بركان آيسلندا لا يهدد فقط القارة العجوز بل يهدد نهائيات كأس العام في جنوب أفريقيا
طرح بركان ايسلندا مخاوف جمة حول مصير بطولة نهائيات كأس العالم التي تستضيفها جنوب افريقيا الصيف المقبل، خصوصاً مع استمرار الانفجارات المتتالية التي يشهدها البركان، وصدور تحذيرات متتالية من ان سحابة الرماد البركاني قد تستمر اسابيع عديدة او حتى اشهراً.
وكان بركان الكتلة الجليدية يوجافجالاجوكول في جنوب ايسلندا قد سبب شللاً في كاملاً في المطارات الأوربية هو الاول من نوعه في تاريخ القارة الحديث، وتسبب في حالة من الفوضى مع عدم قدرة العاملين من العودة الى إعمالهم، وعجز الفرق الرياضية والرياضيين الاوربيين من الانتقال بين دول القارة، وهو الامر الذي قد يمنع نحو 15 دولة اوروبية يفترض مشاركتها في النهائيات من الاستعداد له، وربما الوصول الى جنوب افريقيا للمشاركة فيه.
وازداد التشاؤم في "القارة العجوز" مع تصريح صدر للدكتور فريستين سيغيمانسون، وهو احد الخبراء المرموقين في تخصص البراكين قال فيه ان الاحتباس الحراري خلال السنوات الماضية قد يؤدي الى تبعات اكبر لبركان ايسلندا، قد تكون ما تشهده اوروبا حالياً الآن معه عبارة عن بداية اللأزمة.
وقال خبراء في البراكين إن الكبير وتسبب البركان الحالي في انصهار الصخور المحيطة به قد يتسبب في الايام القادمة في زيادة فتحة البركان تدريجياً، وب زيادة كثافة وكمية سحابة الرماد البركاني الناتجة عنه.
وكان سيغيمانسون قد حذر في دراسة له عام 2008 من عودة بركان ايسلندا قريباً بعد الظهور الاول له منذ عام 1821 وذلك بسبب الاحتباس الحراري وتراجع مساحة الثلج في القطب الشمالي والمناطق الجبلية المجاورة لها.
بطولات توشك على الانتهاء
هذا وتقترب اغلب البطولات الأوربية المحلية والقارية من نهايتها مع منتصف الشهر القادم، من اجل السماح للمنتخبات الأوروبية للتجمع والاستعداد لنهائيات كأس العالم، وهو ما اضطر الاتحاد الاوروبي لكرة القدم لاصدار بيان يؤكد فيه ان مباريات الدور نصف النهائي من بطولة دوري ابطال اوروبا ستجري في نفس موعدها دون اية تغييرات.
وقد اعلن فريقا برشلونة الإسباني وليون الفرنسي انهما اتخذا جميع الاحتياطيات اللازمة للانتقال الى إيطاليا والمانيا على التوالي لخوص مباراتهما في مرحلة الذهاب من هذه البطولة، فيما اعلن الاتحاد الأوروبي بأن مصير بطولة دوري أوروبا (كأس الاتحاد الأوروبي سابقاً) يبقى مجهولاً وسيتم اعلان المزيد عن ذلك في وقت لاحق.
ويخشى الاتحاد الأوروبي من اي تأجيلات تتسبب في مد نهاية البطولة الرئيسية في "القارة العجوز" من تاريخها الحالي في الثاني والعشرين من أيار (مايو) إلى ما بعد ذلك، وهو ما قد يؤثر على المواعيد المحددة للمباريات الودية التي تخوضها المنتخبات الأوربية مع منتخبات دولية أخرى.
وقد أجبر البركان الأندية الأوربية الانتقال بالحافلات بين المدن الأوربية وهو ما اسفر إلى ان تكون رحلة الانتقال اطول من الانتقال السابق بالطائرة والذي قد يصل الى نحو ساعة في الحالات العادية.
عوامل التخوف
ويقول مراقبون ان البركان سيجبر المنتخبات الاوربية على الاستعداد بعيداً عن اراضيها وهو ما يحملها تكلفة اضافية لم تكن قد حسبت لها حساباً، كما ان اهتمام سكان "القارة العجوز" بالسحابة الدخانية وتأثيرها على حياتهم قد يسبب تراجع الاهتمام بنهائيات كأس العالم وب عائدات البطولة على الدولة المضيفة والاتحاد الدولي لكرة القدم.
وكانت الحالة الوحيدة التي تسببت في تأجيل المونديال قد جاءت بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939، وهو ما قد اجبر معه الاتحاد الدولي تأجيل البطولة مرتين عامي 1942 و 1944.
ورغم احتلال المانيا للنمسا قبل انطلاق الحرب الا ان هذا لم يجبر الاتحاد الدولي على الغاء بطولته التي كانت مقررة في فرنسا عام 1938، بل قامت المانيا بضم لاعبي منتخب النمسا (المتأهل الى النهائيات) الى صفوفه ليشارك به في البطولة، وقرر الفيفا اشراك منتخب البلد المضيف (فرنسا) مباشرة في النهائيات من اجل ضمان الحصول على عائدات ضخمة، وهي العائدات التي ستجعله المتضرر الاول من بركان ايسلندا الحالي في حال استمراره لاسابيع اضافية.
يذكر ان اقدم بركان حي على الارض هو بركان (سترومبولي) الموجود على البحر الابيض المتوسط في إيطاليا، والذي مازال يرسل سحابته المكونة من الرماد منذ نحو الفي عام حتى الان ويسمى بـ "شعلة البحر المتوسط".