بسم الله الرحمن الرحيم
تحية طيبه للجميع,,,
كثيرا هم الذين يبحثون بين المنتديات ومواقع الانترنت عن طرق ومعلومات تفيدهم في تنفيذ مختلف الأعمال الإعلامية كالأفلام الوثائقية او الدراميه او حتى مقاطع شخصية او افلام قصيرة واحببت ان اضع هذا الموضوع لتعم الفائدة للجميع...كما لا يخفى على الجميع أن الصناعة الفيلمية السينمائية والتلفزيونية في الخليج العربي لا تزال في بداياتها...وفي الحقيقة فانه لا توجد صناعة حقيقية وملموسة ومتفاعلة مع المجتمع والناس...فلذلك تجد طالب المعلومة او الخدمة يجد في البحث عن مبتغاه دون الوصول الى نتيجة تذكر...طبعا هذا الوضع يختلف لو نظرنا الى الوطن العربي الذي يزخر بالابداعات والقدرات في كافة مجالات الانتاج الفني من الانتاج وحتى التوزيع...فبلاد الشام وفلسطين المباركة والعراق ومصر والمغرب العربي كلها دول تعتبر متقدمة جدا بالنسبة للخليج العربي من الناحية الفنية التقنية والأهم انها متقدمة من الناحية الفكرية واقصد بذلك القدرة على استيعاب الواقع واخراجه للمشاهد من خلال رؤيتهم وفي الحقيقة فان الخليج العربي بشكل عام كان يهرول في مكانه خلال الاعوام السابقة باتجاه بناء قاعدة لتجارة وتوزيع الاعمال الاعلامية وليس في تاسيس صناعة اعلامية او فيلمية...والآن لعل من المهم ان ندرك ان نهضة الصناعة الفيلمية السينمائية او التلفزيونية بشتى انواعها قد اصبح وشيكا في الخليج العربي...شئنا ام ابينا...خاصة وان عرفنا بان بعضا من عواصم المال في الخليج قد بدأت في تنفيذ اجندتها الخاصة لتأسيس صناعة سينمائية منافسة عالميا وذلك بالتعاقد مع كبريات شركات الانتاج الامريكية للبدء في افتتاح استوديوهاتها بالاضافة الى افتتاح الاكاديميات السينمائية ورصد ميزانيات ضخمة لإنتاج عدة اعمال سينمائية في السنوات القادمة وانا اتحدث هنا عن مدينة ابوظبي التي يخطط لها القائمين عليها بان تكون عاصمة الصناعة السينمائية في المنطقة والتي اطلقت مهرجان الشرق الاوسط للسينما وافتتحت مؤخرا فرعا عن أكاديمية نيويورك للسينما... ولا ننسى ان كل ذلك يتم بالتعاون مع جارتها العملاقة دبي التي تحتضن مهرجان دبي السينمائي والذي اصبح من افضل المهرجانات السينمائية في الشرق الاوسط خلال فترة وجيزة وتحتضن كذلك بعضا من استوديوهات شركات الصناعة السينمائية الأمريكية والهندية.
طبعا كل ذلك يحدث بعيدا عن اهتمام شباب الخليج الذي فقدوا عقولهم امام تقنية الجوال والبلوتوث البسيطة واصبح هم الواحد منهم ان يقوم بتنزيل عدد من البرامج ليساعده على تنفيذ طموحاته في تنفيذ فقرة ينشرها بالبلوتوث وانتظار ردود الافعال...في حين ان الجزء الاخر منهم والذي يعتبر اكثر تعقلا يتجه وبشكل ممل الى احتراف برامج المونتاج والهندسة الصوتية او الجرافيك والانميشن ويظنون بان مايقومون به هو من صميم اعمال الاخراج وسيصلهم في المستقبل القريب الى مايصبون اليه!!!....وفي الحقيقة فان كلا النوعين سيصطدم بالواقع عند محاولته الانتقال الى الخطوة الثانية وهي ترجمة افكاره او اعماله الى اعمال قابلة للمشاهدة والنقد والتحليل وقابلة للمشاركة في مختلف الفعاليات الاعلامية والمهرجانات.
نعم ان كلا الطريقين جيد كبداية لكل راغب بداية ولكن ماهي الخطوة الثانية؟...هذا سؤال يحتاج الى اجابة من كل منا فخطوتي الثانية ليست بالضرورة ان تكون هي نفسها خطوتك الثانية...فرجل سيقول سأشارك في برنامج ستار اكاديمي كخطوة ثانية في بناء مستقبلي الاحترافي!!!!!...وآخر سيقول ساعمل في شركة انتاج فني او قناة فضائية حتى اجد في نفسي القدرة على المنافسة وآخر قد يحاول ان ينتج اعماله بنفسه ويبيعها او يشارك بها...وآخر سيتجه للدراسة...الخطوة الثانية تختلف من شخص لآخر ولكن من المهم بان تكون هناك خطوة ثانية وان لا نترك المجال مفتوحا لإتجاهات فكرية دخيلة علينا وغريبة عن هويتنا للتفرد بالعمل واحتلال مراكز الصدارة في الصناعة الفيلمية القادمة رغما عنا...بل ان من واجب كل واحد منا كهواه او محترفين ان يطور نفسه وان لا ينتقل الى الخطوة الثانية بل يقفز اليها قفزا ومنها الى خطوات اخرى ليكون جاهزا ليتخذ مكانه في هذا المجال الرحب وان لا نتركه لمخربي العقول والاخلاق في حين اننا نشغل انفسنا بقضايا اخرى كشرعية افتتاح دور سينما في السعودية أو شرعية التعامل مع الممثلات واخرون يفكرون لما هو ابعد من ذلك بان يسأل سائل فيقول هل كتابة السيناريو واختلاق القصص حرام ام حلال!!!....في حين ان دور العرض ستفتح شئنا ام ابينا وسيعرض فيها مايعرض في غيرها شئنا ام ابينا.
لقد فهم القائمون على الصناعة القادمة بان العائق الكبير امامها لتنهض هذه الصناعة ليس قلة عدد المونيتيرز او مصممي الجرافيك!!!... وانما علموا ان قلة عدد صانعي الافلام هو العائق الأكبر والأهم واقصد هنا كتبة السيناريو والمخرجين ويأتي من بعده قلة عدد الممثلين...لذلك تعددت التخصصات التي تقدمها فروع نيويورك فيلم اكاديمي في جميع انحاء العالم واقتصرت على تقديم دورتين قصيرتين مكثفتين في فرع ابوظبي هما دورة صناعة الافلام ودورة التمثيل.
يجب ان نتحرر من قيودنا التي تلجمنا عن المنافسه المدنية المجتمعية وان نبدأ في ممارسة افكارنا وفرضها على ارض العمل...كيف؟...برفع مستوى حرفيتنا الفكرية والفنية التي ستوجب على غيرنا احترامنا والاحتياج الينا وب سيكون لنا مكانا نفرض من خلاله شخصيتنا وهويتنا...يجب ان نبدأ في الاقبال على كتابة اعمالنا بانفسنا وان نتعلم اساسيات كتابة السيناريو والذي يعتبر العماد الاول في هذه الصناعة وان ننتقل الى الفهم الصحيح لعمل المخرج الحقيقي ولا ننسى أن نتقبل غيرنا كما هو في محاولة للتعايش والتفاهم وب القدرة على التواصل معه بشكل اكثر فعالية ليكون لصوتنا صدى ولأعمالنا محبون.
شكرا