بدأت بعض الشركات المتخصصة في تصميم المنازل الخشبية أو ما يعرف بـ"الأكواخ"، وفي ظل ارتفاع أسعار العقار وأدوات البناء باستهداف شرائح واسعة ومتعددة من السعوديين، مؤملة أن تجد لبضاعتها قبولا ورواجا، خاصة أن هناك فارقا كبيرا في تكاليف إنشاء المباني الخرسانية والمنازل الخشبية.
إلا أن هذه الحملات التي تقوم بها شركات صناعة المنازل الخشبية على يبدو تصطدم بثقافة المجتمع التي لم تستوعب مثل هذه المنازل أو تتقبلها، وذلك ربما للعادات والتقاليد أو لطبيعة المنطقة الجغرافية.
تقول "أم بندر" موظفة لجريدة الوطن السعودية: إنها عاشت فترة طويلة في لندن أثناء دراستها وإنها كانت تسكن في إحدى المقاطعات التي تكثر بها تلك المنازل الريفية أو ذات الطابع الأوروبي، حيث كانت تستهويها في البساطة والأثاث والعيش بها، مضيفة أن هذه المنازل تجعل الشخص يعيش في أجواء ريفية وقروية جميلة، وقالت: إن هذه المنازل لها طابع مناخي جيد لمن يعيش بها، مشيرة إلى أنها حينما عادت للمملكة تملكتها رغبة قوية في أن يكون هناك منازل ريفية وخشبية مثل تلك التي كانت تعيش بها في إنجلترا.
وبينت "أم بدر" ربة منزل أن هذه المنازل بسيطة ووجودها في الدول العربية وخاصة المملكة مناسب جدا لمن لا يستطيعون أن يتملكوا منازل خرسانية، وبالذات مع موجة غلاء الأسعار الخاصة بالعقار، مشيرة إلى أن كثيرا من أصحاب الفلل والقصور يميلون إلى بناء هذه الأكواخ أو المنازل الخشبية، حيث أصبحت بديلا عن بيوت الشعر التي تنتشر بالقصور والفلل الكبيرة أو بالاستراحات.
وذكر نايف الواكد صاحب مكتب عقار أن البيوت الخشبية والأكواخ ثقافة جديدة، لكنها لا تحظى بقبول سوى لدى شريحة معينة، مشيرا إلى أن هناك من يحرص على بنائها في أفنية المنازل كنوع من الترف، أما الاعتماد عليها كبديل للمباني الخرسانية، فهو أمر قد يكون غير وارد في الوقت الحالي.
من جهته يقول سلطان الحسين، وهو مدير إحدى الشركات المتخصصة في بناء وتصميم وتجارة المنازل الريفية والأكواخ الخشبية: إن هذه المنازل ليست حلا بديلا عن بناء المساكن الخرسانية في المملكة، ولكنها الأسرع في التنفيذ، والأكثر من جهة التوفير في الكهرباء، وهي مفيدة لصحة الإنسان.
وأضاف: أنه يوجد إقبال على هذه المنازل الريفية وتملكها من قبل فئة معينة، وخاصة التي عاشت خارج المملكة وتعايشت مع مثل هذه المنازل.
وبين أن العمر الافتراضي لهذه المنازل الريفية من 40 إلى 80 سنة وأكثر، وبناؤها يعتمد على أنواع الخشب، مشيرا إلى أنهم يملكون طاقما هندسيا يصمم حسب طلب العميل المنزل والشكل الذي يريده الزبون من كافة النواحي سواء في المساحة أو نحو ذلك.
وقال: إن هذه التصاميم تناسب جميع الثقافات المختلفة وهي تأخذ الطابع الأوروبي وتناسب المجتمعات الشرقية ويبقى الرأي الأول والأخير للعميل ورؤيته، مبينا أنه يمكن تملك هذه المنازل الريفية بسعر الكاش أو بطريقة الدفعات. مضيفا أن الأخشاب والمواد الأخرى المستخدمة في صنع هذه البيوت تختلف تبعا لطلب الزبون، فهناك أنواع عديدة من الخشب، ولكن تتم معالجتها حسب الأجواء الخاصة بكل منطقة، فالمناطق التي تمتاز بالرطوبة تختلف عن المناطق الجافة.
وقال: إنه يمكن بناء الملاحق والأكواخ والمنازل الخشبية من دورين، إضافة إلى تصميم أطقم كراسي من الحجر المنحوت، وكذلك تنسيق الحدائق وبناء جسور للمشاة.
منزل خشبي بتصميم أوروبي على الطراز الحديث