حددت إدارة القمر الصناعي المصري "نايل سات" العشرين من الشهر الجاري موعدًا لإغلاق قناة "الرحمة"؛ الأمر الذي أصاب جموع المسلمين في العالم بصدمة، معبرين عن استيائهم الشديد من القرار.
وجاء قرار "نايل سات" بعد اتهامات المجلس السمعي والبصري الفرنسي للقناة التي يمتلكها الشيخ "محمد حسان" بالتحريض على كراهية اليهود والعنف وازدراء الديانة اليهودية.
وأكدت مصادر مصرية مطلعة أن إدارة "نايل سات" قامت بالفعل بإغلاق الحساب الجاري للقناة.
وقد أثار القرار المفاجئ لإدارة القمر المصري استياءً بالغًا لدى ملايين المسلمين من متابعي قناة الرحمة في شتى بلدان العالم؛ وهو ما عبر عنه بعضُهم عبر اتصالهم بالقناة في برنامج مباشر بثته القناة تحت عنوان "الرحمة باقية" -بإذن الله تعالى-، وخصصته للتصدي لمحاولات إغلاقها.
وردًا على هذه المحاولات أيضًا، نشرت القناة تنويهًا على موقعها الرسمي حمل عنوان "خبر عاجل .. هجمة عالمية شرسة على قناة الرحمة وتغيير ترددها..".
وحمل التنويه التردد الجديد لقناة الرحمة على قمر "النايل سات" وهو 10873 رأسي/ معدل ترميز 27500.
قناة "وصال" تساند "الرحمة":
من جانبها، أعلنت قناة "وصال" الفضائية المتخصصة في فضح الفكر الشيعي عن مساندتها لقناة الرحمة، وقامت بنقل مباشر لبرنامج "الرحمة باقية" -بإذن الله تعالى-، كما وضعت شعار قناة الرحمة على شاشتها أثناء بثها لموادها.
وأثناء النقل، اتصل المدير العام لقناة الرحمة الأستاذ محمود حسان –شقيق الداعية الإسلامية الشيخ محمد حسان- بالبرنامج وقدم شكره الشديد لقناة "وصال" والقائمين عليها.
ونشرت قناة وصال تنويها على الشاشة ناشدت فيه الرئيس المصري محمد حسني مبارك التدخل للمحافظة على استمرارية قناة الرحمة؛ حيث إنها "تحظى بإعجاب ومحبة الملايين في العالم العربي والإسلامي" . فيما عبر الكثير من متابعي القناة من خلال رسائلهم القصيرة المنشورة على شريط الرسائل عن دعمهم ومساندتهم لقناة الرحمة ورفضهم لمحاولات إغلاقها.
وطالبت قناة وصال جميع المسلمين إلى مساندتها في دعم قناة الرحمة عبر الدعاء لها ونشر ترددها الجديد.
طلب إحاطة بالبرلمان المصري:
في غضون ذلك، تقدم النائب محمد خليل قويطة عضو الحزب الوطنى ومعه 9 نواب آخرين من بينهم الدكتور جمال الزينى وعبد الرازق الخطيب بطلب إحاطة إلى كل من وزير الإعلام ورئيس مجلس إدارة شركة النايل سات حول طلب اتحاد الجمعيات اليهودية الفرنسية بوقف بث قناة الرحمة الفضائية.
وأكد النائب قويطة أن الدستور فى المادة 48 نص على حرية الصحافة والطباعة والنشر ووسائل الإعلام وكفالتها، وكذلك المادة 49 التى أكدت على أن تكفل الدولة للمواطنين حرية البحث العلمى والإبداع الأدبى والفنى والثقافى وتوفر وسائل التشجيع اللازمة لتحقيق ذلك.
وأشار قويطة، حسبما أوردت صحيفة "اليوم السابع" المصرية، إلى أن قناة الرحمة الفضائية ضمن وسائل الإعلام الذى أكد الدستور على كفالتها وحريتها؛ لأنها تعد وسيلة تنويرية وتحظى بشخصية الشعوب الإسلامية.
وشدد على أن "طلب اتحاد الجمعيات اليهودية بوقف بث قناة الرحمة الفضائية على القمر الفرنسى أمر يتعارض مع الحريات" وطالب النواب الأجهزة المعنية بحماية هذا القناة باعتبارها قناة لتنوير الرأى العام.
فرنسا تحظر قناة الرحمة:
وفي شهر أبريل الماضي، دعا المجلس الفرنسي الحكومي للسمعيات والبصريات "شركة يوتيلسات"، حاملة القمر الصناعي الفرنسي، إلى وقف بث قناة الرحمة الفضائية المصرية، بذريعة أنها تقوم ببث مواد معادية للسامية على برامجها.
وتحدث المجلس الفرنسي للسمعيات والبصريات في قراره عن قيام قناة الرحمة المصرية ببث برنامج للشيخ المصري حازم شومان في 31 أكتوبر 2009م، وأن البرنامج أظهر اليهود بطريقة "تشيطنهم وتحقر من شأنهم".
وزعم المجلس في قراره أن ما تبثه القناة المصرية يتعارض مع القانون الفرنسي الذي يحظر التحريض على الكراهية أو العنف على أساس الدين أو القومية.
اللوبي الصهيوني يرحب:
ورحبت منظمات اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة بالقرار خاصة أنها تشن حملات متواصلة ضد الإعلام المصري، وتتهمه بمعاداة السامية بسبب انتقاده لسياسات الاحتلال الصهيوني.
وقال إبراهام فوكسمان، مدير رابطة مكافحة التشهير اليهودية الأمريكية، والتي تصدر تقارير دورية لرصد انتقاد الكيان الصهيوني في وسائل الإعلام المصرية قال: "وسائل الإعلام المصرية لا تخجل عندما يتعلق الأمر بتصوير اليهود إعلاميًا بشكل معادٍ للسامية"، وفق كذبه.
وحرض فوكسمان دول الاتحاد الأوروبي على الاقتداء بالمبادرة الفرنسية، وتوسيع الحظر في جميع الدول الأعضاء، مثلما فعلت الهيئات المنظمة في الاتحاد الأوروبي، بعدما اتخذت فرنسا قرارًا ضد قناة المنار.
المصدر: مفكرة الإسلام
الهجوم على اليهود
المختصر / وكان معهد الشرق الأوسط لأبحاث الإعلام "ميمري" وهو أمريكي إسرائيلي رصد تقريرا مصورا لحديث للشيخ المصري محمد حسين يعقوب على قناة الرحمة يوم 17 يناير/كانون الثاني 2009 قال فيه "لو أن اليهود تركوا لنا فلسطين، خلاص يبقوا حبايبنا؟ لا طبعا، عمرهم ما هيبقوا حبايبنا ، اليهود ليسوا أعداء لأنهم احتلوا فلسطين ولكن هم أعداء ولو لم يحتلوا شيئا".
وأضاف يعقوب: "عقيدتك في اليهود أنهم لن يكفوا عن قتالنا وقتلنا ليس من أجل الأرض والأمان كما يزعمون، وإنما من أجل الدين".
وتابع قائلا: "ينبغي أن نعتقد.. عقيدتك في اليهود أن القتال معهم دائم، ولن ينتهي حتى القتال الأخير.. سنقاتلهم ونهزمهم وسنستأصل شأفتهم، فلا يعود على ظهر الأرض يهودي واحد، ليس لأنني أقول ذلك، بل هي بشارة.." مشيرا إلى حديث للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وكان معهد ميمري قد اتهم البابا شنودة، رأس الكنيسة القبطية المصرية، في مايو 2007 بمعاداة السامية بعد تصريحات على قناة "دريم 2" المصرية قال فيها إن الإنجيل يقول إن اليهود هم الذين قتلوا المسيح عليه السلام.
المصدر: أنبائكم