والتي من شأنها أن تمكنه من تشكيل الحكومة بمفرده مما يتيح لرئيس الوزراء العمالي المنتهية ولايته جوردون براون فرصة البقاء في السلطة.فقد أظهرت النتائج التي تم الإعلان عنها أمس للسباق علي الفوز بمقاعد مجلس العموم البالغ عددها الإجمالي650 مقعدا حصول حزب المحافظين بزعامة ديفيد كاميرون علي306 مقاعد, وهو عدد أدني من الأغلبية المطلقة اللازمة لتشكيل الحكومة وهو326 مقعدا, بينما حصل حزب العمال الذي يحكم بريطانيا منذ13 عاما علي258 مقعدا, يليه الحزب الليبرالي الديمقراطي بقيادة نيك كليج الذي حصل علي57 مقعدا, وجاء بعد ذلك عدد من الأحزاب الصغيرة بنسب متفاوتة, يتقدمهم الحزب الوحدوي الديمقراطي البروتستانتي من أيرلندا الشمالية الذي حصل علي ثمانية مقاعد بنسبة0.6%, وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات بصفة عامة1,65% مقابل61% في انتخابات عام2005 وبهذه النتائج, تدخل بريطانيا في فخ البرلمان المعلق كما كان متوقعا, وذلك للمرة الأولي منذ عام1974, كما تتجه البلاد أيضا إلي حالة كبيرة من عدم اليقين بشأن تحديد من سيرأس الحكومة في المرحلة المقبلة؟ وهو ما أثار مخاوف عديدة بين المستثمرين, وتسبب في تراجع الجنيه الإسترليني في الأسواق العالمية بالفعل. وتجدر الإشارة إلي أن حزب العمال كان يشغل في مجلس العموم المنتهية ولايته345 مقعدا, بينما كان المحافظون يشغلون193 مقعدا, والليبراليون الديمقراطيون63 مقعدا. وسيناريو البرلمان المعلق هذا يعني أن رئيس الوزراء المنتهية ولايته جوردون براون سيكون مكلفا حسب كل الاتفاقيات الموجودة وفي غياب دستور مكتوب بتشكيل الحكومة الجديدة, ويمكنه أيضا تشكيل حكومة أقلية تتمتع بالتأييد من بعض الأحزاب الصغيرة أو تشكيل تحالف مع حزب آخر يرجح أن يكون حزب الليبراليين الديمقراطيين. وفي حالة حدوث هذا السيناريو أيضا, أي إذا نجح براون في تشكيل حكومة, فإنه سيكون قادرا علي عرض هذه الحكومة علي مجلس العموم والتحقق من قدرتها علي الإفلات من تصويت بحجب الثقة, وذلك بعد الخطاب التقليدي للملكة في البرلمان. أما إذا فشل براون في تشكيل حكومة بهذه الطريقة أو إذا فشلت في الحصول علي ثقة مجلس العموم فيتوجب عليه تقديم استقالته فورا إلي الملكة, وفي هذه الحالة, من المرجح أن توجه الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا الدعوة إلي ديفيد كاميرون زعيم المحافظين إلي محاولة تشكيل حكومة أقلية أو حكومة ائتلافية, وإذا لم تحصل هذه الحكومة علي ثقة مجلس العموم, يتم حل البرلمان وتتم الدعوة إلي انتخابات برلمانية جديدة. وكان جوردون براون قد ألمح بعد بداية الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات التي أظهرت تقدم المحافظين إلي أنه قد يسعي إلي تشكيل ائتلاف حكومي لضمان بقاء حزبه في السلطة, لكن ديفيد كاميرون أكد أن الناخبين البريطانيين لا يرغبون في استمرار حزب العمال في السلطة, وأضاف أنه من الواضح أن حكومة العمال فقدت التفويض لحكم البلاد, معتبرا أن بريطانيا تحتاج بالفعل إلي التغيير, إلا أنه لم يصل إلي درجة الحديث عن أحقية حزبه في تولي حكم البلاد. وفي إطار هذه الحرب الكلامية, رد حزب العمال بتوجيه اتهام إلي وسائل الإعلام بالتحيز ضد براون, حيث قال أليستر كامبل رئيس الاتصالات السابق في حكومة توني بلير العمالية السابقة والعضو البارز في الحزب إن المحافظين لن يفوزوا بالأغلبية المطلوبة لتشكيل الحكومة, ورغم إقراره بانتكاسة العمال في الانتخابات, فإنه أكد أن الحزب سيفوز في النهاية بتشكيل الحكومة. وبالأمس, أصدر جوردون براون بيانا عن نتائج الانتخابات قال فيه إنه من المرجح أن تظهر نتائج الانتخابات عدم حصول أي حزب بأغلبية واضحة.. وكما قلت في الليلة الماضية, فمن واجبي كرئيس للوزراء أن أتخذ كل الخطوات التي تضمن لبريطانيا حكومة قوية مستقرة ذات مباديء.. هذا في الأساس بالطبع مهمة السياسيين, وحين يحين الوقت مهمة البرلمان. وأضاف براون لتسهيل هذه العملية وتمشيا مع المعاهدات الواردة في مسودة مذكرة مجلس الوزراء, طلبت من الأمين العام لمجلس الوزراء العمل علي أن يقدم موظفو الحكومة الدعم المطلوب للأحزاب المشاركة في مشاورات تشكيل الحكومة. وفي الوقت نفسه, جاء عدد المقاعد الذي حصل عليه زعيم حزب الأحرار الديمقراطيين بمثابة تراجع مفاجيء لهذا الحزب الذي كان يملك63 مقعدا في البرلمان المنتهية ولايته, كما أن هذا العدد لا يتناسب مع الشعبية الكبيرة التي حققها زعيمه نيك كليج خلال الفترة التي سبقت الانتخابات. وكان كليج قد أكد خلال الحملة الانتخابية أنه قد يقبل التعاون مع العمال, لكنه سيواجه صعوبة في التعامل مع براون شخصيا. ولكنه أدلي بتصريح بعد إعلان النتائج اعتبر فيه أنه كان ينبغي عليه عدم التسرع في التفكير في إقامة تحالفات, وأعرب في الوقت نفسه عن خيبة أمله من نتائج حزبه في الانتخابات. وقال كليج في دائرته في شيفيلد والتي أعيد انتخابه فيها بنسبة53% إنه من الأفضل أن يأخذ الجميع بعض الوقت حتي يتسني تشكيل الحكومة التي يستحقها الشعب في هذه الأوقات الصعبة وغير المستقرة. ومن أبرز النتائج التي أسفرت عنها الانتخابات أيضا بعيدا عن صراع القوي التقليدية, فوز حزب الخضر البريطاني للمرة الأولي بأول مقعد له علي الإطلاق في البرلمان, وذلك عن دائرة برايتون بافيليون التي فازت فيها زعيمة الحزب كارولين لوكاس. وبعد إعلان نتائج الانتخابات, تراجعت قيمة الجنيه الإسترليني وسط مخاوف من مأزق سياسي بسبب البرلمان المعلق, حيث سجلت العملة البريطانية أدني مستوي لها منذ أكثر من عام وهو4,1 دولار أمريكي, وهو سعر التداول الأدني منذ28 أبريل2009, خاصة أن هناك العديد من القضايا الاقتصادية المهمة التي ينتظر البريطانيون من الحكومة المقبلة التصدي لها.
أبرز الفائزين والخاسرين
* خسر نيك جريفين زعيم الحزب القومي المتطرف المناهض للمهاجرين والأجانب والمسلمين الانتخابات, واحتفظت النائبة مارجريت هودج عن حزب العمال بالمقعد.
* خسرت سلمي يعقوب المسلمة المحجبة عن حزب احترام في دائرة برمنجهام هول جرين الانتخابات, بينما فاز مرشح العمال روجر جودزيف بالمقعد.
* خسر بيتر روبينسون رئيس وزراء ايرلندا الشمالية مقعده في بلفاست أمام ناعومي لونج.
* فازت كارولين لوكاس من حزب الخضر بمقعد منطقة برايتون بافيليون وهي أول عضو أخضر في تاريخ مجلس العموم البريطاني.
* خسرت جاكي سميث وزيرة الداخلية عن حزب العمال مقعدها بمنطقة ريديتش أمام مرشحة المحافظين كارين لوملي.
* خسر وزير الداخلية الاسبق من حزب العمال أيضا تشارلز كلارك مقعده بمنطقة نورويتش ساوث أمام مرشح الليبراليون الديمقراطيون.
* خسر وزير التنمية الدولية شاهد مالك مقعده في ديو سبري أمام مرشح المحافظين
* حافظ وزير التعليم إد بالز علي مقعده بفارق1000 صوت فقط عن منافسيه بمنطقة مورلي وأوتوود.
* حقق المحافظون نصرا كبيرا بفوز جلين ديفيز بمقعد منطقة مونتجمري شاير من ليمبيت أوبيك عن حزب الديمقراطين الليبراليين.
* خسر الديمقراطيون الليبراليون مقعدا مهما بخسارة إيفان هاريس مقعده في اوكسفورد وأبينجدون.
* خسر المرشح المستقل ريتشارد تايلور مقعده في منطقة واير فورست بورسيستر شاير أمام مرشح حزب المحافظين.
* حقق المحافظون واحدا من أهم مكاسبهم عندما انتزع زاك جولد سميث مقعد منطقة ريتشمون بارك.
نزاعات قانونية متوقعة لعدم تمكن مئات الناخبين من التصويت
لندن ـ ر: تصاعدت التوقعات بتفجر نزاعات قانونية بسبب عدم تمكن مئات الناخبين من التصويت في عدد كبير من مراكز الاقتراع ببعض الدوائر في العاصمة لندن ومدينة مانشستر, ومن بين هذه الداوئر دائرة شيفيلد هالام التي ينتمي اليها نيك كليج زعيم الديمقراطيين الأحرار, وعبر الناخبون عن غضبهم البالغ من نقص الموارد البشرية واللوجيستية اللازمة لتمكينهم من التصويت.
ومن ناحية أخري ذكرت الشرطة البريطانية أن خبراء المفرقعات في الجيش أبطلوا مفعول شحنة ناسفة في سيارة مهجورة خارج مركز اقتراع في آيرلندا الشمالية.