الحصول علي اللقب 35 إنجاز تاريخي يحتاج علي لربع قرن لتحطيمه
الاهلي يؤجل الاحتفال بالفوز بالدوري إلي ما بعد المباراة المصيرية أمام التيحا
الفريق يختتم اليوم إستعداداته لمواجهة الدراويش الشرفية غدا .. والبدري فخور بأولي بطولاته
أرجأ فريق الاهلي الاول لكرة القدم ـ جهاز فني ولاعبين ـ كل وأي مظاهر إحتفالية للفوز بلقب الدوري للمرة السادسة علي التوالي والخامسة والثلاثين في تاريخ النادي إلي ما بعد المباراة المهمة المرتقبة والمصيرية والتي يخوضها الفريق أمام الاتحاد الليبي »التيحا« يوم الاحد القادم في عودة دور الـ 16 لدوري الابطال الافريقي وهي المباراة التي يحتاج الاهلي للفوز بثلاثة أهداف نظيفة ليضمن عبور هذا الدور والتأهل لدور الثمانية »دوري المجموعات« بعد أن إنتهت مباراة الذهاب التي أقيمت بطرابلس بفوز التيحا بهدفين نظيفين .. وعلي الرغم من أن الاهلي سيخوض قبل هذه المباراة مواجهة أخري قوية وكبيرة أمام الاسماعيلي والتي تقام غدا الاثنين في الاسبوع الثامن والعشرين للدوري الممتاز إلا أنها لم تعد ذات قيمة للاهلي بعد أن نجح في الحصول علي الدوري قبلها ، والاهمية الوحيدة لهذه المباراة هي أنه الفوز بها يودع في سجل تاريخ لقاءات الفريقين لما لهما من شعبية ومكانة كبيرة بين الجماهير المصرية ، كما أن المباراة ستكون بمثابة البروفة الجادة والمهمة للاهلي في طريق إستعداده للمواجهة الاصعب والاهم أمام التيحا في دوري الابطال الافريقي ..
وإذا كان الجهاز الفني ولاعبو الاهلي يعلمون جيدا أن ما حققوه يوم الخميس الماضي يوم فوزهم علي المنصورة بثلاثية نظيفة في المباراة المؤجلة من الاسبوع السابع والعشرين للدوري والحصول علي اللقب المحبب والمفضل وهو لقب بطولة الدوري للموسم 2009 / 2010 إنجاز غاية في العظمة والقيمة والاهمية ليس فقط لكونه السادس علي التوالي والخامس والثلاثين في تاريخ النادي ، وإنما لكونه جاء في ظل ظروف قمة في القسوة والصعوبة واجهها الفريق هذا الموسم ، إلا أنهم رفضوا الاحتفال بهذا الانجاز ، أو بالادق تأجيله إلي ما بعد مباراة الاحد القادم أمام التيحا ، وهي ما يكشف مدي وحجم التركيز والتحدي الذي يحمله الجميع لإجتياز هذه المباراة بالنتيجة التي تضمن لهم التأهل للدور ..
ونظرا لضيق الوقت وتلاحق المباريات ، فلم يتمكن الجهاز الفني من منح لاعبيه راحة عقب مباراة المنصورة ، حيث إستأنف الفريق تدريباته في اليوم مباشرة ليبدأ الاستعداد لمباراة الغد أمام الاسماعيلي ، ومن بعد مباراة التيحا .وفوز الاهلي باللقب الخامس والثلاثين والسادس علي التوالي للدوري ، جاء ليضيف إنجازا تاريخيا بمعني الكلمة للنادي الاهلي ، بعد أن وسع به الفريق الفارق في عدد الالقاب بينه وبين أقرب منافسيه وهو الزمالك إلي 24 بطولة ، بل أنه أصبح محتاجا للقب واحد أخر ليصبح رصيده من الالقاب لهذه البطولة ضعف عدد الالقاب التي حصلت عليها أندية الدوري مجتمعة ، حيث أن مجموع الالقاب التي حصلت عليها الفرق الاخري المنافسة للاهلي يساوي الآن 18 لقبا هي : 11 لقبا للزمالك و3 ألقاب للاسماعيلي ، ولقب واحد فقط لكل من الاوليمبي والترسانة والمحلة والمقاولون العرب .. وهذا بلا شك يعد رقما قياسيا يحتاج علي الاقل لربع قرن من الزمان ( 25 عاما ) لتحطيمه ، وهو أمر من الناحية النظرية وبالسوابق التاريخية يصعب تحقيقه .. لكن وبعيدا عن التحليل الرقمي لهذا الانجاز ، فإن الفوز باللقب هذا الموسم علي وجه التحديد يعد إنجازا خاصة وأنه تحقق في ظل وجود جهاز فني وطني ماركة مصرية مائة علي رأسه الكابتن حسام البدري المدير الفني ويضم كلا من: علاء ميهوب مدربا عاما ومحمد يوسف مدربا مساعدا وأحمد ناجي مدربا لحراس المرمي ومحمد أبو العلا مدربا للياقة البدنية والاحمال ود.إيهاب علي طبيبا ، وعلي خط مواز يوجد الكابتن هادي خشبة مديرا للكرة .. وقد واجه حسام البدري المدير الفني ظروفا غاية في القسوة والشدة جعلت البعض يتوقع له الفشل والسقوط ، ويأتي علي رأس هذه الظروف أنه تولي المهمة في مرحلة إنتقالية يمر فيها الفريق بمرحلة تجديد دماء وإعادة بناء بعد أن ترك له سلفه البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني السابق فريقا منهكا متهالكا معظم أفراده من غير أبناء النادي والغالبية العظمي منه من العواجيز وكبار السن ، ثم والاهم من هذا وذاك أن إدارة النادي لم توفر له البدائل المناسبة التي تجعله يعالج ما أفسده سابقه بشئ من السهولة والتيسير ، بعد أن راحت تتعاقد له مع مجموعة من اللاعبين جميعهم لا يصلح للعب الاهلي ومعظمهم تم التخلص منهم والباقي في الطريق ، بل أن البدري كان مطالبا في نفس الوقت أن يعطي الفرصة للاعبين الناشئين من أبناء النادي ، كل هذا وهو مطلوب منه أيضا تحقيق الانتصارات والحفاظ علي الالقاب السابقة ..
وربما يكون البدري نفسه قد صعب المهمة علي نفسه أكثر وأكثر لما صمم أن يخلص الفريق من طريقة اللعب القديمة البالية التي كان يلعب بها جوزيه وهي ٣/٥/٢ ليستخدم الطريقة العصرية المعقدة 4/4/ 2 وهو أمر جعل البدري يواجه متاعب جمة وإنتقادات عدة ، تحداها جميعا وصمم علي فكره وأسلوبه وطريقته وراح يحقق كل المطلوب منه وبنجاح فائق ..
وربما تكون كل هذه الاسباب هي التي تفسر لنا وللجماهير حالة الحزن والتعاسة التي بدت في نظرات ونبرات البدري يوم الفوز علي المنصورة، حيث بدا البدري حزينا مهموما يقاوم دموعه ومشاعره المختبئة خلف إحساسه بالظلم ..
وإذا كان البدري في تصريحاته لم يعلن عن هذا صراحة إلا أن المدقق فيما قاله يوم الخميس الماضي يوحي بذلك ، خاصة في إشارته إلي أن الفوز بالدوري هو أكبر رد علي من شكك في قدراته أو طعن في إمكانياته.
وبعيدا عن تلك المشاعر فقد أكد البدري أن الفوز ببطولة الدوري له طعم خاص بالنسبة له خاصة وأنه اللقب الأول الذي يحققه وهو علي رأس الجهاز الفني ، مشيرا إلي أن هذا أمر يدعو للفخر والسعادة .. وقال أن هدف الفوز باللقب عمل سعي إليه منذ اليوم الاول من تكليفه بالمهمة ، وأنه كان يمني نفسه بها كثيراً ، وقال أن أجمل ما فيها أنها في ظل منافسة قوية وحامية وفي ظل ظروف صعبة للغاية .. وقال البدري أنه مبسوط أيضا أنه توج هو وفريقه باللقب بعد الفوز الجدير والكبير علي المنصورة بثلاثية نظيفة وبأداء هو شخصياً راض عنه تماماً .. وقال الكابتن حسام البدري أنه يحمد الله أنه وجهازه واللاعبين حققوا واحدا من أهداف النادي الأهلي وجماهيره وهو الفوز بالدوري للمرة الـ 35 في تاريخ النادي ليحافظ علي بطولة كبيرة هي دائماً علي المستوي المحلي البطولة رقم واحد للاهلي وجماهيره ..
وأكد الكابتن حسام البدري أنه بشكل عام راض عن الموسم وعن أداء لاعبيه طوال المباريات وأنه يشكر جماهير الاهلي علي مساندته ويكن كل الاحترام لكل من سانده ووقف الي جواره ولكل من وجه له نقداً بناءً هو شخصياً استفاد منه .. وأشاد البدري بجميع اللاعبين ، لكنه خص بالاشادة النجم الخلوق أسامه حسني مشيراً الي أنه - أي أسامة - من اللاعبين المميزين وقد حرمته الاصابات من التواجد مع الفريق باستمرار وأنه لا يمكن أن يختلف أحد علي قدرات اسامه حسني المتميزة ورغم الشائعات الكثيرة التي خرجت من البعض حول علاقته بأسامه حسني الا أن قناعاته بأسامه حسني ظلت كبيرة لأنه بالفعل لاعب متميز للغاية ..
وأشار البدري الي أن اللاعبين أصحاب الخبرة في الاهلي صنعوا الفارق مع الفريق وأن وجودهم مهم جداً وأن الناشئين الموجودين بالفريق لهم دور مميز سيكون لهم دور أكبر في ظل مزج بين الخبرات والشباب وقال أيضا أن الموسم شهد إيجابيات كثيرة البعض يتفهمها والبعض الآخر يتعمد تجاهلها لكنه بشكل عام راض عن الموسم وعن لاعبيه أبطال الدوري .هذا ومن المنتظر أن يؤدي الأهلي مرانه الأخير اليوم إستعدادا لمواجهة الدراويش غدا ، حيث يؤدي الفريق مرانه علي فترة صباحية واحدة يشارك فيها جميع اللاعبين بإستثناء المصابين الذين يخضعون لبرامج علاجية أو تأهيلية ، فيما يشارك فيها كل من محمد أبو تريكة الذي غاب عن مباراة المنصورة لاصابته بنزلة برد حادة ، كما يعود أيضا النجم الانجولي جلبرتو والغائب عن المباريات منذ شهر ديسمبر الماضي وبالتحديد منذ مشاركته في مباراة الفريق أمام الانتاج الحربي في الاسبوع الخامس عشر والتي أقيمت يوم 20 ديسمبر وشارك فيها جلبرتو لمدة 70 دقيقة قبل أن يخرج ويشارك بدلا منه سيد معوض .. ومعروف أن الاصابة التي كان يعاني منها جلبرتو وأقعدته قرابة الخمسة شهور كان تعرض لها أثناء مشاركته مع المنتخب الانجولي في بطولة الامم الافريقية التي أقيمت بأنجولا في يناير الماضي ، وكانت الاصابة عبارة عن تمزق في أربطة الانكل .