زهية ظهار تعيش فرنسا هذه الأيام فضيحة أخلاقية تهز عالم كرة القدم، "ابطالها" عدد من لاعبي المنتخب الفرنسي. عنوان الفضيحة هو الاشتباه في تورط هؤلاء اللاعبين بممارسات جنسية مع "بائعة هوى" تسمى زهية ظهار. والأخطر أن لاعبي "الديكة" كانوا على علاقة مع "زهية" وهي في السابعة عشرة من عمرها، أي قاصرة قانونيا. والأهم أن الفضيحة فرنسية لكن شظاياها وصلت إلى الجزائر، بحسب ما نشرته القدس العربي اللندنية. ليست هذه المرة الأولى التي تصل فيها شظايا أزمة من ضفة إلى أخرى في المتوسط، فالجالية الجزائرية الكبيرة الموجودة في فرنسا تزيد في الربط بين البلدين، ولكن ما جعل الجزائريين يتابعون الفضيحة عن قرب، هو أن المشتبه بضلوعهم فيها لهم علاقة بالجزائر من قريب أو بعيد، وفي مقدمتهم "بطلة" القصة زهية التي أضحت معروفة في فرنسا باسم "عاهرة الزرق" نظرا لتورط عدد كبير من لاعبي المنتخب الفرنسي ـ ذي اللون الأزرق ـ في علاقة حميمية معها. السبب الثاني هو أن اللاعب فرانك ـ أو بلال ريبيري ـ أحد المشتبه بهم في الفضيحة لاعب مشهور ومحبوب كثيراً في الجزائر لأنه متزوج من سيدة جزائرية اسمها وهيبة، ولأنه أشهر إسلامه بعد ذلك. كما أن كريم بن زيمة الذي كان يشتبه أنه كان أيضا على علاقة مع زهية، من أصل جزائري هو الآخر. وبعد ذلك يأتي حاتم بن عرفة، وهو تونسي الأصل الذي جاء ذكره في التحقيق الجاري في القضية، إضافة إلى سيدني غوفو لاعب الفريق الفرنسي هو الآخر. كثير من الجزائريين وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" تابعوا هذه القضية منذ بداياتها، ولم يبخلوا بتعليقاتهم حول هذه الفتاة التي تحولت إلى نجمة، ففي البداية كان الجميع متعطشين لمعرفة المزيد عن هذه الفتاة الذي بدا اسمها من أول وهلة عربي، ولكن الجميع كان يريد أن يعرف إلى أي دولة تعود أصولها، وبسرعة تبين أنها جزائرية بعد تكهنات مبدئية بأنها مغربية حتى أن صحيفة مغربية تنفست الصعداء، بعد ان اتضح أنها جزائرية، في ما معناه: الحمد لله أنها ليست مغربية! النقاش منذ البداية بين "الفيسبوكيين" دار حول جمال الفتاة من عدمه، فالبعض يرى بأنها على قدر كبير من الجمال قد يغفر لمن تورطوا في علاقة غرامية معها، وأنهت زهية الصمت وتحدثت إلى مجلة "باري ماتش" الفرنسية متصدرة صفحتها الأولى. وقد لفت ذلك الأنظار لأن المجلة لم يسبق لها أن وضعت امرأة ذات "أخلاق خفيفة"، كما يقول التعبير الفرنسي، على صدر صفحاتها، ورغم ذلك فإن مبيعات العدد الأخير من "باري ماتش" مرشحة لتحطم رقما قياسيا. كشفت زهية في مقابلتها أنها تنتمي إلى عائلة جزائرية استقرت في فرنسا عام 2002، وحصلت رفقة شقيقها على الجنسية الفرنسية عام 2009، دافعت زهية ـ 18 سنة الآن ـ عن نفسها وقالت انها ليست بائعة هوى، مشيرة إلى أنها حرة تعاشر من تشاء بمقابل أو بدون مقابل، وأنها كانت تسعى عن طريق علاقات مدفوعة الأجر لشراء مركز تجميل ضخم. وقالت ان لا فرق لديها بين نجوم كرة أو أشخاص عاديين، والأسعار محددة سلفا 2000 يورو لليلة الواحدة، موضحة أنها كانت "هدية عيد ميلاد" للاعب فرانك ـ بلال ـ ريبيري، وأنها رافقته الى مدينة ميونيخ الألمانية، وأنه دفع لها 2000 يورو. صحف جزائرية تناولت القضية من باب "المؤامرة"، مشيرة إلى وجود نوع من التحامل لأن المعنيين بالقضية إما أصولهم جزائرية أو يدينون بالإسلام، وأنه لو كان لاعبون آخرون تورطوا في هذه القضية لما أثير كل هذا الجدل، خاصة وأن المونديال على الأبواب. ويرى الصحافي كمال منصاري أن الجزائريين يتابعون هذه القضية عن قرب لأن اللاعبين لهم علاقة بالجزائر، مشيرا إلى أن الصحافة الفرنسية تحاملت في هذه القضية من أجل تحطيم ريبيري الذي كان رمزا للتقارب بين الإسلام والجزائر من جهة والفرنسيين من جهة أخرى، وحطم كل التابوهات بأن تزوج جزائرية وأشهر إسلامه وأصبح واحدا من أهم اللاعبين في أوروبا. واعتبر أن الصحافة ركزت على ريبيري وعلى بن زيمة وتجاهلت سيدني غوفو اللاعب الآخر الذي ذكر اسمه في التحقيق، وهذا أمر ليس بريئاً كما يقول منصاري، مشددا على أن فرنسا لا تزال مريضة بمهاجريها، منوها الى أن بن زيمة عندما يسجل الأهداف يكون فرنسيا، وعندما يذكر اسمه في قضية مشبوهة يصبح جزائريا. وأوضح المصدر ذاته أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها لاعبون من أصول جزائرية لمثل هذا التحامل، مشيرا إلى أن زين الدين زيدان أيضا سبق وأن تعرض لحملة صحافية جعلت من إشاعات مادة إعلامية حول علاقات غرامية مشبوهة، والتي ثبت أنها غير صحيحة بعد ذلك. |