ذكر مصدر أممي أن جنديين مصريين من قوات حفظ السلام قتلا اليوم الجمعة في منطقة دارفور، غرب السودان، عندما فتح مسلحون مجهولون النار على قافلتهم، فيما أصيب ثلاثة آخرون بجروح خطيرة.
قتل جنديان مصريان من قوة حفظ السلام في دارفور وجرح ثلاثة الجمعة في كمين في الاقليم المتوتر غرب السودان، على ما اعلن مسؤول في القوة التابعة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي لوكالة فرانس برس.
ووقعت الحادثة في جنوب دارفور حيث نصب مسلحون مجهولون كمينا، بحسب المسؤول في بعثة السلام المشتركة المنتشرة في المنطقة التي تشهد حربا اهلية منذ 2003.
وتعرضت البعثة منذ انتشارها في الاول من كانون الثاني/يناير 2008 لعدد كبير من الهجمات الدامية لم تتبنها اي جهة.
السودان يعلن القبض على قتلة الجنديين المصريين بدارفور
ونقل المركز السودانى للخدمات الصحفية عن والي جنوب دارفور قوله: "إنه تم القبض على المتهمين بالاعتداء على قوات حفظ السلام المشتركة فى اقليم دارفور غربى السودان".
وذكرت وكالة أنباء الشرق الاوسط اليوم الاثنين أن كاشا أكد حرص حكومة الولاية على استتباب الأمن، مشيرا إلى أن المقبوض عليهم هم قطاع طرق اتخذوا من النهب والسلب والقتل وسيلة للاسترزاق، نافيا انتمائهم لأية جهة.
وكانت عناصر مسلحة قد اشتبكت الاحد مع مجموعة من القوات المصرية كانت تؤدى مهامها الامنية ضمن عناصر قوات حفظ السلام بدارفور، مما أدى إلى استشهاد الجنديين أحمد سليمان محمد سليمان ومحمود رضا محمد جاد، وإصابة 3 جنود نقلوا على الفور لتلقى الرعاية الطبية فى مستشفى دارفور وحال وضعهم الصحى دون نقلهم الى مصر وحالتهم الصحية مستقرة.
لآلاف فى الدقهلية يشيّعون «شهيدى دارفور» بالبكاء و«الزغاريد»
في مشهد مهيب اختلطت فيه الدموع بالتكبير ووسط زغاريد النساء ودعت أمس محافظة الدقهلية اثنين من ابنائها الشهداء لقيا ربهما وهما يقومان بواجبهما تجاه الوطن والأمة ضمن القوات المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي لحفظ الأمن والاستقرار في اقليم دارفور السوداني."الجمهورية" شاركت في جنازة الشهيد محمود رضا محمد جاد عبدالرحمن 21 سنة.. التي انطلقت من مسجد سيدي محمد أبي جبهة بقرية الكردي إلي مقابر المدينة وكان الجثمان ملفوفا بعلم مصر والقوات المسلحة وشارك في الجنازة أكثر من 10 آلاف من أبناء قرية الشهيد والقري المجاورة.
انتابت حالة من الذهول أسرة الشهيد حيث لم يصدق والده 48 سنة خبر وفاته.. وسقطت والدته فتحية محمود علي سلامة 46 سنة مغشياً عليها.. وظلت في غيبوبة حتي تشييع الجنازة.
قال والده رضا محمد جاد أن ابنه الشهيد كان يتميز بحسن الخلق والطيبة.. ويحب شقيقه الأكبر محمد 24 سنة الحاصل علي ليسانس الحقوق وشقيقته سماح 26 سنة "متزوجة" وكان الشهيد قد انهي دراسته بمدرسة المنزلة الثانوية الصناعية بقسم السيارات.. والتحق بالقوات المسلحة لأداء الخدمة العسكرية منذ 6 أشهر.. وانضم لقوات حفظ السلام بدارفور بالسودان منذ 40 يوماً فقط.. وقبلها قام بأجازة لمدة 5 أيام لم تفارقه الابتسامة المعتادة.. وزار جميع اصدقائه وأقاربه.
أضاف والد الشهيد ان آخر اتصال بينهما كان يوم الخميس الماضي حيث انه كان دائم الاتصال بالأسرة أسبوعياً وتحدث مع والدته وشقيقته وكان يقول لهم ان المعاملة جيدة جداً ولم يكن يوجد ما يقلقه.. ولم يتمكن في آخر اتصال من التحدث معي لوجودي خارج المنزل.
قال أحمد محمد محمود الرزاقي 16 سنة طالب بمدرسة منية النصر الصناعية وابن خالة الشهيد انه اتصل به تليفونياً قبل وفاته بيوم واحد للاطمئنان علينا واشقائي نظراً لان والدي متوفي وكان يعوضنا عنه بالسؤال الدائم علي أخبارنا واحتياجاتنا.
ومن المسجد الكبير بقرية الاتحاد مركز ميت سلسيل تم تشييع جنازة الشهيد أحمد سليمان محمد سليمان 20 سنة بعد صلاة الظهر وسط الآلاف من أبناء قريته الذين ودعوه إلي مثواه الأخير بمدافن القرية.. وشارك في الجنازة علي عبدالعزيز رئيس مركز ومدينة ميت سلسيل.
أكد عدد من اصدقاء الشهيد انه كان يتمتع بخلق حسن وسمعة طيبة.. وانه كان العائل الوحيد لأسرته بعد وفاة والده.. وحصل علي دبلوم صنايع واتجه للعمل لأن والدته عزة علي إبراهيم عقيدة 38 سنة ربة منزل واشقاؤه محمد سليمان طالب بالتأهيل المهني وايمان بالصف الثالث الاعدادي ليس لهما أي دخل بعد وفاة والده الذي كان يعمل فلاح وأنه التحق بالقوات المسلحة منذ 6 شهور فقط..
و قالت المصرى اليوم:
شيع آلاف المواطنين بالدقهلية، أمس، جثمانى أحمد سليمان محمد ومحمود رضا أحمد الجنديين، اللذين استشهدا فى دارفور بالسودان، مساء الخميس الماضى، بالبكاء والزغاريد.
فى قرية «الاتحاد» بمركز ميت سلسيل، زحف المواطنون إلى المقابر منذ الصباح الباكر، انتظارا لوصول جثمان الشهيد أحمد سليمان محمد، ١٩ عاماً، وانتظرت والدته عزة على عقيد، ٣٥ عاماً، عند مدخل القرية، وهى فى حالة من الذهول، وفور وصول الجثمان انخرط الجميع فى بكاء هستيرى، وسقطت الأم على الأرض، وهى تجرى خلف النعش، وهو فى طريقه إلى المسجد للصلاة عليه، وخرج الأهالى بعد ذلك لتشييع الجثمان إلى مثواه الأخير مرددين: «لا إله إلا الله.. الشهيد حبيب الله».
وفى مدينة «الكردى» بالمركز نفسه خيم الحزن على الأهالى الذين ملأوا الأرجاء، انتظاراً لوصول جثمان الشهيد محمود رضا أحمد جاد عبدالرحمن، ٢٠ عاما، بينما افترشت والدته الأرض بجوار مسجد أبوجبهة، وهى تردد «حسبى الله ونعم الوكيل» وعند وصول الجثمان تتقدمه سيارة الشرطة العسكرية، انطلقت زغاريد النساء فى مشهد مؤثر ومهيب.
من جانبه، قال إبراهيم الحديدى، رئيس مجلس محلى المحافظة، إن المجلس يبحث تكريم الشهيدين بشكل لائق وإطلاق اسميهما على الشارعين اللذين يقطنان بهما.