وانتم بلا شك انتبهتم الى ان النمل لكى ينجز هذه العمليه الصعبه عليه ان يفكر فى اشياء كثيره فى وقت واحد ويتطلب منه الامر كذلك ان يتبع تخطيطا متقنا..
..ومن بين الخصائص الاخرى للنمل الابيض ان ارتفاع اعشاشه يمكن ان يصل الى سبعه امتار وعندما يحدث كسر فى الجدار يطلق انذار سريع ينبه الى هذا الامر ويضرب الحراس الجدار برؤو سهم اعلانا بوجود الخطر ويعلمون جميع من فى المستعمره بالوضع ويتم ابعاد الصغار الى مكان امن بعيدا عن العش وبسرعه يتم اغلاق الممر المؤدى الى غرفه الملكه والملك بجدار خاص ويهب قسم العساكر من النمل الابيض ويحاصر المكان المتهدم وفى خلال ساعات قليله يتم اغلاق القسم المتهدم بكومه من التراب ..واثر ذلك يشرع العمل فى انشاء القسم الداخلى ويتحرك النمل الابيض وفق تخطيط محكم وكل فرد يقوم بوظيفته المناط بها دون وقوع اى خلط او اضطراب..
ان قدره النمل الابيض على القيام بجميع هذه الاعمال فى فتره قصيره للغايه يكشف لنا ان هناك نظاما متكاملا للتخابر فيما بين افرادها ...غير ان هناك معلومات اخرى مدهشه تتعلق بالنمل الابيض فهذه الكائنات الحيه التى صممت هذا النظام ووضعت اجراءات امنيه صارمه لحمايه ابنائها هى كائنات عمياء!! انها وهى تقوم بكل هذا لا ترى اى شىء!!حسنا ..كيف تكون هذه الكائنات بهذا القدر من الاتقان فى عملها؟؟ وكيف تضع تصاميمها؟؟انها ليست المصادفه...فهذا التصميم البديع الذى يميز الاعشاش وما يقوم به هذا النمل الاعمى من اعمال دون ان يصيبها الفوضى ..لا يمكن ان يكون نشا من تلقاء نفسه ان ما يفعله النمل قد تم تلقينه له..وفى بعض آيات القرآن ذكر الله تعالى امثله من الحيوانات ودعانا الى التامل والتفكر فيها ومن بين تلك الامثله ما جاء عن النحل ونبهنا الله عز وجل الى انه هو الذى علم النحل كيف يصنع العسل من اجلنا(واوحى ربك الى النحل أن اتخذى من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون ثم كلى من كل الثمرات فاسلكى سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شرابا مختلف الوانه فيه شفاء للناس ان فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون )النحل-68-69..
فالنمل الابيض شانه شان النحل يعيش بفضل ما اوحى اليه الله تعالى من علم ..فسبحان الله..