و"للنساء في ما يعشقن مذاهب", فتدليك الوجه والبشرة بالثعابين أحدث طرق التجميل التي لجأت اليها حواء للحصول على بشرة أكثر نضارة وصحة وحيوية وفقا لما نشر عن هذا النوع من المساج الذي ابتدعته امرأة تدعى "ارا براك" ويعتمد هذا المساج على وضع مجموعة من الثعابين مع الزحف المستمر الى انبعاث بعض الحرارة التي تؤدي بدورها الى تنشيط الخلايا الدموية كما أن حالة الانقباض العضلي للوجه نتيجة الشعور بمرور كائن غريب فوق الوجه تؤدي لشد الجلد حسبما يؤكد القائمون على ممارسة هذه الطريقة الغريبة والتي حاولنا أن نتعرف على حقيقتها ومدى جدواها اذا ما فكرت بعض مراكز التجميل لدينا ادخال مثل هذه الطريقة الغريبة سعيا وراء التقليد, فكان هذا التحقيق: في البداية يقول الدكتور محمود فوزي أستاذ الأمراض الجلدية: كل يوم هناك الجديد في عالم التجميل ولذلك لا يخلو المجال من بعض الابتكارات والأساليب الغريبة كاستخدام الثعابين أو غيرها من هذه الوسائل التي لم نسمع عنها من قبل لذلك فانه من الصعب الحكم على مثل هذه الابتكارات الغريبة خصوصاً وأنها لم تثبت نجاحها من عدمه ولا نستطيع تحديد آثارها الضارة أو فوائدها لعدم استنادها على أساس علمي يوضح لنا ما هي فاعلية هذا النوع من التدليك. تدليك الأسماك ويعلق احمد ابو النار اختصاصي التدليك والمساج الطبيعي على فكرة التدليك بالزواحف قائلا: التدليك فن له أصوله وقواعده المتعارف عليها ووسائل التدليك كثيرة ومعروفة الا أن هذا النوع من التدليك الغريب وغير المتعارف عليه هو بمثابة ترف زائد أو وسيلة من وسائل الدعاية خصوصاً وأنها لن تأتي بالفائدة المتوقعة كما يظن البعض, وبالاضافة لكونها طريقه مشمئزة الا أن لها الكثير من الآثار الجانبية فمجرد مرور الثعابين على بشرة الوجه الرقيقة تسبب لها نوعا من الحساسية والالتهابات, كما أن جسم الثعبان قد يحتوي على مواد سامة وخطيرة على الوجه والجسم الا اذا كانوا يستخدمون نوعا معينا من الثعابين تحتوي على جينات معينة وفي كل الأحوال تعتبر هذه "التقليعة" مجرد ظاهرة جديدة مثلها مثل من يستخدم القوارض والفئران لتدليك القدم, وغيرها من الأشياء الغريبة ومنها على سبيل المثال ما هو منتشر حاليا ويسمى تدليك الأسماك وهي طريقة تعتمد على وضع القدم في مياه بها مجموعة معينة من الأسماك وتوضع بعض الطحالب على الأرجل والقدم تنجذب اليها الأسماك وتأكلها وب تخلص القدم من بقايا الجلد والخلايا الميتة وهي طريقة جديدة أيضا تعتمد على النمط الانعكاسي والخريطة الصينية التي تتبنى النظرية التي تقول إن تدليك القدم يساعد في التخلص من آلام الجسم والكبد, واعتقد أن مثل هذه الطرق لن تجد من يستمر معها وستنقرض تماما, لكن يظل التدليك والمساج المتعارف عليه هو الأبقى لانه اثبت فاعليته سواء كان مساجا ترويحيا الهدف منه هو راحة الجسم واسترخاء العضلات, والذي تتم ممارسته بواسطة الأيدي عن طريق اجراء مسح خفيف على عضلات الجسم, أو كان مساجا تجميليا الغرض منه شد عضلات الوجه وبعض مناطق الجسم, أما النوع الثالث منه فهو المساج العلاجي الذي يهدف الى تنشيط الدورة الدموية واسترخاء العضلات وازالة المواد الضارة الناتجة عن التشنج العضلي, وتهيئة العضلات ويساعد التدليك في تخليص الجسم من الخلايا الميتة أو أي مادة ضارة أو عديمة الفائدة قد تعوق الوظيفة الطبيعية كما انه يعالج الكثير من الأمراض كالأرق والتوتر والآم الظهر والصداع الى جانب كونه يساعد على التخسيس وشد الجسم والبشرة ويحافظ على نعومة الجلد كما أنه يفتح المسام ويزيل السموم من الجسم. نوع من الرفاهية ومن جانبها تنفي الدكتورة نيفين حلمي ابو السعود أستاذ الطب التكميلي بالمركز القومي للبحوث أن تكون هناك فائدة حقيقية من استخدام الثعابين في التدليك أو عمل مساج عن طريق تمريرها على البشرة لعدم وجود أساس علمي وان ما يحدث لا يخرج عن كونه نوعا من الترف والرفاهية, لان وسائل التدليك المتعارف عليها تكون اما عن طريق المساج باليد للوجه والبشرة أو عن طريق الليزر والحقن بالميزوثرابي أو عن طريق بعض الوسائل الأخرى التي نعتبرها تكميلية للعلاج التقليدي, أما استخدام الحيوانات والزواحف أو القوارض في عمل تدليك للجسم فهو أمر غير مقبول علميا على الاطلاق خصوصاً وان فراء وجلود هذه الحيوانات تحتوي على مواد ضارة جدا بجلد الانسان وتصيبه بأمراض معدية وحساسية. التدليك بالقواقع وتستنكر د. نيرمين متولي اختصاصية العلاج الطبيعي والطب البديل فكرة التدليك باستخدام الحيوانات والأفاعي على أساس أن طريقة حركة الثعبان افعوانية فكيف يستخدم في عمل تدليك للبشرة والوجه خصوصاً أن ذلك يتطلب ألا يقل وزنه عن 40 كيلوغراماً على الأقل كما أنه لا توجد فائدة علاجية حقيقية وراء استخدام الأفاعي في العلاج نظراً لعدم احتواء جلودها على أي مواد مفيدة من الممكن أن تستفيد منها بشرة الانسان, في حين أن هناك نوعا من القواقع الحلزونية التي يطلق عليها "الهولام" وكما معروف عنها علميا انها تمشي على الجلد والوجه وتفرز جيلي يحتوي على مجموعة كبيرة من الأحماض الأمينية والفيتامينات التي تساعد في ترميم المواد الناقصة في الجلد كالستين وهي المادة المسؤولة عن مرونة الجلد والكولاجين المسؤولة عن شكل الجلد والتي اذا فقدها الجلد يفقد المطاطية لذلك ففي أميركا يستخدم نجوم هوليوود كريمات من قواقع الهولام التي بمجرد مرورها على سطح الجلد تفرز مواد يحتاجها الجلد وتساعده في الحفاظ على مرونته ونضارته وشبابه وأصبح الآن يستخرج منها مستحضرات للتجميل الا أنها لا تستخدم لعمل جلسات وانما كعلاج مباشر للبشرة والجلد. تقاليع غريبة وعن هوس التجميل وتعلق النساء بكل ما هو غريب حتى لو كان مساج الثعابين أملا في الحصول على بشرة شابة يرجع الدكتور علي اسماعيل عبدالرحمن أستاذ الطب النفسي والأعصاب بطب الأزهر ذلك الى أسباب عدة من أهمها نمط الشخصية فمن يجري وراء تلك الأساليب تكون شخصيته قابلة للاستهواء والايحاء واكثر الفئات التي تنجذب اليه الفئات صغيرة السن والمراهقات أو السيدات محدودات الثقافة ويكون ذلك اما نوعا من التقليد أو الانسياق وراء كل ما هو جديد ومبهر ومتميز, وارجع ذلك الى طبيعة المجتمع الذي يميل بطبعه الى الاستهلاك والبحث عن كل ما هو غريب خصوصاً أن الانسان بطبعه يسعى الى التميز بشتى الطرق وب يميل الى ان يكون مختلفا لأنها الوسيلة الأسهل للتميز وهذه العوامل كلها اذا اجتمعت معا تزيد من التعلق باتباع مثل هذه التقاليع الغريبة للحصول على التميز والاختلاف بغض النظر عن أي شيء آخر.
