منذ بدء التاريخ والمنتخب المصري يحظى بقيمة فنية وأدبية رفيعة المستوى فقبل أن تأتي فكرة إقامة بطولة كأس الأمم الأفريقية في فترة الخمسينات كانت تلعب بطولات كأس العالم ويشارك فيها أعظم الفرق التي كانت لها الريادة في انتشار لعبة كرة القدم في أنحاء العالم .
ففي عام 1930 أقيمت أول كأس عالم في التاريخ بدولة أوروجواي بأمريكا اللاتينية وغابت أفريقيا عن المونديال الأول كما غابت جميع الدول العربية كذلك وفي المونديال الثاني بإيطاليا عام 1934 عندما قرر الاتحاد الدولي أن يكون لأفريقيا مكان بالمونديال كانت مصر هي الممثل الأول للعرب ولأفريقيا في التاريخ وشاركت بالمونديال الإيطالي ولعبت مباراة واحدة أمام المجر انتهت بنتيجة 4-2 لصالح المجر أحد أكبر وأعرق المنتخبات العالمية وقتها .
بعدها توترت الأحوال السياسية في جميع أنحاء العالم ثم توقفت بطولة كأس العالم بسبب الحروب العالمية وعندما عادت البطولة من جديد كانت مصر تعاني من أزماتها السياسية ولم يستطع المنتخب المصري مواصلة الريادة واللعب مع الكبار في كأس العالم .
إلا أنه رغم الظروف الحالكة والضحلة تمكن الفراعنة من الفوز بأول بطولتي لكأس الأمم الأفريقية عام 1957 و 1959 وبعد هذا الإنجاز ضعف النشاط الكروي في مصر بسبب المشاكل السياسية والمعاناة من الاحتلال ولم يتمكن المنتخب المصري من مواصلة المشوار في الوقت الذي نسى فيه جميع المصريون كل شيء من أجل تحرير أم الدنيا من أيدي الإحتلال .
وبعد مرور فترة السبعينات بتحرير الأراضي المصرية من كل المعتدين بدأت الرياضة المصرية في الإزدهار مجدداً وبدأ الجيل الجديد من المنتخب المصري من السير على درب من سبقهم وعادو بقوة في العقد الثامن من القرن الماضي .
وفي الوقت الذي كانت فيه دورة الألعاب الأوليمبية لا تقل على الإطلاق عن بطولة كأس العالم حيث أنها كانت تلعب بالفريق الأول وتضم أفضل منتخبات العالم تمكن المنتخب المصري من التأهل لأوليمبياد لوس أنجلوس عام 1984 بعد فوز الفراعنة على الجزائر باستاد القاهرة .
وبعدها بعامين استعادت مصر ذاكرة تنظيم البطولات ونظمت بطولة كأس الأمم الأفريقية الثالثة في تاريخها وشاء القدر أن تكون أيضاً هي البطولة الثالثة في تاريخ المنتخب المصري بعد تغلبه على منتخب الكاميروني العملاق في النهائي بركلات الترجيح .
وفي نهاية حقبة الثمانينات وتحديداً عام 1989 تمكن منتخب مصر من العودة من أوسع الأبواب إلى بطولة كأس العالم بعد تغلبه على الجزائر بهدف حسام حسن لتشهد إيطاليا عام 1990 تنظيمها لبطولة كأس العالم للمرة الثانية في تاريخها وأيضاً تأهل الفراعنة للمرة الثانية في تاريخهم .
وفي نهاية القرن العشرين كان المنتخب المصري يملك منتخباً عملاقاً يضم العديد من النجوم اللامعة خاصة في عام 1998 عندما استطاع منتخب مصر الحصول على بطولة كأس الأمم الأفريقية الرابعة في تاريخه بعد تغلبه في المباراة النهائية على جنوب أفريقيا بهدفين نظيفين .
وفي بداية القرن الجديد مر المنتخب المصري بفترة صعبة فخرج من بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 2000 من الدور الثاني وكذلك في بطولة 2002 بينما خرج من الدور الأول في بطولة 2004 لتحدث بعدها الانتفاضة ويأتي واحد من أفضل أجيال المنتخب المصري على مدار تاريخه ويستعيد كبرياء الفراعنة من جديد .
وكانت أول إنجازات الجيل الأحدث للفراعنة هو الفوز ببطولة كأس الأمم الأفريقية 2006 والتي نظمتها مصر واحتضنت عدد كبير من أفضل اللاعبين الأفارقة على مستوى العالم .
الجيل الجديد للمنتخب المصري تمكن من الفوز بأصعب بطولة كأس أمم أفريقية في التاريخ كما تقول الأرقام بعد أن سحق كل منافسيه في بطولة غانا عام 2008 ليضرب بيد من حديد كل من اعترضه في طريقه للدفاع عن لقبه ويحصد سادس لقب في تاريخه ليحقق بذلك رقماً قياسياً حيث أن أقرب منافسيه من الأفارقة يحصلون على أربع ألقاب فقط وهما الكاميرون وغانا وأقرب منافسيه من الدول العربية يحصلون على بطولة وحيدة فقط وهم المغرب وتونس والسودان و الجزائر .
بعدها انطلق الفراعنة نحو العالمية وشاركو ببطولة كأس العالم للقارات بجنوب أفريقيا عام 2009 وقدم منتخب مصر عروضاً في منتهى القوة وقدم أفضل مباراة في البطولة ضد المنتخب البرازيلي وانتهت بفوز السامبا بأربعة أهداف مقابل ثلاثة للفراعنة .
وفاز منتخب مصر بطل أبطال أفريقيا على منتخب إيطاليا بطل العالم أربع مرات بهدف نظيف لتتحدث عنه جميع وكالات الأنباء في العالم وترشحه لتهديد عرش كبار الكرة العالمية .
ومن خلال السرد المختصر لمسيرة المنتخب المصري الناجحة التي اقتربت من المائة عام وإن رصدناها تفصيلاً فإنها قد تمتد لسبعة ألاف سنة لأن أسطورة المنتخب المصري لا تنتهي أبداً فإنه سوف نجد أن الفريق المصري على مدار أجياله فريق بطل لايهاب أحد ويخشاه جميع المنافسين مهما اختلفت جنسياتهم .
ومهما تحدثنا عن المنتخب الفرعوني كما يلقب أقدم أجيال الفريق المصري أو منتخب الساجدين كما يلقب أحدث أجياله فإننا لن نوفيه حقه ولن يكفيه جبال من الكلمات أو تلال من المديح ولكن يمكننا في النهاية أن نقول أن منتخب مصر عبر أجياله يمكن أن يكون هو التعريف الحقيقي لكلمة أسطورة .
أبرز اللاعبين في تاريخ منتخب مصر
محمود الخطيب
هناك لاعبون يمكننا أن نطلق عليهم أنهم رمز الكرة في بلادهم تماماً كما نقول على مارادونا بالأرجنتين وبيليه بالبرازيل يمكننا أن نقول أن مصر بها محمود الخطيب اللاعب المصري الوحيد الذي حصل على جائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في أفريقيا , فالخطيب حسم للفراعنة العديد من المباريات بأهدافه الرائعة والنادرة الجمال ليأخذ مكانة خاصة في قلوب كل عشاق الكرة المصرية والأفريقية .
طاهر أبو زيد
مارادونا النيل كما لقبه النقاد الرياضيون صاحب واحد من أهم الأهداف في تاريخ المنتخب المصري ليس فقط لأنه في بطولة الأمم الأفريقية عام 1986 ونقل مصر إلى المراحل النهائية ولكن لأنه في مرمى المغرب وهو الفوز الأخير للفراعنة على منتخب المغرب , كما يعد مارادونا النيل أحد أبرز من لعبو بقدمهم اليسرى في تاريخ مصر وما أندرهم .
مجدي عبدالغني
البلدوزر قام بتسجيل واحد من أغلى أهداف مصر على الإطلاق حيث كان له شرف تسجيل هدف التعادل من ضربة جزاء في مرمى هولندا في بطولة كأس العالم 1990 فضلاً عن أدائه المميز مع المنتخب المصري وتسديداته القوية التي حسمت العديد من المباريات الهامة .
أحمد شوبير
الحارس أحمد عبد العزيز شوبير يصنف ضمن أفضل حراس المرمى في تاريخ مصر على الإطلاق بصحبة إكرامي والبطل والحضري فشوبير هو الحارس المصري الوحيد في التاريخ الحديث الذي ساهم في تأهل مصر لكأس العالم ومثل المنتخب المصري في بطولة كأس العالم 90 بإيطاليا وتألق في مباراة هولندا التاريخية في أولى مباريات الفراعنة بالبطولة .
هاني رمزي
أفضل محترف في تاريخ مصر فهو قضى ما يقرب من العقد من الزمان محترفاً بالبوندزليجا الألمانية وشارك مع المنتخب المصري في بطولة كأس العالم 1990 وتوج ببطولة كأس الأمم الأفريقية 1998 وكان صمام الأمان للفراعنة حيث أن مدرب الفراعنة محمود الجوهري كان يعتبره الحارس الثاني في المنتخب المصري أمام شوبير ونادر السيد .
حازم إمام
الثعلب الصغير ذو العقل الكبير يمكننا أن نقول أنه من ضمن "أحرف " اللاعبين في تاريخ المنتخب المصري حيث أن كان يمتلك قدرة غير عادية على مراوغة الخصوم والمرور من أي مدافع يلقيه القدر في طريقه , حازم إمام ماركة مسجلة في تاريخ المنتخب المصري فهو استطاع أن يقدم عروضاً رائعة في بطولة كأس القارات 99 كما أنه صنع عدد لابأس به من الأهداف في بطولة الأمم الأفريقية 1998 وسدد ركلة الجزاء الأخيرة في دور الثمانية بالبطولة ضد كوت ديفوار ليُأهل الفراعنة إلى نصف النهائي , فضلاً عن حسمه للعديد من المباريات بفضل أهدافه الحاسمة والساحرة والتي كان أخرها في مرمى تونس ببطولة الأمم الأفريقية مالي 2002 عندما أحرز هدف الفوز ببراعة الثعلب المعتادة .
محمد أبو تريكة
منذ أن أعلن محمود الخطيب اعتزاله لم يأتي إلى مصر لاعب من نفس الفصيلة على الرغم من أن المنتخب المصري دائماً غني بنجومه الكبار إلا أن هناك نوعية من اللاعبين يمكننا أن نطلق عليهم رمز الكرة في مصر من ضمنهم في هذه الفترة اللاعب محمد محمد أبوتريكة الذي لمع في سماء الكرة المصرية والأفريقية مؤخراً ولكن إنجازاته كانت عديدة فهو صاحب ركلة الجزاء الأخيرة في مرمى كوت ديفوار ببطولة الأمم الأفريقية 2006 غير أنه سجل هدفين في منتهى الأهمية خلال البطولة سهلت من مهمة الفراعنة , وسجل أبو تريكة في بطولة 2008 أربعة أهداف رائعة من ضمنها هدف المباراة النهائية التي أعطت مصر التتويج السادس في تاريخها , ليكمل أبوتريكة مسيرة الخطيب ويصبح حديث العالم نظراً لخلقه وندرة موهبته وابتسامته الشهيرة التي أطلقت عليه بسببها وكالات الأنباء العالمية لقب "القاتل الضاحك" .
حسام حسن
حسام حسن العميد, عاشق الشباك , هداف بالفطرة , القناص , أفضل مهاجم في تاريخ مصر , كل هذه الألقاب قليلة على الفتى المصري المغامر الذي يلقب بحسام حسن إنه أفضل من أنجبت مصر على الإطلاق في مركز المهاجم الهداف فالعميد سجل مع منتخب بلاده .... هدف وكان أغلاها هدف في مرمى الجزائر عام 1989 أهل الفراعنة للمونديال وسبعة أهداف في بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 1998 منحت مصر لقبها الرابع وهدفه بمرمى السعودية الرائع من ضربة مزدوجة ساحرة , عاشق الشباك هو الهداف الأول في تاريخ المنتخب المصري بلا منازع .
إبراهيم حسن
منذ أن أعلن إعتزاله لكرة القدم لم يأتي لاعب ظهير أيمن حر مثله فيمكننا أن نصنف إبراهيم حسن بأنه أحد أفضل من شغلو الجبهة اليمنى في تاريخ المنتخب المصري على الإطلاق نظراً لقوته وصلابته الدفاعية وجرأته الهجومية الرائعة فضلاً عن تمريراته العرضية التي ليس لها مثيل والتي كانت مفتاح السر لتوأمه حسام حسن لتسجيل العديد من الأهداف .
عصام الحضري
الحضري أفضل حارس مرمى في تاريخ مصر بشهادة كبار النقاد فهو الحارس المصري الذي يهابه كل فرق أفريقيا هو عملاق الكرة الأفريقية الحديث وأفضل حراس أفريقيا عبر تاريخها , ساهم في فوز مصر في العديد من المباريات الكبيرة التي لا تحصى ولا تعد ولكن أهمها الفوز على أبطال العالم إيطاليا في بطولة القارات وتصدياته الرائعة التي حافظت لمصر على فوزها , وتصدياته في بطولتي الأمم الأفريقية 2006 و2008 التي كان لها عامل السحر في تتويج مصر بلقبيها السادس والرابع , فإذا وضعنا منتخب مصر منذ فجر التاريخ وحتى الأن فبمنتهى البساطة سيكون عصام الحضري هو الحارس الأساسي .
أبرز من دربوا منتخب مصر
محمود الجوهري
الجوهري اسم مثل الجوهرة فهو أحد أشهر المدربين في تاريخ كرة القدم المصرية والعربية فهو اللاعب المصري والمدرب المصري الوحيد الذي فاز ببطولة الأمم الأفريقية لاعباً ومدرباً حيث فاز باللقب كلاعب عام 1959 وكمدرب في عام 1998 , كما استطاع الوصول بمصر إلى نهائيات كأس العالم عام 1990 بإيطاليا للمرة الثانية في تاريخها , والفوز بالميدالية الذهبية بدورة الألعاب العربية عام 1992 بسوريا .
حسن شحاته
تولى شحاته تدريب منتخب مصر خلفاً للمدرب الإيطالي ماركو تارديللي عام 2005 بشكل مؤقت ولكن نجاحه في قيادة منتخب الفراعنة جعله كفئاً ليستمر في قيادة منتخب مصر ببطولة كأس الأمم الأفريقية 2006 وتمكن أن يفوز بلقب البطولة الأفريقية ومن ثم يحصد الميدالية الذهبية بدورة الألعاب العربية بمصر عام 2007 قبل أن يفوز ببطولة الأمم الأفريقية 2008 بغانا .
إنجازات وبطولات المنتخب المصري
التأهل لكأس العالم عام 1934 بإيطاليا
التأهل لكأس العالم عام 1990 بإيطاليا
التأهل لأوليمباد لوس أنجلوس عام 1984
بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 1957
بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 1959
بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 1986
بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 1998
بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 2006
بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 2008
الميدالية الذهبية بالبطولة العربية عام 2007 بمصر
الميدالية الذهبية بالبطولة العربية عام 1992 بسوريا
التأهل لبطولة كأس العالم للقارات عام 1999 بالمكسيك
التأهل لبطولة كأس العالم للقارات 2009 بجنوب أفريقيا
بطولة كاس الامم الافريقية 2010
أهم ألقاب منتخب مصر
منتخب الفراعنة
منتخب الساجدين
تماسيح النيل
لحظات تاريخية
لحظة تأهل مصر لبطولة كأس العالم 1934 بإيطاليا للمرة الأولى في تاريخ المنتخبات العربية والأفريقية وفي ثاني بطولة لكأس العالم ليسبق الفراعنة العديد من المنتخبات العالمية الكبيرة في التأهل وعلى رأسها إنجلترا .
تسجيل طاهر أبو زيد هدف الفوز على المغرب في بطولة الأمم الأفريقية عام 1986 من ضربة حرة مباشرة على حدود منطقة الجزاء ليضمن لمصر مواصلة المشوار وتخطي المغرب .
17 نوفمبر 1989فى استاد القاهرة عصرا عندما سجل حسام حسن
اغلى اهداف حياتة فى مرمى الجرائر وهو الهدف الذى ادى الى عبور
مصر لمونديال ايطاليا 1990 للمرة الثانية فى تاريخها
هدف مجدي عبدالغني التاريخي في مرمى هولندا ببطولة كأس العالم عام 1990 بإيطاليا ليحرز وقتها تعادل تاريخي للفراعنة مع الطواحين الهولندية .
تسجيل محمد أبو تريكة ركلة الجزاء الأخيرة في مرمى كوت ديفوار ببطولة كأس الأمم الأفريقية 2006 ليعلن فوز مصر بالبطولة للمرة الخامسة في تاريخها .
مراوغة زيدان لمدافع الكاميرون في بطولة كأس الأمم الأفريقية 2008 وتمرير الكرة لأبوتريكة ليمررها إلى الشباك ويعلن تتويج مصر للمرة السادسة بلقب الأميرة الأفريقية .
تسجيل هدفين في مرمى منتخب البرازيل الذي لا يقهر في أقل من دقيقة ببطولة العالم للقارات عام 2009 بجنوب أفريقيا .
الفوز على إيطاليا في بطولة كأس العالم للقارات عام 2009 بجنوب أفريقيا بهدف نظيف في الوقت التي كانت فيه إيطاليا بطلة كأس العالم .