ـ أحببتك منذ أول نظرة سقطت عيناي عليك.. نصحوني الابتعاد لكن أَبَيت و قلت لابد و أن أتذوق حلاوة الحب مع من اخترتها بصدق..كنت أراك كل يوم..مرة في جريدة و أخرى في التلفاز.. يقولون لي أن لهم موعد مع محبوبتك هل تريد الذهاب معنا للقائها ..و بدون تردد أذهب معهم و أترك ورائي كل شيء... لتأخذي بعدها مني كل شيء..بدون أن تعطيني أي شيء ! ولم أستطع تركك..كان صمتك يُجنّني تارةً ويرد عقلي تارة أخرى..لم تكوني مخلصة معي و كنت اراك في كل مكان ..فكان حبك و تعلقي بكِ يزداد و يكبر...و أنت استمريت في تجاهلك لي.
في كل مرة ألمحك فيها أجري و راءك و أنت لستِ بمبالية..منهم من جعلته ملكا في دنياه..و منهم من أقبلت عليه حتى صرنا نلقبهم بالسّحرة لشدة ما أ ثروا فيك و جعلوك خادمتهم الأولى.. نحن لا نقل منهم حبا و تعلقا بك..و لسنا بخائنين لك...كلامنا أنفاسنا ذهابنا ايابنا..بل حتى طعامنا و شرابنا لا يُستهلك الا و انت حاضرة بخيالك بيننا..لا أُنكر أنك أعطيتني أول وردة بألمانيا و كم فرحت بها كثيرا..و بعدها ضربت لي موعدا في إثيوبيا ومنحتني قبلة ظلت عالقة بذهني ووجداني فكانت اغلى ما كسبت طيلة حياتي..فعاودتِ الهجران و الهروب و ظل حبك متغلغلا في احشاء ودادي..
ذهبت لمكسيكو و عندي جرح لم أستطع مداواته لأنه كان في عقر الدار و سببه أقرب جار ! فكانت المفاجأة هناك..أنسيتني كل آلامي و منحتني العطف و المودة التي افتقدتها منك..جعلتني عريسا ليس ككل العرسان و حملتني على أكتاف المجد بدون عنوان...لتعاودي الهجران و يشرع قلبي الذي ألِفك و ألِف هِباتك المرسومة على صفحات النسيان الانتظار و البحث عنك في كل الاوطان..التقيتك مرة أخرى في بلاد العم سام ففرحت و انتابني شعور جميل و انتظرت الوصال من محبوب انتظرته لثمانية أعوام..المفاجأة أنك تجاهلتني و لم تردي حتى السلام..صدمت لقسوتك و رجعت خائبا لموطني مرفقا بكدماتٍ و آلام.. و مع ذلك قلبي لم يفقد الأمل ..لأنه أقسم أن يظل خادما لك مهما تآكلت الأعوام...جئتني بعدها بأربعة أعوام و استدعيتني لبلاد الأنوار و الأحلام " فرنسا " ثقت فيك ككل مرة و فرحت لاستدعائك لي و قلت هنا المصالحة...لكن للخيانة الكلمة الفصل..فأبكيتني أكثر مما افرحتني....فتاوصل جرحك بدون شفقة و كأنك لم تستمتعي بعذاب قلبي من قبل...فوقفنا وقفة رجل واحد و توجهنا لتونس البلاد الخضراء..و كلنا أمل أن تعاودي الوصال رغم العذاب.. فذكرتنا بأول قبلة رسمتها في جبيننا..فظنينا أنها الثانية ستعطينا اياها بعد طول انتظار..لكن ككل مرة..جعلت الذكريات الخوالي رمزا..و الواقع مستحيل..فكان الجواب بالرفض...و منذ داك الحين و أنت تفعلين بنا ما تشائين..بل عانقتِ " غابونيا " بكل محبة أمام أعيننا و فضلته علينا ! قسوت علينا بكل ما تحمله الكلمة من معنى كأن لم تمر ذكريات جميلة بيننا..
و اليوم أخبرك أنني لم و لن أحب غيرك مهما فعلته بي..و مهماً خُنتني و لا يهم مع من..سأظل أحبك و أبقى على عهدي لك حتى نلتقي في مكان ما كما كان يحدث في السابق...فلا تتأخري أكثر من هذا..الذكريات التي أعيش عليها تقادمت و تآكلت فاعطفي أرجوك....
فمتى تفرحينني ؟؟
بقلميsimo86