هزت جريمة قتل على خلفية الشرف أرجاء سوريا، بعد أن تسرع الأب في قتل ابنته لشكه في سلوكها وتردد شائعات عن تفريطها في عرضها، إلا أن تقرير الطب الشرعي اثبت براءة الفتاة من هذه التهمة وأنها ماتت وهي محتفظة بعذريتها.وقد تناولت وسائل الإعلام السورية هذه الحادثة البشعة وراحت تسرد القصة من بدايتها قائلة: عانت كثيراً من اضطهاد والدها ما دفعها للهروب من منزل أهلها بحثاً عن الحرية فكانت النتيجة أن قتلت على يد والدها بحجة غسل العار.وفي تفاصيل القصة يؤكد المقربون من "ر" أن معاناتها مع الاضطهاد كانت طويلة جداً فبدأت بإجبارها على ترك التعليم مروراً بالمعاملة السيئة، إضافةً للأذى الجسدي الناتج عن الضرب المبرح لها ولأخواتها ما دفعها للتفكير جدياً بالهرب من منزل أهلها.ومع اشتداد اضطهاد الأب نفذت ما كانت تفكر به ظناً منها بأنها قد تخلصت من الظلم إلى الأبد، وبمرور عدة أيام عن إبلاغ الأب عن اختفاء ابنته عثرت الشرطة على الفتاة فقامت بإعادتها إلى أهلها مؤكدةً بأن الفتاة "عذراء"، وهو ما أكده تقرير الطبابة الشرعية.الأب قرر قتل ابنته "غسلاً لعاره" كما وصفه ملقياً بالتهمة على ابنه الذي لم يتجاوز 13 عاماً، وبعدها قام بغمس يده بدماء ابنته و طبعها على مدخل بيته إعلانا بأنه قد غسل عاره!وبما أن الطفل لم يبلغ سن الرشد عوقب بالسجن لمدة ستة أشهر، أما "الأب" فقد تابع حياته وكأن شيئاً لم يكن! ليسدل الستار عن واحدة من الجرائم التي اعتدنا أن تكون الضحية فيها واحدة دائماً "الفتاة".وعن ظاهرة جرائم الشرف كظاهرة اجتماعية يؤكد "محمد العبد الله" أستاذ علم الاجتماع بجامعة دمشق بأنها ليست في مجتمعنا وحسب بل وجدت عند اليونانيين والصينيين والعديد من المجتمعات الأخرى، غير أنّ الكثير منها تمكن من القضاء عليها فيما بعد.وبفعل وجود عدة عوامل يفسر "العبد الله" فشل مجتمعنا في القضاء على هذه الظاهرة و من أهمها "الفقر، التعصب، أو فقدان أحد الوالدين"، مشيراً إلى أن التخلص منها يجب أن يكون بتظافر جهود المجتمع كاملاً والا فأن جرائم عدة سيتم ارتكابها تحت غطاء الشرف للإدراك بان العقاب سيكون مخففاً.
|