فاتن حمامة تفتح بركان ذكرياتها في حوار ممتع.. عدسة:
أبدت سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة إعجابها بجيل الشباب من الممثلين والمخرجين المتواجدين في الوقت الحالي على الساحة السينمائية، مؤكدة عدم ممانعتها العمل مع أحد المخرجين لكن بشروط.
وقالت فاتن حمامة في حوار مطول أجرته مع جريدة "المصري اليوم" بعد طول غياب عن الساحة الإعلامية والتليفزيونية: "في الوقت الحالي يوجد أفلام وممثلون رائعون، بالإضافة إلى شباب المخرجين، ولكن يُعاب على ذلك أن هناك بعض الأشياء التي تخرج عن حدود الأدب".
ولم تمانع سيدة الشاشة العربية من العمل مع أحد هؤلاء المخرجين، مضيفة "لو السيناريو جيّد ومكتوب بطريقة متميّزة فلا أمانع عن العمل مع أحد المخرجين الشباب، ولكن بشرط أن أرى له عدة أعمال حتى أحكم عليه جيداً؛ لأنني لا أستطيع أن أجازف في سني هذا بعمل لا يضيف إليّ".
ورشّحت "حمامة" مروان وحيد حامد -نجل الكاتب الكبير وحيد حامد- واصفة إياه بأنه "مخرج جيّد، وإحساسه رائع، وشاهدت له فيلمه "عمارة يعقوبيان" فنقلاته جيّدة، وهو فيلم من أجمل ما يمكن".
الأمل
وعن الدور الذي تتمنّى أن تُقدّمه لو عادت مرة أخرى للوقوف أمام الكاميرات، قالت: "لا يمكن أن يعيش المرء دون أمل، وفي مصر هناك تجارب كثيرة فتحت نوافذ الضوء، ولكننا بحاجة إلى جعل هذه التجارب الفردية أو المتناثرة سمة عامة في حياتنا".
وفسّرت: "أنا أتلقّى عروضاً كثيرة لأعمال سينمائية وتليفزيونية، ودائماً أقول إنني لو عدت للفن سأختار رواية لها رسالة محددة.. الأمل.. أنا عشت عمري كله خيالية.. حالمة.. أنام لأصحو على أمل جديد.. والآن هناك إحباط غير طبيعي في البلد، وأنا أعرف أن مصر مليئة بالمشاكل، ولكنني أؤمن بأن هذه المشاكل يمكن حلها".
ووجّهت فاتن حمامة رسالة إلى الناس تقول فيه: "يا ريت نساعد بعض على بث الأمل وحب الحياة في النفوس، ستقولون لي إن هناك الكثير من السواد.. نعم.. لكن لا تزال هناك أشياء حلوة لا نتحدّث عنها كثيراً".
ورأت "حمامة" أن الجميع مسئولون عن غياب الأمل والجمال وانتشار القبح، واقترحت أن يتم عرض البرامج التليفزيونية التي قد تتسبب في حزن للناس "في وقت مبكر قليلاً وليس قبل النوم مباشرة".
وَرَجَعَت سيدة الشاشة العربية إلى الوراء متذكّرة أول فيلم قامت بتمثيله، وأوّل أجر في حياتها، وكشفت: "كان فيلم "يوم سعيد" وكان أجري عشرة جنيهات، وما أدراك ما العشرة جنيه حينها.. بالإضافة إلى أنني حصلت على لِعب كثيرة جداً".
ورفضت "حمامة" الإفصاح عمن تُفضّله في جيلها من الممثلين الرجال، قائلة: "كل من عملت معه كان ممثل هايل، فأحمد مظهر في فيلم دعاء الكروان كان رائعاً، وعماد حمدي أيضاً كانت له بصماته الواضحة في أعمالنا معاً".
وتابعت "لا أُقحم الحب والكره في اختياراتي لمن يقف أمامي وفي أعمالي، فلو كرهت ممثل ما كرهت العمل، ولكن عندما أجده الأنسب للدور كنت أقول: يبقى هو ده ولا أحد غيره".
"أفواه وأسود"
وتطرّق الحديث عن مصر في الوقت الحالي والسياسة في بلدنا الآن، وبسؤالها أنها لو قدّمت فيلم "أفواه وأرانب" من جديد.. ماذا ستسمّيه؟! أجابت "أفواه وأسود"؛ لأن الشارع كله في خناقات ومشاحنات مع بعضه البعض.
وأضافت "زمان كان كل شيء جميلاً ونظيفاً.. لم يكن مجتمع رفاهية.. ولكن الفقر نفسه كان نظيفاً.. حتى المقهى البلدي في حي فقير كان نظيفاً.. كانت الشوارع بتتغسل يومياً، أما اليوم فأحياناً نرش المياه في الشارع بلا معنى.. وفي رأيي أنها أزمة ذوق وفقر معاً".
ودافعت "حمامة" عما اعتبره البعض أن السينما في الزمن الماضي كانت "متجمّلة" بقولها: "كان ارتباط السينما بالسياسة يحد من حريتنا؛ فأيام الملكية كنا نخشى الكلام عنها، وبعد ذلك كنا لا ننتقد الموجودين في السلطة إلى أن يتركوا أماكنهم، ولكن ما يهمني هنا هو ثقافة المجتمع في التعامل مع القيم والأخلاق والذوق".
وفيما يتعلّق بالأوضاع السياسية، قالت "آمنة" وهو اسمها في فيلم "دعاء الكروان": "بصراحة.. أنا حائرة.. قطعاً لا بد أن يكون هناك عدل وطرق اختيار أفضل، لكن الحرية الزائدة أيضاً ممكن تخرِب الدنيا، والرئيس مبارك إنسان وعاقل وجَنّبنا مشاكل كثيرة بعقله".
ورأت أن محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية "يعرف مصر زمان، لكنه لا يُدرك حجم التغيير الذي طرأ على الإنسان المصري الآن".