وداهمني شعور بالتردد ...شعور من يمد رجله ليخطو خطوه واسعه بالظلام....
وكنت لحظتها أفيق من خيالاتي الواسعه ...وأتذكر الميعاد الذي بيني وبين حبيبي في دمشق فيخفق قلبي بشده...
وتوترت اعصابي فلم استطع النوم ...وظللت احملق في الظلام ...وأتقلب في فراشي ..وأنفخ ...ثم أحاول أن اطرد كل شيئ من ذهني لأنام...
وتضخمت أصوات الليل الخافته...فأصبحت جليه واضحه في سمعي ...وبدأت أتتبع صوت قطرات الماء وهي تدق علي الحوض ..وتكتكه الساعه ...وطنين موتور الثلاجه ...
وتيقظ زوجي وسألني ان كان هناك شيئ يؤرقني ...فقلت: لاشيئ القهوه التي شربتها كانت شديده وهي التي نبهت لي اعصابي ...وسمعته يروح في النوم من جديد...وسمعت تنفسه يزداد انتظاما وعمقا كلما أوغلت في النوم...ثم أحسست بذراعه يحوطني وينام وادعا علي صدري ...وسمعت فمه يتمتم بكلام لم أتبينه...ولا شك انه كان يحلم حلما رقيقا حنونا ...
وسألت نفسي في تلك اللحظه....ماذا أريد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ماذا أريد بنفسي..............؟؟؟؟؟؟؟؟
ها انا ذا الان زوجه تتمتع بزوج يحبها وطفل تعشقه وصحه وشباب ومال وجاه ...وها انا ذا أتقلب في فراشي مؤرقه كشخص مريض تلسعه الحمي.....
ماذا أريد ..........ماذا أريد.....!!!!
وكان السؤال صعبا أصعب من الارق....وشعرت بالصداع....وثقلت رأسي جدا ..ورحت في النوم ..
نوم قلق تشوشه الاحلام وكلها احلام من نوع واحد..يخيم عليه الخوف ....
فأنا في مره أركب سياره فيخرج عن الخط ...وفي مره اخري اركب سفينه فتشرف علي الغرق ...ومره اني خرجت وسرت طول الطريق حافيا ...وينظر الناس الي باستغراب ... وانا دائما اقع من اخر دور ولا اصل الي الارض ابدا
وحدي ...وحدي...في الهواء بلا ارض ...اقف عليها لم يكن نومي نوما ...كان عذابا...
كنت اعاني...
وحينما فتحت عيني علي ضوء النهار................
انتظرونا......