تستأنف نيابة الشئون المالية والتجارية تحقيقاتها في قضية تهريب المجوهرات الكبري بمطار الأقصر والتي تبلغ قيمتها 28 مليون جنيه حيث تستمع النيابة إلي أقوال مدير مباحث المطار الذي سوف يكشف عن مفاجآت جديدة في هذه القضية منها أن المضبوطات المهربة خرجت من دبي أولاً علي متن إحدي طائرات الخطوط الجوية الاماراتية متجهة إلي الكويت بصحبة أحد الركاب وأنه تم تنزيلها في مطار الكويت لتستقل طائرة مصر للطيران الرحلة 607 والتي وصلت مطار الأقصر فجراً حيث تم إنزال أمتعة الركاب منها ليتم تحويل نفس الطائرة إلي رحلة طيران دخلي من الأقصر إلي القاهرة لتحمل رقم رحلة 163 وبنفس طاقمها بعد حملت ركاباً جدداً وأمتعتهم ووصلت بهم إلي مطار القاهرة في نحو السابعة صباحاً.
كما يكشف رئيس مباحث المطار عن اتفاق أحد ركاب الطائرة القادمة من الكويت مع المتهم صابر سعدالله السيد الموظف الإداري بقسم التحميل بشركة مصر للطيران للخدمات الأرضية علي تقاضي 35 ألف جنيه مقابل نقل المضبوطات من مكان نزولها في صالة الوصول إلي صالة السفر للرحلات الداخلية ليتم شحنها علي الطائرة المتجهة إلي القاهرة دون المرور علي رجال التفتيش بمطار الأقصر وأنه سيتم توزيع هذا المبلغ علي عمال التحميل.
من ناحية أخري كشفت تحقيقات النيابة في هذه القضية التي تولاها المستشار العام أنه فور اكتشاف مشرف مهبط مطار الأقصر خالد فهيم الراوي قيام المتهمين كمال أبوالفضل عبدالرحيم وزكريا محمد أبوالحجاج ومحمد عربي داود بنقل شحنة الكراتين المضبوطة من مكانها بين أمتعة ركاب الطائرة القادمة من الكويت إلي مكان نقل امتعة ركاب الطائرة المتجهة إلي القاهرة بشكل غير قانوني سارع بإبلاغ رؤسائه بالمطار الذين قاموا بضبط هؤلاء العمال لمسئوليتهم المباشرة عن تحميل المضبوطات دون أن يعلموا حقيقتها.
كما كشفت التحقيقات أن المسئولين بالمطار قاموا بإعادة الكراتين إلي صالة السفر للرحلات الداخلية بمطار الأقصر وعرضها علي ركاب الطائرة المتجهة إلي القاهرة بغرض الوصول إلي صاحبها لكن جميعهم انكروا معرفتهم بها كما كشفت التحقيقات أن جميع الركاب لم يكونوا علي علم بمحتوياتها لأنها لا تخصهم باستثناء راكب واحد فقط هو صاحب الشحنة الحقيقي لكنه لم يفصح عن نفسه خشية القبض عليه خاصة وأنه يعلم محتويات الشحنة وإنها مهربة . وأن الطائرة غادرت مطار الأقصر لتصل إلي القاهر في رحلتها رقم 163 فجراً.
كما كشفت التحقيقات عن شخصية صاحب الكراتين التي جاءت معه من الكويت وتم تحديد اسمه وشخصيته وأنه قام بركوب الطائرة المتجهة إلي القاهرة وهي نفس الطائرة التي جاءت به من الكويت وأنه عاد إلي دبي مرة أخري علي طائرة الامارات التي غادرت مطار القاهرة في التاسعة صباحاً.
وقد اصدرت النيابة أمرا بضبطه واحضاره ووضعه علي قوائم ترقب الوصول.
كما كشفت التحقيقات أن المتهم صابر سعدالله السيد اثناء قيام المسئولين بمطار الأقصر بالتحقيق الإداري معه تلقي اتصالاً تليفونياً من المهرب صاحب الكراتين المضبوطة والذي كان يطمئن علي اتمام عملية التهريب لكن الموظف أخبره بأنه تم ضبط الكراتين وسأله عن محتوياتها وعما إذا كانت أجهزة تليفونات محمولة وريسيفرات أم أن محتوياتها تختلف عن ذلك فقال له صاحب الشحنة الهارب انه لا يستطيع أن يكشف له في الوقت الحالي عن حقيقة محتوياتها لكنه سوف يقوم بسداد الرسوم الجمركية عليها وتسوية الأمر مع رجال الجمارك.
كما كشفت تحقيقات النيابة أن الراكب صاحب الشحنة كتب بخط يده اسماً وهمياً علي الكراتين وهو الحاج محمد سليمان حتي يسهل لموظف التحميل معرفتها ونقلها ضمن الأمتعة المغادرة إلي مطار القاهرة كما أن صاحب هذا الاسم لم يكن موجوداً علي كشف ركاب الطائرة.
كما كشفت التحقيقات عن مفاجأة جديدة وهي أن النيابة تلقت خطاباً من أحد المحامين بالقاهرة يطلب السماح له بالتصالح مع الجمارك وسداد الرسوم الجمركية المستحقة مقابل عدم تحريك الدعوي الجنائية ضد موكله صاحب شحنة المجوهرات المضبوطة والذي ارسل له خطاباً من دبي يكلفه فيه بإنهاء الأمر وكلفه فيه بسداد الرسوم الجمركية نيابة عنه.
كما أن وزير المالية رفض طلب التصالح وأمر بتحريك الدعوي الجنائية عن جريمة التهرب الجمركي ضد جميع المتهمين الحاليين أو الذين سيتم الكشف عنهم مستقبلاً.