وعلى الرغم من أن "الهداف" الجزائرية تبدو من أكثر الصحف إتزاناً في معالجة الأزمة التي نشبت بين مصر والجزائر على خلفية لقاءاتهما المتعددة في الفترة الأخيرة، وذلك مقارنة بالكثير من الصحف الأخرى، إلا أن هذا لا يمنع من خروجها أحياناً ببعض القصص التي تشبه الأفلام العربية القديمة، والتي يفتقد الكثير منها الحبكة اللازمة لإقناع المشاهدين.
وطالعتنا "الهداف" في عددها الصادر اليوم الجمعة بقصة غريبة تؤكد ملكية الحكم البنيني كوفي كودجا لفيلا يبلغ ثمنها 4.5 مليون دولار في مصر، وبالتحديد بشارع الشيخ حسين بمدينة بورسعيد، وهو ما يؤكد بالطبع من وجهة نظرها إنه إنحاز ضد الجزائر في المباراة، على إعتبار أن الفيلا المقصودة كانت هبة أو هدية من المصريين على مساعداته الفعالة في التتويج باللقب.
وجاءت القصة كما سردتها الصحيفة، أن أحد محرريها اطلع على إعلان نشره شخص يدعى كودجا على أحد مواقع العقارات الإفريقية من أجل بيع الفيلا الخاصة به في بورسعيد بمبلغ 4.5 مليون دولار، وأشارت "أن أحد رواد الإنترنت" نقل الخبر على أحد المنتديات العربية، ليراه أحد محرريها الذي قام بالإتصال بالشخص المذكور وحاوره على إنه مشتري من تونس، وعرض عليه شراء الفيلا بمبلغ 3.5 مليون دولار.
وتستمر الرواية، برفض قاطع من الشخص أعقبها موافقة على المبلغ، وذلك قبل أن يحاول الصحفي محاورته والحديث معه عن بعض بياناته الشخصية وإهتماماته فمنحه الشخص المقصود به الحكم البريد الإلكتروني الخاص به والذي كان باسم إالياس ابو جورين، وهو الاسم الذي رأته الصحيفة صالحا لأن يكون مصرياأ!!!!!!!
ولم ينساق الشخص المقصود به "كودجا" وراء هذا، وقدم نفسه على أنه متعامل إقتصادي ورياضي، وعندما حاول الصحفي الإيقاع به عبر التأكيد له أنه رآه يدير مباريات لفرق تونسية من قبل، رفض الشخص الإجابة وأجل كل شيء إلى حين موعدهما المحدد في القاهرة.
وعندما اعتقدت الصحيفة أن الإتصال انقطع، وجدت الشخص يتصل بها ويحاول التأكيد على موعد اللقاء والتأكد من بعض بيانات الحساب البنكي لمحرر الجريدة، موضحاً له يرغب في إنهاء الصفقة في أسرع وقت ممكن للتخلص من المشكلات التي سببتها الفيلا له، فحاولت الصحيفة التأكد من إنه الحكم المقصود كوفي كودجا عبر إتصال آخر من أحد محرريها ادعى إنه مغربي الجنسية يتصل بنفس رقمه لمحاورته عن لقاء مصر والجزائر، فأكد الشخص إنه ليس الحكم المقصود وأن اسم كوفي وكودجا مشهوران للغاية في بنين، مؤكداً لهم إنه يتلقى العديد من الاتصالات من قبل جزائريين يشتمونه ويسبونه على إنه كودجا.
وإلى هنا إنتهت القصة، التي تحاول الصحيفة استخدامها لإدانة كودجا، إلا إنها عليها العديد من المآخذ، منها الاسم العربي في البريد الإلكتروني الذي نسبته الصحيفة لمصر، وهو لا يمت لمصر والمصريين بصلة، كما أن المشكلات التي تسببت له فيها الفيلا ليست دليلاً على إنه الحكم المقصود، إذ يمكن لأي شخص أن يعاني من أحد أملاكه أو العقارات المملوكة له ويرغب في بيعها.
وإذا كان كودجا في الأساس يملك فيلا تساوي 4.5 مليون دولار، فلماذا يقبل برشاوى لتسيير نتيجة أي مباراة، وإذا كان قد حصل عليها بعد مباراة نصف النهائي أو لأجلها، فمن الذي يمنح حكماً فيلا فخمة كتلك لمجرد الإنتصار على الجزائر أو الفوز بكأس إفريقيا الذي يحمله منتخب مصر في نسختين متتاليتين قبل أنجولا، كما أن استخدام الحكم لاسمه في الإعلان يثير الكثير من الريبة، لأنه إذا كان كودجا بالفعل، فلماذا لم يكتف بالإعلان عن بيع فيلا ببورسعيد دون أن يذكر اسمه، ويدع ذلك إلى ما بعد التعرف على هوية المشتري حتى لا يثير الشبهات حال كانت الرواية صحيحة.
أما تشابه اسم الحكم ولقبه "كوفي كودجا" مع الشخص صاحب الإعلان فلا يمكن الرد عليه سوى بسؤال وحيد وهو كم شخصاً في مصر يدعى مثلاً "محمد محمود" .. والإجابة هناك ملايين، فلماذا لا يكون هناك اثنين فقط في بنين لهما نفس الاسم.