وفق منطق إبراهيم الأبيض، تتحول المواجهات إلى سلوك يومي. ولكي يتغلب على صراع الضمير؛ يلجأ إلى حيل دفاعية نفسية لإقناع نفسه بأن ما ينتهجه هي الوسيلة الوحيدة كي يبقى على قيد الحياة.
منطق إبراهيم الأبيض انتقل من العشوائيات إلى الملاعب.. يتقمص الشخصية إبراهيم حسن بعنف.. يدعمه سجل حافل في السوابق الكروية.. ولم لا وهو المصري الوحيد الحاصل على أعلى إيقاف في تاريخ الكرة المصرية "6 سنوات"، بعد اعتدائه على حكم في الجزائر.
أثناء لعبه في الأهلي كان ضيفا دائما على أخبار التجاوزات.. تعددت مرات إيقافه.. مرة توجه بصحبة شقيقه إلى محسن صالح مدرب المنتخب واعتديا عليه؛ لأنه تجاوزهما في الاختيار.. وأوقف لمدة عام في الأهلي بعد اعتداءات على منافسين.. وسب الحكام.. أثناء عمله مديرا للكرة في فريق "المصري"، تم إيقافه أيضا من قبل اتحاد الكرة.
وخلال ما يقل عن عشرة أيام فقط، تعددت المواجهات ومعارك إبراهيم.. اشتبك مع محمد الشرقاوي صحفي بالمصري اليوم، لأنه انتقد نادي الزمالك.. ثم ختم محادثته مع مدحت شلبي ببرنامجه مساء الأنوار، بأن وصف الصحفي بأنه نكرة، وغير محترم.. ثم قال له في النهاية لو راجل تقابلني برة.. استاءت رابطة النقاد الرياضيين وطالبته بالاعتذار.. ولم يتغير شيء..
قبلها بأيام كان طرفا في معركة موازية مع علاء صادق.. لم تتسع لها صفحات الجرائد، ولا شاشات الفضائيات.. وبعدها بساعات دخل في اشتباك آخر مع أحمد حسن لاعب الأهلي، عندما ألمح إلى أنه يتعاطى المنشطات.. رد أحمد بقسوة وقال إنه كان كابتن منتخب مصر، وأحسن لاعب في بطولة أفريقيا منذ أشهر.. كما أنه هو وشقيقه بقيا في الملعب لسن الأربعين.. وهو لن يجد قوت يومه لو ترك الزمالك!! قال عنه إبراهيم إنه "عيّل"!
سبقت المعارك السابقة ومعركة كبرى مع شوبير بسبب أحداث الجزائر.. كان إبراهيم أحد أسباب الفتنة مع الجزائر.. سب الشعب بأكمله.. وبلغ جهله أن قال ذات مرة في برنامج خالد الغندور:"يروحوا يحرروا نفسهم الأول من الاحتلال"!!
الأسبوع الماضي كانت الأزمة الكبرى، عقب مباراة "اتحاد الشرطة" التي انتهت بالتعادل مع الزمالك.. نزل إبراهيم الملعب، واعتدى بالضرب على جهاز الشرطة وأسال دم محمد إبراهيم المدرب العام.. منعه اتحاد الكرة من نزول الملعب نهائيا.. خصوصا أنه موقوف، ولا يتقلد أي منصب يتيح له نزول الملعب.. دافع عن ثورته في الصحف، بأن قال إن المدرب العام للشرطة سب جماهير الزمالك.. ونزل هو للأخذ بالثأر!
قد يكون ذلك صحيحا، لكن شخصية إبراهيم الأبيض التي لا تؤمن بالقانون ولا بلجنة المسابقات، ولا بغيره تشدد على استرجاع- ما تعتبره حقا- باليد وبالعنف.
في حلقة "مساء الأنوار" بفضائية "مودرن" كان ضيفا البرنامج محمود معروف وحسن المستكاوي، وعقّب الثلاثة على العقوبات.. ناقشوا تصرف عدلي القيعي عضو لجنة الطوارئ الذي فضل عدم الذهاب للاجتماع لأنه محسوب على الأهلي.. ومن الممكن أن يفسر أحد العقوبات بشيء من الريبة، وأنها غير نزيهة.. اتصل القيعي ونفى عن نفسه تهمة الخوف، لكنه لم يذهب لاستشعاره الحرج كقاض وله مصلحة.
قال حسن المستكاوي إن هناك فوضى وعدم مراعاة للائحة.. وهنا صرخ معروف.. وقال إن اتحاد الكرة اضطهد الزمالك؛ لأن لاعب الكرة بالأهلي حسام عاشور سبق وكرر السلوك نفسه الذي أقدم عليه لاعب الزمالك حازم إمام، ولم يعاقب..(غير صحيح)، ثم انتهز الفرصة وسب أحد خصومه، وهو رئيس لجنة المسابقات السابق نايف عزت، وقال "إنه مغرض"، وإن عقوبة الزمالك سواء على لاعبيه حازم إمام، وعلاء علي، أو إبراهيم حسن، هي تصفية حسابات!
على الجانب الآخر، كان في التوقيت نفسه إبراهيم حجازي في برنامجه "دائرة الضوء".. يفند ما حدث.. ويدافع عن الحكم، وإن لام اتحاد الكرة على العقوبات المخففة.
نعود بشيء من الإيجاز.. السبب في الفوضى عاملان.. أولهما منطق إبراهيم الأبيض العشوائي (إبراهيم حسن نموذجا).. والثاني منطق الإعلامي المزايد على التعصب والاضطهاد (محمود معروف نموذجا).. ومع النموذجين تشتعل الأجواء وتسيل الدماء!