وأن سيدنا الأعظم قانون السوق يجد والذي يجد دائما من يلقي فيه قصائد شعر يوما من بعد يوم, بالرغم من الكوارث التي يحياها العالم من جراء نزقه ووحشيته, ويعد الفن والثقافة هما أول ضحايا مولانا قانون السوق, والمصيبة الأكبر تكمن في أن الجهات الثقافية الرسمية والتي تحولت الي أن تصبح جهات رسمية أكثر منها ثقافية تدير الثقافة بمنطق السوق هي الأخري, وهو مايجعلنا نهتم بثقافة الغرب المانح السخي في التمويل أما ثقافة الفقير في الوطن العربي وأفريقيا وأمريكا اللاتينية فلا اهتمام بها إلا عندما تكون(هناك أوامر) أو وفقا لجدول التبادل الثقافي الذي يقوم به موظفون يسعون فقط لتنفيذ اتفاقيات تم التوصل اليها, لتكون النتيجة نشاطا سريا يحضر معظمة( أن حضر) الموظفون وعلائلاتهم,وتلك هي ثقافة البيروقراطية التي يعرفها الجميع, حيث يقوم غير المؤهل بتنظيم مالا يعرف عنه شيئا, وتملأ المضابط ويصبح كله تمام. ووفقا للمثل القائل بدلا من أن تسب الظلام من الأفضل أن تضيء شمعة, نرصد اليوم حياة الممثل الافريقي الشهر في عالم السينما العالمية سوتيجي كوياتيه الذي وافته المنية هذا الشهر ولد كوياتيه في باماكو في مالي عام1936, ثم نزحت عائلته الي بوركينا فاسو لينشأ علي أرضها ضمن عائلة من الحكائين وهم أصحاب الثقافة الشفوية الذين تعقد لهم الجلسات ليحكوا علي الناس تاريخهم وتاريخ جدودهم, امتهن كوياتيه العديد من المهن قبل التمثيل سواء كانت تتعلق بالفن كالموسيقي حيث كان عازفا للآلات الموسيقية الأفريقية, بل أنه كان لاعب كرة محترفا وكابتن منتخب بوركينا فاسو حتي عام1966, مارس عمله كمدرس حتي عرض عليه القيام بدور في احدي المسرحيات التي كانت تقدم في باماكوا في ذلك الوقت ويقدم أول دور له في السينما الأفريقية عام1968 من خلال فيلم( حماية المحاصيل) من إخراج جان دافيد, شهرته الفعلية جاءت من بعد أن اختاره المخرج الإنجليزي بيتر بروك عام1982 ليلعب دورا في مسرحية( مهابهاراتا) في عام1973 قدم فيلم( تولا) من إخراج مصطفي ديوب من بنين, ليقدم معه فيلما أخر عام1983 لمعت وذاعت شهرته من بعد تمثيله في مسرحية بيتر بروك وبدأت السينما الفرنسية تطلبة للتمثيل بها, ليقدم العديد من الأدوار الصغيرة مع الفرنسيتوماس جيلو عام1985 من خلال فيلم( بلاك ميك ماك) ومع الإيطالي العظيم ماركو فيريري في( هل يوجد أبيض طيب) عام1987, والمايسترو وبرناردو بيرتولوتشي عام1989 في فيلم( شاي في الصحراء) في عام1992 قدم مع الفرنسي سيريل كولار( الليوني) بعد عامين يقدم الفيلم الكوميدي الشهير( سقط من السماء) من إخراج فيليب ليوريه,وفيلم( سيد الأفيال) عام1995 مع المخرج باتيرك جراند بيريه. نال أول دور بطولة له فيلم( كيتاـ أرث الحكاء) من إخراج ابنه داني كيوياته في عام1999, عن أكبر حكاء في أفريقيا ـ الشيخ عمر سيسكو, ليقدم معه أيضا فيلم أخر عام2001 في فيلم بعنوان( سفر التكوين) مع الفرنسي رشيد بوشراب كان فيلمه( السنغال الصغيرة) في2002 ليقدم دور البطولة مرة أخري مع ابنه( داني كيوياته) في نفس العام مع فيلم سيا اختاره المخرج الإنجليزي الشهير ستيفن فيراس عام2003 ليلعب دورا في فيلمه( أشياء صغيرة قذرة) فاز سوتيجي كوياتيه بالدب الفضي عن دوره في فيلم( لندن ريفير) من إخراج راشيد بوشراب عام2009 ليصبح أول أفريقي يفوز بتلك الجائزة تحية لروح هذه الموهبة الأفريقية أبن قارتنا السمراء التي لانعرف عن السينما فيها شيئا. |