ دونَ موعدٍ في غضبِ الرعدِ، وزخاتِ المطرْ يأتونَ في عباءةِ الرسولِ، أو سيفِ عُمرْ.. نساؤنا.. يرسمنَ أحزانَ فلسطينَ على دمعِ الشجرْ يقبرنَ أطفالَ فلسطينَ، بوجدانِ البشرْ يحملنَ أحجارَ فلسطينَ إلى أرضِ القمرْ.. 11 لقد سرقتمْ وطناً.. فصفّقَ العالمُ للمغامرهْ صادرتُمُ الألوفَ من بيوتنا وبعتمُ الألوفَ من أطفالنا فصفّقَ العالمُ للسماسرهْ.. سرقتُمُ الزيتَ من الكنائسِ سرقتمُ المسيحَ من بيتهِ في الناصرهْ فصفّقَ العالمُ للمغامرهْ وتنصبونَ مأتماً.. إذا خطفنا طائرهْ 12 تذكروا.. تذكروا دائماً بأنَّ أمريكا – على شأنها – ليستْ هيَ اللهَ العزيزَ القديرْ وأن أمريكا – على بأسها – لن تمنعَ الطيورَ أن تطيرْ قد تقتلُ الكبيرَ.. بارودةٌ صغيرةٌ.. في يدِ طفلٍ صغيرْ |
13 ما بيننا.. وبينكم.. لا ينتهي بعامْ لا ينتهي بخمسةٍ.. أو عشرةٍ.. ولا بألفِ عامْ طويلةٌ معاركُ التحريرِ كالصيامْ ونحنُ باقونَ على صدوركمْ.. كالنقشِ في الرخامْ.. باقونَ في صوتِ المزاريبِ.. وفي أجنحةِ الحمامْ باقونَ في ذاكرةِ الشمسِ، وفي دفاترِ الأيامْ باقونَ في شيطنةِ الأولادِ.. في خربشةِ الأقلامْ باقونَ في الخرائطِ الملوّنهْ باقونَ في شعر امرئ القيس.. وفي شعر أبي تمّامْ.. باقونَ في شفاهِ من نحبّهمْ باقونَ في مخارجِ الكلامْ.. 14 موعدُنا حينَ يجيءُ المغيبْ موعدُنا القادمُ في تل أبيبْ "نصرٌ من اللهِ وفتحٌ قريبْ" 15 ليسَ حزيرانُ سوى يومٍ من الزمانْ وأجملُ الورودِ ما ينبتُ في حديقةِ الأحزانْ.. 16 للحزنِ أولادٌ سيكبرونْ.. للوجعِ الطويلِ أولادٌ سيكبرونْ للأرضِ، للحاراتِ، للأبوابِ، أولادٌ سيكبرونْ وهؤلاءِ كلّهمْ.. تجمّعوا منذُ ثلاثينَ سنهْ في غُرفِ التحقيقِ، في مراكزِ البوليسِ، في السجونْ تجمّعوا كالدمعِ في العيونْ وهؤلاءِ كلّهم.. في أيِّ.. أيِّ لحظةٍ من كلِّ أبوابِ فلسطينَ سيدخلونْ.. 17 ..وجاءَ في كتابهِ تعالى: بأنكم من مصرَ تخرجونْ وأنكمْ في تيهها، سوفَ تجوعونَ، وتعطشونْ وأنكم ستعبدونَ العجلَ دونَ ربّكمْ وأنكم بنعمةِ الله عليكم سوفَ تكفرونْ وفي المناشير التي يحملُها رجالُنا زِدنا على ما قالهُ تعالى: سطرينِ آخرينْ: ومن ذُرى الجولانِ تخرجونْ وضفّةِ الأردنِّ تخرجونْ بقوّةِ السلاحِ تخرجونْ.. 18 سوفَ يموتُ الأعورُ الدجّالْ سوفَ يموتُ الأعورُ الدجّالْ ونحنُ باقونَ هنا، حدائقاً، وعطرَ برتقالْ باقونَ فيما رسمَ اللهُ على دفاترِ الجبالْ باقونَ في معاصرِ الزيتِ.. وفي الأنوالْ في المدِّ.. في الجزرِ.. وفي الشروقِ والزوالْ باقونَ في مراكبِ الصيدِ، وفي الأصدافِ، والرمالْ باقونَ في قصائدِ الحبِّ، وفي قصائدِ النضالْ باقونَ في الشعرِ، وفي الأزجالْ باقونَ في عطرِ المناديلِ.. في (الدَّبكةِ) و (الموَّالْ).. في القصصِ الشعبيِّ، والأمثالْ باقونَ في الكوفيّةِ البيضاءِ، والعقالْ باقونَ في مروءةِ الخيلِ، وفي مروءةِ الخيَّالْ بالقونَ في (المهباجِ) والبُنِّ، وفي تحيةِ الرجالِ للرجالْ باقونَ في معاطفِ الجنودِ، في الجراحِ، في السُّعالْ باقونَ في سنابلِ القمحِ، وفي نسائمِ الشمالْ باقونَ في الصليبْ.. باقونَ في الهلالْ.. في ثورةِ الطلابِ، باقونَ، وفي معاولِ العمّالْ باقونَ في خواتمِ الخطبةِ، في أسِرَّةِ الأطفالْ باقونَ في الدموعْ.. باقونَ في الآمالْ 19 تسعونَ مليوناً من الأعرابِ خلفَ الأفقِ غاضبونْ با ويلكمْ من ثأرهمْ.. يومَ من القمقمِ يطلعونْ.. 20 لأنَّ هارونَ الرشيدَ ماتَ من زمانْ ولم يعدْ في القصرِ غلمانٌ، ولا خصيانْ لأنّنا مَن قتلناهُ، وأطعمناهُ للحيتانْ لأنَّ هارونَ الرشيدَ لم يعُدْ إنسانْ لأنَّهُ في تحتهِ الوثيرِ لا يعرفُ ما القدسَ.. وما بيسانْ فقد قطعنا رأسهُ، أمسُ، وعلّقناهُ في بيسانْ لأنَّ هارونَ الرشيدَ أرنبٌ جبانْ فقد جعلنا قصرهُ قيادةَ الأركانْ.. 21 ظلَّ الفلسطينيُّ أعواماً على الأبوابْ.. يشحذُ خبزَ العدلِ من موائدِ الذئابْ ويشتكي عذابهُ للخالقِ التوَّابْ وعندما.. أخرجَ من إسطبلهِ حصاناً وزيَّتَ البارودةَ الملقاةَ في السردابْ أصبحَ في مقدورهِ أن يبدأَ الحسابْ.. 22 نحنُ الذينَ نرسمُ الخريطهْ ونرسمُ السفوحَ والهضابْ.. نحنُ الذينَ نبدأُ المحاكمهْ ونفرضُ الثوابَ والعقابْ.. 23 العربُ الذين كانوا عندكم مصدّري أحلامْ تحوّلوا بعدَ حزيرانَ إلى حقلٍ من الألغامْ وانتقلت (هانوي) من مكانها.. وانتقلتْ فيتنامْ.. 24 حدائقُ التاريخِ دوماً تزهرُ.. ففي ذُرى الأوراسِ قد ماجَ الشقيقُ الأحمرُ.. وفي صحاري ليبيا.. أورقَ غصنٌ أخضرُ.. والعربُ الذين قلتُم عنهمُ: تحجّروا تغيّروا.. تغيّروا 25 أنا الفلسطينيُّ بعد رحلةِ الضياعِ والسّرابْ أطلعُ كالعشبِ من الخرابْ أضيءُ كالبرقِ على وجوهكمْ أهطلُ كالسحابْ أطلعُ كلَّ ليلةٍ.. من فسحةِ الدارِ، ومن مقابضِ الأبوابْ من ورقِ التوتِ، ومن شجيرةِ اللبلابْ من بركةِ الدارِ، ومن ثرثرةِ المزرابْ أطلعُ من صوتِ أبي.. من وجهِ أمي الطيبِ الجذّابْ أطلعُ من كلِّ العيونِ السودِ والأهدابْ ومن شبابيكِ الحبيباتِ، ومن رسائلِ الأحبابْ أفتحُ بابَ منزلي. أدخلهُ. من غيرِ أن أنتظرَ الجوابْ لأنني أنا.. السؤالُ والجوابْ 26 محاصرونَ أنتمُ بالحقدِ والكراهيهْ فمن هنا جيشُ أبي عبيدةٍ ومن هنا معاويهْ سلامُكم ممزَّقٌ.. وبيتُكم مطوَّقٌ كبيتِ أيِّ زانيهْ.. 27 نأتي بكوفيّاتنا البيضاءِ والسوداءْ نرسمُ فوقَ جلدكمْ إشارةَ الفداءْ من رحمِ الأيامِ نأتي كانبثاقِ الماءْ من خيمةِ الذُّل التي يعلكُها الهواءْ من وجعِ الحسينِ نأتي.. من أسى فاطمةَ الزهراءْ من أُحدٍ نأتي.. ومن بدرٍ.. ومن أحزانِ كربلاءْ نأتي لكي نصحّحَ التاريخَ والأشياءْ ونطمسَ الحروفَ.. في الشوارعِ العبريّةِ الأسماء..
|
الحزن علمني حبك أن احزن وأنا محتاج منذ عصور لأمرأة.. تجعلني احزن لأمرأة.. ابكي فوق ذراعيها مثل العصفور لأمرأة .. تجمع أجزائي كشظايا البلور المكسور علمني حبك .. سيدتي أسوأ عادات علمني أفتح فنجاني في الليلة آلاف المرات وأجرب طلب العطارين .. وأطرق باب العرافات علمني أخرج من بيتي ..لأمشط أرصفة الطرقات وأطارد وجهك في الأمطار .. وفي أضواء السيارات أطارد ثوبك في أثواب المجهولات أطارد طيفك حتى حتى في أوراق الإعلانات علمني حبك كيف أهيم على وجهي ساعات بحثا عن شعر غجري تحسده كل الغجريات بحثا عن وجه .. عن صوت .. هو كل الأوجه والأصوات أدخلني حبك سيدتي .. مدن الأحزان وأنا من قبلك لم ادخل مدن الأحزان لم اعرف أبداً أن الدمع هو الإنسان وان الإنسان بلا حزن .. ذكرى إنسان علمني حبك علمني حبك أن أتصرف كالصبيان أن ارسم وجهك بالطبشور على الحيطان وعلى أشرعه الصيادين .. على الأجراس على الصلبان علمني حبك كيف الحب يغير خارطة الأزمان علمني أني حين احب تكف الأرض عن الدوران علمني حبك أشياء ما كانت أبداً في الحسبان فقرأت أقاصيص الأطفال .. دخلت قصور ملوك الجان وحلمت أن تتزوجني بنت السلطان تلك العيناها .. أصفى من ماء الخلجان تلك الشفتاها .. أشهى من زهر الرمان وحلمت أن اخطفها مثل الفرسان وحلمت باني اهديها أطواق اللؤلؤ والمرجان علمني حبك يا سيدتي ... ما الهذيان علمني كيف يمر العمر ... ولا تأتي بنت السلطان علمني حبك ... كيف احبك في كل الأشياء في الشجر العاري .. في الأوراق اليابسة الصفراء في الجو الماطر في الأنواء في اصغر مقهى نشرب فيه مساء قهوتنا السوداء علمني حبك أن أوى لفنادق ليس لها أسماء ومقاه ليس لها أسماء علمني حبك كيف الليل يضخم أحزان الغرباء علمني كيف أرى بيروت امرأة طاغية الأغراء امرأة تلبس كل مساء وترش العطر على نهديها للبحارة والأمراء علمني كيف ينام الحزن كغلام مقطوع القدمين "في طرق " الروشة " و " الحمراء علمني حبك أن احزن وأنا محتاج منذ عصور لامرأة تجعلني احزن لامرأة ابكي فوق ذراعيها مثل العصفور لامرأة تجمع أجزائي كشظايا البلور المكسور |
السيمفونية الجنوبية الخامسة سَمَّيتُكَ الجنوب يا لابساً عباءةَ الحسين وشمسَ كربلاء يا شجرَ الوردِ الذي يحترفُ الفداء يا ثورةَ الأرضِ التقت بثورةِ السماء يا جسداً يطلعُ من ترابهِ قمحٌ وأنبياء سميّتُك الجنوب يا قمر الحُزن الذي يطلعُ ليلاً من عيونِ فاطمة يا سفنَ الصيدِ التي تحترفُ المقاومة.. يا كتب الشعر التي تحترف المقاومة.. يا ضفدع النهر الذي يقرأ طولَ الليلِ سورةَ المقاومة سميتك الجنوب.. سميتك الشمعَ الذي يضاءُ في الكنائس سميتك الحناء في أصابع العرائس سميتك الشعرَ البطوليَ الذي يحفظه الأطفالُ في المدارس سميتك الأقلامَ والدفاترَ الوردية سميتك الرصاصَ في أزقةِ "النبطية" سميتك النشور والقيامة سميتك الصيفَ الذي تحملهُ في ريشها الحمامة سميتك الجنوب سميتك النوارس البيضاء، والزوارق سميتك الأطفالَ يلعبونَ بالزنابق سميتك الرجالَ يسهرونَ حولَ النارِ والبنادق سميتك القصيدةَ الزرقاء سميتك البرقَ الذي بنارهِ تشتعلُ الأشياء سميتك المسدسَ المخبوءَ في ضفائرِ النساء سميتك الموتى الذينَ بعد أن يشيَّعوا.. يأتون للعشاء ويستريحون إلى فراشهم ويطمئنون على أطفالهم وحين يأتي الفجرُ، يرجعون للسماء سيذكرُ التاريخُ يوماً قريةً صغيرةً بين قرى الجنوب، تدعى "معركة" قد دافعت بصدرها عن شرفِ الأرض، وعن كرامة العروبة وحولها قبائلٌ جبانةٌ وأمةٌ مفككه سميتك الجنوب.. سميتكَ الأجراسَ والأعياد وضحكةَ الشمس على مرايلِ الأولاد يا أيها القديسُ، والشاعرُ والشهيد يا ايها المسكونُ بالجديد يا طلقةَ الرصاص في جبينِ أهلِ الكهف ويا نبيَّ العنف ويا الذي أطلقنا من أسرنا ويا الذي حررنا من خوف لم يبقَ إلا أنت تسيرُ فوق الشوكِ والزجاج والإخوة الكرام نائمون فوقَ البيضِ كالدجاج وفي زمانِ الحربِ، يهربون كالدجاج يا سيدي الجنوب: في مدنِ الملحِ التي يسكنها الطاعونُ والغبار في مدنِ الموتِ التي تخافُ أن تزورها الأمطار لم يبق إلا أنت.. تزرع في حياتنا النخيلَ، والأعنابَ والأقمار لم يبقَ إلا أنت.. إلا أنت.. إلا أنت فافتح لنا بوابةَ النهار
|
راشيل... وأخواتها! بعد المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل في قانا بجنوب لبنان في نيسان (أبريل) 1996 وجهُ قانا.. شاحبٌ كما وجهُ يسوع وهواءُ البحرِ في نيسانَ، أمطارُ دماءٍ ودموع... دخلوا قانا على أجسادِنا يرفعونَ العلمَ النازيَّ في أرضِ الجنوب ْ ويعيدونَ فصولَ المحرقة.. هتلرٌ أحرقهم في غرفِ الغاز ِ وجاؤوا بعدهُ كي يحرقونا هتلرٌ هجّرهم من شرقِ أوروبا وهم من أرضِنا هجّرونا هتلرٌ لم يجدِ الوقتَ لكي يمحقَهمْ ويريحَ الأرضَ منهم.. فأتوا من بعدهِ كي يمحقونا!! دخلوا قانا كأفواجِ ذئابٍ جائعة.. يشعلونَ النّار في بيتِ المسيح ويدوسونَ على ثوبِ الحسين وعلى أرضِ الجنوب الغالية.. قصفوا الحنطةَ والزيتونَ والتبغَ، وأصواتَ البلابل... قصفوا قدموسَ في مركبهِ.. قصفوا البحرَ وأسرابَ النوارس.. قصفوا حتى المشافي والنساءَ المرضعات وتلاميذَ المدارس. قصفوا سحرَ الجنوبيّات واغتالوا بساتينَ العيونِ العسلية! ... ورأينا الدمعَ في جفنِ عليٍّ وسمعنا صوتهُ وهوَ يصلّي تحت أمطارِ سماءٍ دامية.. كشفت قانا الستائر... ورأينا أمريكا ترتدي معطفَ حاخامٍ يهوديٍّ عتيق وتقودُ المجزرة.. تطلقُ النارَ على أطفالنا دونَ سبب.. وعلى زوجاتنا دونَ سبب وعلى أشجارنا دونَ سبب وعلى أفكارنا دونَ سبب فهل الدستورُ في سيّدة العالم.. بالعبريِّ مكتوبٌ لإذلالِ العرب؟؟ هل على كلِّ رئيسٍ حاكمٍ في أمريكا.. إذا أرادَ الفوزَ في حلمِ الرئاسةِ قتلَنا، نحنُ العرب؟؟ انتظرنا عربياً واحداً يسحبُ الخنجرَ من رقبتنا.. انتظرنا هاشمياً واحداً.. انتظرنا قُرشياًَ واحداً.. دونكشوتاًَ واحداً.. قبضاياً واحداً لم يقطعوا شاربهُ.. انتظرنا خالداً أو طارقاً أو عنتره.. فأكلنا ثرثره... وشربنا ثرثره.. أرسلوا فاكساً إلينا.. استلمنا نصَّهُ بعدَ تقديمِ التعازي.. وانتهاءِ المجزرة! ما الذي تخشاهُ إسرائيلُ من صرخاتنا؟ ما الذي تخشاهُ من "فاكساتنا"؟ فجهادُ "الفاكسِ" من أبسطِ أنواعِ الجهاد.. هوَ نصٌّ واحدٌ نكتبهُ لجميعِ الشهداءِ الراحلين وجميع الشهداءِ القادمين..! ما الذي تخشاهُ إسرائيلُ من ابن المقفّع؟ وجريرٍ.. والفرزدق..؟ ومن الخنساءِ تلقي شعرها عند بابِ المقبره.. ما الذي تخشاهُ من حرقِ الإطارات..؟ وتوقيعِ البيانات؟ وتحطيمِ المتاجر؟ وهي تدري أننا لم نكُن يوماً ملوكَ الحربِ.. بل كنّا ملوكَ الثرثرة.. ما الذي تخشاهُ من قرقعةِ الطبلِ.. ومن شقِّ الملاءات.. ومن لطمِ الخدود؟ ما الذي تخشاهُ من أخبارِ عادٍ وثمود؟؟ نحنُ في غيبوبةٍ قوميةٍ ما استلمنا منذُ أيامِ الفتوحاتِ بريداً.. نحنُ شعبٌ من عجين كلّما تزدادُ إسرائيلُ إرهاباً وقتلاً نحنُ نزدادُ ارتخاءً.. وبرودا.. وطنٌ يزدادُ ضيقاً لغةٌ قطريةٌ تزدادُ قبحاً وحدةٌ خضراءُ تزداد انفصالاً شجرٌ يزدادُ في الصّيف قعوداً.. وحدودٌ كلّما شاءَ الهوى تمحو حدودا..! كيفَ إسرائيلُ لا تذبحنا؟ كيفَ لا تلغي هشاماً، وزياداً، والرشيدا؟ وبنو تغلبَ مشغولون في نسوانهم... وبنو مازنَ مشغولونَ في غلمانهم.. وبنو هاشمَ يرمونَ السّراويلَ على أقدامها.. ويبيحونَ شِفاهاً ونهودا؟؟! ما الذي تخشاهُ إسرائيلُ من بعضِ العربْ... بعدما صاروا يهودا؟
|
خمس رسائل إلى أمي صباحُ الخيرِ يا حلوه.. صباحُ الخيرِ يا قدّيستي الحلوه مضى عامانِ يا أمّي على الولدِ الذي أبحر برحلتهِ الخرافيّه وخبّأَ في حقائبهِ صباحَ بلادهِ الأخضر وأنجمَها، وأنهُرها، وكلَّ شقيقها الأحمر وخبّأ في ملابسهِ طرابيناً منَ النعناعِ والزعتر وليلكةً دمشقية.. أنا وحدي.. دخانُ سجائري يضجر ومنّي مقعدي يضجر وأحزاني عصافيرٌ.. تفتّشُ –بعدُ- عن بيدر عرفتُ نساءَ أوروبا.. عرفتُ عواطفَ الإسمنتِ والخشبِ عرفتُ حضارةَ التعبِ.. وطفتُ الهندَ، طفتُ السندَ، طفتُ العالمَ الأصفر ولم أعثر.. على امرأةٍ تمشّطُ شعريَ الأشقر وتحملُ في حقيبتها.. إليَّ عرائسَ السكّر وتكسوني إذا أعرى وتنشُلني إذا أعثَر أيا أمي.. أيا أمي.. أنا الولدُ الذي أبحر ولا زالت بخاطرهِ تعيشُ عروسةُ السكّر فكيفَ.. فكيفَ يا أمي غدوتُ أباً.. ولم أكبر؟ صباحُ الخيرِ من مدريدَ ما أخبارها الفلّة؟ بها أوصيكِ يا أمّاهُ.. تلكَ الطفلةُ الطفله فقد كانت أحبَّ حبيبةٍ لأبي.. يدلّلها كطفلتهِ ويدعوها إلى فنجانِ قهوتهِ ويسقيها.. ويطعمها.. ويغمرها برحمتهِ.. .. وماتَ أبي ولا زالت تعيشُ بحلمِ عودتهِ وتبحثُ عنهُ في أرجاءِ غرفتهِ وتسألُ عن عباءتهِ.. وتسألُ عن جريدتهِ.. وتسألُ –حينَ يأتي الصيفُ- عن فيروزِ عينيه.. لتنثرَ فوقَ كفّيهِ.. دنانيراً منَ الذهبِ.. سلاماتٌ.. سلاماتٌ.. إلى بيتٍ سقانا الحبَّ والرحمة إلى أزهاركِ البيضاءِ.. فرحةِ "ساحةِ النجمة" إلى تحتي.. إلى كتبي.. إلى أطفالِ حارتنا.. وحيطانٍ ملأناها.. بفوضى من كتابتنا.. إلى قططٍ كسولاتٍ تنامُ على مشارقنا وليلكةٍ معرشةٍ على شبّاكِ جارتنا مضى عامانِ.. يا أمي ووجهُ دمشقَ، عصفورٌ يخربشُ في جوانحنا يعضُّ على ستائرنا.. وينقرنا.. برفقٍ من أصابعنا.. مضى عامانِ يا أمي وليلُ دمشقَ فلُّ دمشقَ دورُ دمشقَ تسكنُ في خواطرنا مآذنها.. تضيءُ على مراكبنا كأنَّ مآذنَ الأمويِّ.. قد زُرعت بداخلنا.. كأنَّ مشاتلَ التفاحِ.. تعبقُ في ضمائرنا كأنَّ الضوءَ، والأحجارَ جاءت كلّها معنا.. أتى أيلولُ يا أماهُ.. وجاء الحزنُ يحملُ لي هداياهُ ويتركُ عندَ نافذتي مدامعهُ وشكواهُ أتى أيلولُ.. أينَ دمشقُ؟ أينَ أبي وعيناهُ وأينَ حريرُ نظرتهِ؟ وأينَ عبيرُ قهوتهِ؟ سقى الرحمنُ مثواهُ.. وأينَ رحابُ منزلنا الكبيرِ.. وأين نُعماه؟ وأينَ مدارجُ الشمشيرِ.. تضحكُ في زواياهُ وأينَ طفولتي فيهِ؟ أجرجرُ ذيلَ قطّتهِ وآكلُ من عريشتهِ وأقطفُ من بنفشاهُ دمشقُ، دمشقُ.. يا شعراً على حدقاتِ أعيننا كتبناهُ ويا طفلاً جميلاً.. من ضفائرنا صلبناهُ جثونا عند ركبتهِ.. وذبنا في محبّتهِ إلى أن في محبتنا قتلناهُ...
|
الحب لا يقف على الضوء الأحمر هذا كتابي الأربعـون .. ولم أزل أحبو كـتلميـذٍ صغيـرٍ .. في هواكِ هذا كتابي الأربعـون .. ورغم كل شطارتي .. ومهارتي لم يرض عني ناهـداك ... كل اللغات قديمة جدا .. وأضـيَـق من رؤاي ومن رؤاك .. لا بد من لغة أفصلها عليك.. حبيبتي لا بد من لغة تليق بمستواك .. * * * حلـّـقت آلاف السنين .. وما وصلت إلى ذراك وجلبت تيجان الملوك .. وما حصلت على رضاك .. وصعدت فوق الأبجدية كي أراك .. يا من تخيط قصائدي ثوبا لها .. هل ممكن بين القصيدة ,, والقصيدة أن أراك ؟؟... الـــقــــرار إني عشقتك .. واتخذت قراري فلمن ـ يا ترى ـ أقدم أعذاري لا سلطة في الحب .. تعلو سلطتي فالرأي رأيي .. والخيار خياري هذي أحاسيسي .. فلا تـتدخلي أرجوك ، بين البحر والبحار .. ظلي على أرض الحياد .. فإنني سأزيد إصرارا على إصرار ماذا أخاف ؟ أنا الشرائع كلها وأنا المحيط .. وأنت من أنهاري وأنا النساء ، جعلتهن خواتما بأصابعي .. و كواكبا بمداري * * * خليك صامتة .. ولا تـتكلمي فأنا أدير مع النساء حواري وأنا الذي أعطي مراسيم الهوى للواقـفات أمام باب مزاري وأنا أرتب دولتي .. وخرائطي وأنا الـذي أختار لون بحاري وأنا أقـرر من سيدخل جنتي وأنا أقـرر من سيدخل ناري أنا في الهوى متحكم ..متسلط في كل عشـقٍ نكهة استعمار فاستسلمي لإرادتي ومشيئتي واستقبلي بطفولةٍ أمطاري .. إن كان عندي ما أقـول .. فإنني سأقـوله للـواحد الـقـهار ... * * * عيناك وحدهما هما شرعيتي ومراكبي ، وصديقـتا أسفاري إن كان لي وطن .. فـوجهك موطني أو كان لي دارٌ .. فحبك داري من ذا يحاسبني على ما في دمي من لؤلؤٍ .. وزمرد .. ومحار ؟ أيناقـشون الديك في ألوانه ؟ وشقائق النعمان في نوَّار ؟ * * * يا أنت .. يا سلطانتي ، و مليكتي يا كوكبي البحري .. يا عَشتاري إني أحبك .. دون أي تحفظٍ وأعيش فيك ولادتي .. ودماري إني اقـترفـتك ... عامدا متعمدا إن كنت عارا .. يا لروعة عاري ماذا أخاف ؟ ومن أخاف ؟ أنا الذي نام الزمان على صدى أوتاري وأنا مفاتيح القصيدة في يدي من قبل بشارٍ ..ومن مهيار وأنا جعلت الشعر خبزا ساخنا وجعلته ثمرا على الأشجار سافرت في بحر النساء .. ولم أزل ـ من يومها ـ مقطوعة ً أخباري .. * * * يا غابة تمشي على أقدامها وتــَـرشـّني بقرنفل و بهار شفتاك تشتعلان مثل فضيحة والناهدان بحالة استـنفار وعلاقـتي بهما تظل حميمة كعلاقة الثوار بالثوار .. فتشرفي بهواي كل دقيقة وتباركي بجداولي وبذاري أنا جيد جدا .. إذا أحببـتـني فتعلمي أن تفهمي أطواري .. * * * من ذا يقاضيني ؟ وأنت قضيتي ورفـيف أحلامي ، وضوء نهاري من ذا يهددني ؟ وأنت حضارتي وثقافـتي ، وكتابتي ، ومناري .. إني استقلت من القبائل كلها وتركت خلفي خيمتي وغباري هم يرفضون طفولتي .. ونبوءتي وأنا رفضت مدائن الفخار .. كل القبائل لا تريد نساءها أن يكتشفن الحب في أشعاري .. كل السلاطين الذين عرفتهم .. قطعوا يدي ، وصادروا أشعاري لكنني قاتـلتهم .. وقتلتهم ومررت بالتاريخ كالإعصار .. أسقطت بالكلمات ألف خليفة وحفرت بالكلمات ألف جدار .. * * * أصغيرتي .. إن السفينة أبحرت فتكومي كحمامة بجواري ما عاد ينفعك البكاء ولا الأسى فـلـقـد عشقتك .. واتخذت قـراري .. معها .. في باريس لا الشعر ، يرضي طموحاتي ، ولا الوتر إني لـعـيـنـيـك، باسم ِالشعر ، أعتذر حاولت وصفك ، فاستعصى الخيال معي يا من تدوخ على أقدامك الصور يُـروّجُـون كلاما لا أصدقه هل بين نهديك ، حقا ، يسكن القمر ؟؟ كم صعبة أنت .. تصويرا وتهجية إذا لمستك، يبكي في يدي الحجر من أنت ؟. من أنت ؟. لا الأسماء تسعفني ولا البصيرة ، تكفيني ، ولا البصر نهداك .. كان بودي لو رسمتهما إذا فشلت ..فحسبي أنني بشر أيا غمامة موسيقى .. تظللني كذا يُـنـقـِّـط فـوق الجنة المطر الحرف يـبدأ من عينيك رحلته كل اللغات بلا عينيك .. تندثر يا من أحبك ، حتى يستحيل دمي إلى نبيذٍ ، بنار العشق يختمر يسافر الحب مثل السيف في جسدي ولم أخطط له .. لكنه القدر .. هزائمي في الهوى تبدو معطرة إني بحبك مهزوم .. ومنتصر تركت خلفي أمجادي .. وها أنذا بطول شعرك ـ حتى الخصر ـ أفتخر ماذا يكون الهوى إلا مخاطرة وأنت .. أجمل ما في حبك الخطر يا من أحبك ..حتى يستحيل فمي إلى حدائق فيها الماء والثمر ... جزائر الكحل في عينيك مدهشة ماذا سأفعل لو ناداني السفر ؟؟ * * * سمراء .. إن حقول التبغ مقمرة ولؤلؤ البحر شفاف .. ومبتكر هل تذكرين بباريسٍ تسكعنا ؟ تمشين أنت .. فيمشي خلفك الشجر خـُطاك في ساحة ( الفاندوم ) أغنية وكحل عينيك في ( المادلين ) ينتشر صديقة المطعم الصيني .. مقعدنا ما زال في ركـنـنا الشعري ، ينتظر كل التماثيل في باريس تعرفـنا وباعة الورد ، والأكشاك ، والمطر حتى النوافير في ( الكونكورد ) تذكرنا ما كنت أعرف أن الماء يفتكر .. * * * نبيذ بوردو .. الذي أحسوه يصرعني ودفء صوتك ..لا يُـبقي ولا يَـذََر ما دمت لي .. فحدود الشمس مملكتي والبر ، والبحر ، والشطآن ، والجزر مادام حبك يعطيني عباءته فكيف لا أفـتك الدنيا .. وأنتصر ؟ سأركب البحر .. مجنونا ومنتحرا .. والعاشق الفذ .. يحيا حين ينتحر ...
|
من يوميات تلميذ راسب -1- ما هو المطلوب مني ؟ ما هو المطلوب بالتحديد مني ؟ إنني أنفقت في مدرسة الحب حياتي وطوال الليل .. طالعت .. وذاكرت .. وأنهيت جميع الواجبات ... كل ما يمكن أن أفعله في مخدع الحب ، فعلته .. كل ما يمكن أن أحفره في خشب الورد ، حفرته .. كل ما يمكن أن أرسمه .. من حروف .. ونقاط .. ودوائر .. قد رسمته .. فلماذا امتلأت كراستي بالعلامات الرديئة ؟. ولماذا تستهيـنـيـن بـتاريخي .. وقدراتي .. وفـني .. أنا لا أفهم حتى الآن ، يا سيدتي ما هو المطلوب مني ؟ -2- ما هو المطلوب مني ؟ يشهد الله بأني .. قد تفرغت لنهديك تماماً .. وتصرفت كفنان بدائي .. فأنهكت وأوجعت الرخاما إنني منذ عصور الرق .. ما نلت إجازة فأنا أعمل نحاتا بلا أجر لدى نهديك مذ كنت غلاما .. أحمل الرمل على ظهري .. وألقيه ببحر اللانهاية أنا منذ السنة الألـفـين قبل الـنهد .. ـ يا سيدتي ـ أفعل هذا .. فلماذا ؟ تطلـبـين الآن أن أبدأ ـ يا سيدتي ـ منذ البداية ولماذا أطعن اليوم بإبداعي .. وتشكيلات فـني ؟ ليـتـني أعرف ماذا .. يبتغي النهدان مني ؟؟ -3- ما هو المطلوب مني ؟ كي أكون الرجل الأول ما بين رجالك وأكون الرائد الأول .. والمكتشف الأول .. والمستوطن الأول .. في شعرك .. أو طيات شالك .. ما هو المطلوب حتى أدخل البحر .. وأستلقي على دفء رمالك ؟ إنني نفذت حتى الآن آلاف الحماقـات لإرضاء خيالك وأنا استشهدت آلاف من المرات من أجل وصالك .. يا التي داخت على أقـدامها أقـوى المـمــالـك .. حرريني .. من جنوني .. وجمالك .. -4- ما هو المطلوب مني ؟ ما هو المطلوب حتى قطتي تصفح عني ؟ إنني أطعمتها .. قمحا .. ولوزا .. وزبيبا .. وأنا قدمت للنهدين .. تفاحاً .. وخمراً .. وحليباً .. وأنا علقت في رقبتها .. خرزا أزرق يحميها من العين ، وياقوتاً عجيباً .. ما الذي تطلبه القطة ذات الوبر الناعم مني ؟ وأنا أجلستها سلطانة في مقعدي .. وأنا رافـقـتـها للبحر يوم الأحد ... وأنا حممتها كل مساء بيدي .. فلماذا ؟ بعد كل الحب .. والتكريم .. قد عضت يدي ؟. ولماذا هي تدعوني حبـيـباً .. وأنا لست الحـبـيـبـا .. ولماذا هي لا تمحو ذنوبي ؟ أبداً .. والله في عليائه يمحو الذنوبا .. -5- ما هو المطلوب أن أفعل كي أعلن للعشق ولائي . ما هو المطلوب أن أفعل كي أدفن بين الشهداء؟ أدخلوني في سبيل العشق مستشفى المجاذيب.. وحتى الآن ـ يا سيدتي ـ ما أطلقـوني .. شنقوني ـ في سبيل الشعر ـ مرات .. ومرات.. ويبدو أنهم ما قـتـلوني .. حاولوا أن يقلعوا الثورة من قلبي .. وأوراقي .. ويبدو أنهم .. في داخل الثورة ـ يا سيدتي ـ قد زرعوني ... -6- يا التي حبي لها .. يدخل في باب الخرافات .. ويستـنزف عمري .. ودمايا .. لم يعد عندي هوايات سوى أن أجمع الكحل الحجازي الذي بعثرتِ في كل الزوايا .. لم يعد عندي اهتمامات سوى .. أن أطفىء النار التي أشعلها نهداك في قلب المرايا .. لم يعد عندي جواب مقنع .. عندما تسألني عنك دموعي .. ويدايا -7- اشربي قهوتك الآن .. وقولي ما هو المطلوب مني ؟ أنا منذ السنة الألفين قبل الثغر .. فكرت بثغرك .. أنا منذ السنة الألـفين قبل الخيل .. أجري كحصان حول خصرك .. وإذا ما ذكروا النيل .. تباهيت أنا في طول شعرك يا التي يأخذني قـفطانها المشغول بالزهر .. إلى أرض العجائب .. يا التي تنتشر الشامات في أطرافها مثل الكواكب .. إنني أصرخ كالمجنون من شدة عشقي .. فلماذا أنت ، يا سيدتي ، ضد المواهب ؟ إنني أرجوك أن تبـتسمي .. إنني أرجوك أن تـنسجمي .. أنت تدرين تماما .. أن خبراتي جميعا تحت أمرك ومهاراتي جميعا تحت أمرك وأصابيعي التي عمـّـرتُ أكوانا بها هي أيضا .. هي أيضا .. هي أيضا تحت أمرك .. تصوير اضطجعي دقيقة واحدة .. كي أكمل التصوير .. اضـطجعي مثل كتاب الشعر في السرير أريد أن أصور الغابات في ألوانها أريد أن أصور الشامات في اطمئنانها أريد أن أفاجئ الحلمة في مكانها والناهد الأحمق ـ يا سيدتي ـ قبيل أن يطير .. فساعديني ... ـ إن تكرمت ـ لكي أصالح الحرير وساعديني .. ـ إن تكرمت ـ لكي أفوز في صداقة الكشمير . لعله يسمح لي برسم هذا الكوكب المثير .. ولتقبلي تحيتي .. مقرونة بالحب والتقدير . من غير يدين لم أكن منتظرا .. أن تـثـقبينـي مثل رمحٍ وثـني لم أكن منـتظرا .. أن تدخلي في لغتي .. وكلامي .. وإشارات يدي لم أكن منتظرا .. أن أخسر التاج .. وحقي بالخلافه .. فـلـقد كنت قـوياً .. وشهيراً وجنودي يملأون البر والبحر .. وراياتي تغطي المشرقـين لم أكن منتظرا أن يحدث الزلزال .. أن ينشطر البحر .. وأن تكسرني عيناك ، يوماً ، قطعتيـن .. * * * لم أكن منتظراً .. حين قـبـّـلتك أن أنسى لديك الشفـتين لم أكن منتظراً .. حين عانقتك .. أن أرجع من غير يدين ... التقصير منذ ثلاثين سنه أحلم بالتغيـير وأكتب القصيدة الثورة .. والقصيدة الأزمة .. والقصيدة الحرير ... * * * منذ ثلاثين سنه ألعب باللغات مثلما أشاء وأكتب التاريخ بالشكل الذي أشاء .. وأجعل النقاط ، والحروف ، والأسماء ، والأفعال ، تحت سلطة النساء . وأدعي بأنني الأول في فـن الهوى .. وأنني الأخير .. * * * وعندما دخلـتُ .. يا سيدتي إلى بلاط حبك الكبير .. انكسرت فـوق يدي قارورة العبير وانكسر الكلام ـ يا سيدتي ـ على فمي وانكسر التعبير ... *** ولا أزال كلما سافـرت في عينيك .. يا حبيـبتي أشعر بالتـقصير .. وكلما حدقت في يديك يا حبـيـبـتي أشعر بالتـقصير .. وكلما اقتربت من جمالك الوحشي يا حبـيـبتي أشعر بالتقصير .. وكلما راجعت أعمالي التي كتبتها .. قبيل أن أراك يا حبيبتي .. أشعر بالتقصير .. أشعر بالتقصير .. أشعر بالتقصير ..
|
من قصبِ الغاباتْ
نخرجُ كالجنِّ لكمْ.. من قصبِ الغاباتْ من رُزمِ البريدِ، من مقاعدِ الباصاتْ من عُلبِ الدخانِ، من صفائحِ البنزينِ، من شواهدِ الأمواتْ من الطباشيرِ، من الألواحِ، من ضفائرِ البناتْ من خشبِ الصُّلبانِ، ومن أوعيةِ البخّورِ، من أغطيةِ الصلاةْ من ورقِ المصحفِ نأتيكمْ من السطورِ والآياتْ… فنحنُ مبثوثونَ في الريحِ، وفي الماءِ، وفي النباتْ ونحنُ معجونونَ بالألوانِ والأصواتْ.. لن تُفلتوا.. لن تُفلتوا.. فكلُّ بيتٍ فيهِ بندقيهْ من ضفّةِ النيلِ إلى الفراتْ بجد تسلم ايدك مجهود جميل جدااااااااميرسى |
العفو يا حمادة
ميرسي لمرورك الاجمل |
انا معظمهم حفظاهم تحفه بعشقه اصلا
شكرا يا قمر للموضوع الرائع ده |
روعه كبرياء انثي عاشة دياتك
|
جامده اووووووووووووى قصائد نزار قبانى تسلم ايدك بجد
|
تسلم ايدك
بجد جميله جدا |
ميرسي لمروركم الروعة
تسلموووووووووووو |
مواضيع مشابهة: | ||||
› قصيدة ان كنت حبيبي (نزار القباني) | ||||
› حبيبتي هي القانون - نزار القباني | ||||
› قصيدة غير منتهية في تعريف العشق - نزار القباني | ||||
› قصيدة من مفكرة عاشق دمشقي - نزار القباني |