التعبيـريه التجريـديه
نشأ تيار التعبيريه التجريديه وتطور في الولايات المتحده الامريكيه امام خلفية كالحه من الوقائع والاحداث التاريخيه ذات الوقع الثقيل على نمط الحياة واتجاهات النشاط الثقافي. وكان في طليعة تلك الوقائع والاحداث الكساد الاقتصادي الامريكي العظيم، سياسة الصفقه الجديده لحكومة روزفلت، الحرب العالميه الثانيه ونتائج انتصار الحلفاء على دول المحور واندحار النازيه والفاشيه، وكذلك حلول عصر السلاح الذري وشبح الجحيم الاكبر. ولان الولايات المتحده كانت وسط هذا المعترك، كان لهذه الاحداث ابلغ الاثر على الوضع الفكري والثقافي واتجاهاتهما مما حتم على المثقفين الانتباه الى ضرورة مواجهة تحديات الساعه وحسم الخيارات الصعبه في خضم مقارنة بين مايجري وراء البحار وماهو عليه الحال داخل البلاد المقتدره الرافعة لراية الحريه والاستقلال والانفتاح الثقافي والتسامح الانساني. كان في طليعة اولئك المثقفين المنفتحين على العالم الخارجي والميالين الى الاندماج الثقافي، مجموعه من التشكيليين النشطين في نيويورك ضمت ولم دي كوننك، مارك روثكو، هانز هوفمن، جاكسن بولاك، اد راينهارد، ادولف كتلب، بارنيت نيومن، روبرت مذرويل، فيلب كستان، فرانز كلاين، وآخرين ممن جمعهم ليس فقط النشاط والحماس الثقافي ، انما التشابه العفوي غير المخطط او المتوقع في اساليبهم الفنيه وطروحاتهم الفكريه ، لاسيما في مجال فلسفة التكوين الفني وفهم جمالية اللوحه. وقد ساعد هذا التقارب الاعتباطي على تحويل "قرية كرينووج"، الحي الصغير في قلب نيويورك، الى بؤرة ثقافيه لاشعاع التجديد والدعوه الى التغيير. وهكذا فخلال النصف الثاني من الاريعينات تركزت النشاطات وانتظمت الافكار والتقت الجهود الفرديه المستقله لتنصهر في وعاء واحد وتتبلورفي حركه فنيه مجدده يشجعها ويدفعها الى الامام وجود نخبه من المع فناني ومثقفي اوربا ممن استقروا في نيويورك بعد هربهم من جحيم الحرب مثل اندري بريتن ، مارك شاكال، مارسيل دوشامب، فرناند ليكر، بيت موندريان، ماكس ارنست، جان كرام، اندري ميسن، جاك لبشتز، روبرتو ماتا، ايف تانكي، وآخرين. اضافه الى ماشهدته نيويورك من مناخ مطرز بالوان الثقافات العالميه تجسدت بعروض وندوات ومحاضرات ومعارض لاعمال اصليه في التكعيبيه والوحشيه والدادائيه والسرياليه جنبا الى جنب مع معارض المحليه اللاتينيه والفنون التاريخيه الاسيويه والفطريه الافريقيه. وكان الناقد روبرت كوتس قد ابتدع اسم "التعبيريه التجريديه" ليطلقه على الحركه التشكيليه الجديده على الواقع الامريكي ، وذلك في مراجعته لمعرض الفنان هانز هوفمن عام 1946 التي وصف فيها ماامتاز به هذا التيار خلال سلسله من الاعمال امتد انتاجها من اواسط الثلاثينات الى اواسط الاربعينات.
في كتابه الموسوم " التعبيريه التجريديه: فنانوها ونقادها " المنشور عام 1990 ، يصف الناقد الفني الامريكي كلفرد روس الاسلوب المميز لفناني هذا التيار بأعتباره " خليط من تخطيطات التكعيبيه والوان الوحشيه ورموز الفطريه وتحدي السرياليه" على انه يشير بشكل خاص الى التأثير السريالي الكبير على التعبيريين التجريديين المتمثل بالاعتقاد الفلسفي العميق بأهمية الفرد ودور مايمور في دواخله في صياغة الضمير العام، ودور تراكم التجربه السرياليه في منح فناني التعبيريه التجريديه الشجاعه والجرأه لاكتشاف انفسهم واطلاق العنان لمشاعرهم وهواجسهم والسماح لها ان تبوح بأسرارها بصراحة غير معهوده تعبيرا وتمثيلا عن مشاعر وهواجس الاخرين. ويذهب روس الى تلخيص مآثر تيار التعبيريه التجريديه بحقيقة اعتمادها على "استحضار معاني ورموز الموضوعات بدلا من تشخيصها ، ومواجهة الواقع بدلا من الاكتفاء بوصفه الروائي"
نشأ تيار التعبيريه التجريديه وتطور في الولايات المتحده الامريكيه امام خلفية كالحه من الوقائع والاحداث التاريخيه ذات الوقع الثقيل على نمط الحياة واتجاهات النشاط الثقافي. وكان في طليعة تلك الوقائع والاحداث الكساد الاقتصادي الامريكي العظيم، سياسة الصفقه الجديده لحكومة روزفلت، الحرب العالميه الثانيه ونتائج انتصار الحلفاء على دول المحور واندحار النازيه والفاشيه، وكذلك حلول عصر السلاح الذري وشبح الجحيم الاكبر. ولان الولايات المتحده كانت وسط هذا المعترك، كان لهذه الاحداث ابلغ الاثر على الوضع الفكري والثقافي واتجاهاتهما مما حتم على المثقفين الانتباه الى ضرورة مواجهة تحديات الساعه وحسم الخيارات الصعبه في خضم مقارنة بين مايجري وراء البحار وماهو عليه الحال داخل البلاد المقتدره الرافعة لراية الحريه والاستقلال والانفتاح الثقافي والتسامح الانساني. كان في طليعة اولئك المثقفين المنفتحين على العالم الخارجي والميالين الى الاندماج الثقافي، مجموعه من التشكيليين النشطين في نيويورك ضمت ولم دي كوننك، مارك روثكو، هانز هوفمن، جاكسن بولاك، اد راينهارد، ادولف كتلب، بارنيت نيومن، روبرت مذرويل، فيلب كستان، فرانز كلاين، وآخرين ممن جمعهم ليس فقط النشاط والحماس الثقافي ، انما التشابه العفوي غير المخطط او المتوقع في اساليبهم الفنيه وطروحاتهم الفكريه ، لاسيما في مجال فلسفة التكوين الفني وفهم جمالية اللوحه. وقد ساعد هذا التقارب الاعتباطي على تحويل "قرية كرينووج"، الحي الصغير في قلب نيويورك، الى بؤرة ثقافيه لاشعاع التجديد والدعوه الى التغيير. وهكذا فخلال النصف الثاني من الاريعينات تركزت النشاطات وانتظمت الافكار والتقت الجهود الفرديه المستقله لتنصهر في وعاء واحد وتتبلورفي حركه فنيه مجدده يشجعها ويدفعها الى الامام وجود نخبه من المع فناني ومثقفي اوربا ممن استقروا في نيويورك بعد هربهم من جحيم الحرب مثل اندري بريتن ، مارك شاكال، مارسيل دوشامب، فرناند ليكر، بيت موندريان، ماكس ارنست، جان كرام، اندري ميسن، جاك لبشتز، روبرتو ماتا، ايف تانكي، وآخرين. اضافه الى ماشهدته نيويورك من مناخ مطرز بالوان الثقافات العالميه تجسدت بعروض وندوات ومحاضرات ومعارض لاعمال اصليه في التكعيبيه والوحشيه والدادائيه والسرياليه جنبا الى جنب مع معارض المحليه اللاتينيه والفنون التاريخيه الاسيويه والفطريه الافريقيه. وكان الناقد روبرت كوتس قد ابتدع اسم "التعبيريه التجريديه" ليطلقه على الحركه التشكيليه الجديده على الواقع الامريكي ، وذلك في مراجعته لمعرض الفنان هانز هوفمن عام 1946 التي وصف فيها ماامتاز به هذا التيار خلال سلسله من الاعمال امتد انتاجها من اواسط الثلاثينات الى اواسط الاربعينات.
في كتابه الموسوم " التعبيريه التجريديه: فنانوها ونقادها " المنشور عام 1990 ، يصف الناقد الفني الامريكي كلفرد روس الاسلوب المميز لفناني هذا التيار بأعتباره " خليط من تخطيطات التكعيبيه والوان الوحشيه ورموز الفطريه وتحدي السرياليه" على انه يشير بشكل خاص الى التأثير السريالي الكبير على التعبيريين التجريديين المتمثل بالاعتقاد الفلسفي العميق بأهمية الفرد ودور مايمور في دواخله في صياغة الضمير العام، ودور تراكم التجربه السرياليه في منح فناني التعبيريه التجريديه الشجاعه والجرأه لاكتشاف انفسهم واطلاق العنان لمشاعرهم وهواجسهم والسماح لها ان تبوح بأسرارها بصراحة غير معهوده تعبيرا وتمثيلا عن مشاعر وهواجس الاخرين. ويذهب روس الى تلخيص مآثر تيار التعبيريه التجريديه بحقيقة اعتمادها على "استحضار معاني ورموز الموضوعات بدلا من تشخيصها ، ومواجهة الواقع بدلا من الاكتفاء بوصفه الروائي"