علوم القران
تمهيد
يقصد بعلم القران المباحث التي تتعلق بالقران الكريم من ناحية نزوله وإعجازه وجمعه وترتيبه وناسخه ومنسوخة وقراءاته المعروفة للصحابة بالفهم السديد والذكاء وبتوجيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم – ثم جاء من بعدهم التابعين والعلوم تؤخذ بالرواية والتلقين لا بالكتابة والتدوين حتى كانت بداية التدوين لعلوم التفسير عن الصحابة وكبار التابعين ومعاني القران عند الفراء المتوفى عام 207هجريه ودون الطبري أبحاثا في الأحرف السبعة وكلها تتعلق بعلوم التفسير وكان أول من كتب في علوم القران هو علي بن ألمديني احد شيوخ البخاري المنوفي عام 234 هجريه الذي كتب في أسباب النزول ثم جاء كتاب البرهان في علوم القران للحوفي المتوفى عام 330 هجريه وفي القرن السادس الهجري كتب ابن الجوزي / فنون الأفنان في عجائب علوم القران حتى ظهر كتاب الزركشي / البرهان في علوم القران عام 794 هجريه في أربع مجلدات وهو غير كتاب الحوفي بالطبع لكنه وافيا له بما أضافه السيوطي عام 911 هجريه في كتاب / الإتقان في علوم القران والذي كتب في ثمانين باب لعلوم القران شافية وافيه .
تعريف القران لغة وشرعا
لغة هو القران كونه متلو بالألسن وهو كتابا كونه مدون بالأقلام – قال تعالى / لا تحرك به لسانك لتعجل به – إن علينا جمعه وقرانه – فإذا قراناه فاتبع قرانه / من سورة القيامة 16-18 / وقال الشافعي وأيده السيوطي إن القران اسم غير مشتق لكتاب الله – وفي المعنى الشرعي للقران : انه كلام الله المعجز المنزل على النبي – صلعم – المنقول تواترا والمتعبد به تلاوة – بيان النبي المتواتر المتعبد به –
أسماء القران
هو الكتاب في قوله تعالى / حم – تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم / الجاثيه 1
وهو الذكر في قوله تعالى / انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون / الواقعه 78
وهو الفرقان في قوله تعالى / تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا / الفرقان 1 – والفرقان لغة هو الفصل بين شيئين / الخير والشر
وهو التنزيل في قوله / وانه لتنزيل رب العالمين – نزل به الروح الأمين / الشعراء - وصفات وأسماء أخرى وردت في قوله تعالى / يس والقران الحكيم / وفي قوله / ق – والقران المجيد – والمبارك في قوله تعالى / كتاب أنزلناه إليك مبارك / وليس الحديث القدسي من القران / لأن ما نقل عن النبي – صلعم – قولا وفعلا وتقريرا – أحاديث نبوية - والقول الذي يرويه عن ربه – عز وجل – حديث قدسي مثل قوله / أنا عند ظن عبدي بي فإذا ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي – وان ذكرني في ملا ذكرته في ملا خير من ملئه / رواه الشيخان – بخاري ومسلم أما القران لفظا ومعنى من الله عز وجل متعبد بتلاوته متواتر ثابت يقينا والقدسي لا يقرا في الصلاة ولفظه من النبي وبعضه قد يكون موضوعا – قال تعالى/ وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم / إبراهيم 4
إعجاز القران
كل رسول له معجزه دليل على نبوته ورسالته ، وهي الأمر الخارق للعادة والمقصود بها ليس العجز عن فعل مثيلها ولكن / الإذعان لها والإيمان بها – والمتدبر للقران تبرز له آيات الإعجاز عند الرسل / نار إبراهيم وسفينة نوح وعصا موسى في قوله تعالى / واذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وانتم تنظرون / البقرة 55 - ومائدة عيسى في قوله تعالى / قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فاني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين / المائدة 115 - عليهم أفضل الصلاة والسلام أجمعين – وقد بعث النبي في قوم الكلام بضاعتهم فجاءتهم معجزة القران في نظمه وبيانه من النبي الأمي محمد – صلعم – قال تعالى / ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين / الأنعام 2- وفي قوله تعالى / ثم أدبر واستكبر – فقال إن هذا إلا سحر يؤثر – إن هذا إلا قول بشر / المدثر 23- 25- ووجه الإعجاز يأتي في قوله تعالى / قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القران لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا / الإسراء 88- وعظم التحدي في قوله تعالى / أم يقولون افتراه قل فاتوا بعشر سور مثله مفتريات .../ هود 13 - بل تحداهم بسورة واحده في قوله تعالى / ام يقولون افتراه قل فاتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله ان كنتم صادقين / يونس 38 -