على الرغم من حالة الشد والجذب التي تصاحب رحلة لاعبي الكرة في الملاعب ما بين صفقات وإنتقالات وتصريحات ومشادات ومباريات وأهداف، إلا أنه يبقى لكل منهم الجانب الإنساني الذي يجعله رغم الشهرة شخصاً عادياً يهتم لمشاعر الناس ينزعج لأزماتهم وينتفض لمأساتهم.
وعلى الرغم من إهتمامه بالحياة الرياضية للاعبين داخل المستطيل الأخضر وكل ما يتصل بها خارجه، لم يكن بعيداً قط عن الحياة الإنسانية للاعبين وكثيراً ما رصد بعض المواقف التي يعزف عن الإعلان عنها غالباً لعلمه بأنها قد لا تهم شريحة كبيرة من المتابعين، غير أن الحادثة التي إطلع عليها قبل ساعات وبالتحديد مساء يوم أمس الخميس في وجود أحد نجوم الكرة المصرية إبراهيم سعيد لاعب الأهلي والزمالك السابق، كانت أكثر ترويعاً بشكل لا يمكن إغفاله أو التغاضي عنه.
ولم يكن سعيد شاهداً فقط الحادث الذي وقع على طريق القطامية وإصطدمت خلاله سيارة للنقل من الحجم الكبير بسيارة أخرى كانت تقل عائلة وتضم عدد من الأطفال الصغار، وهو الحادث الذي أدى إلى وفاة الأسرة بأكملها وسط ذهول نجم الكرة المصرية الذي إطلع على الحادث منذ البداية وحتى نهايته.
وعلى الرغم من هول الموقف، تناسى سعيد أحزانه سريعاً وتجاوز الصدمة، وحاول أن يتصرف بإتزان، حيث استدعى الشرطة وقام بطلب سيارة الإسعاف، وعند وصولها ساعدها على نقل الصغار من مكان الحادث رغم تأثره بمشاهد الوفاة.
الذي إطلع على الحادث حاول سؤال نجم الكرة المصرية على تفاصيل وملابسات أكثر دقة لما شاهده، غير أنه لم يكن في حالة نفسية تسمح له بالحديث وأدلى بتصريحات مقتضبة أكد خلالها أنه إنسان قوي بطبيعته ولا يهاب الأزمات، غير أن ما شاهده بالأمس كان الأكثر قسوة في حياته، مشيراً إلى أنه لا يعرف حتى الآن كيف تصرف بكل هذا الإتزان والصلابة خلال هذا الحادث المأساوي.
إنسانية سعيد التي كانت غائبة عن البعض تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن لاعبي الكرة وعلى الرغم من الحياة المليئة بالأضواء والشهرة والكاميرات، يبقوا أناس لهم مشاعرهم ومواقفهم الإنسانية التي قد تعجز الجماهير عن الإطلاع عليها أو إكتشافها فتقسوا عليهم أحياناً وتسيء معاملتهم أثناء معاناتهم بالفعل من مواقف أكثر قسوة.