منذ اسبوع تقريبا اخذ سؤال واحد يلح على مرارا و مرارا , اذا تحدث الشعب المصرى ما الذى سوف يقوله , هل سيردد كلمات الرئيس عبد الناصر (( ارفع راسك يا اخى , فقد مضى عهد الاستعباد )).
ام هل يردد وراء الفنانه نانسى عجرم (( الدنيا حلوه و احلى سنين , بنعيشها و احنا يا ناس عاشقين )) .
ام هل يقولون ما قالته سيده الغناء العربى (( انا ان قدر الاله مماتى لا ترى الشرق يرفع الراس بعدى )) .
و لكن الاجابه ظلت حائره الى ان سمعت اغنيه اسمها (( لحظه ميلاد )) تبين بعد ذلك انها من فيلم اسمه الديلر , ما علينا من موقعها او من الحانها او حتى من مغنيعا , تاملوا فقط الكلمات //
اول كلمه فى الاغنيه (( مستحملين )) , الم البعاد , مستنيين (( لحظه ميلاد )) و هذا يؤكد الفكره التى طرحتها هنا و عارضها الكثير اننا الشباب فى مصر ولدنا فى الفراغ خارج الزمان و المكان , فيسافر ابن بلدى منتظرا فعلا لحظه ميلاد !
متفرقين ما بين بلاد , و ناس ما ترحمشى البشر , فانه يبدو ان القسوه التى علينا ليست فى مصر فقط و انما من كل الدنيا .
ثم ياتى الحساب , حساب المصرى لمصر (( قوليلنا ليه تاكلى ولادك , و القرب اصعب من بعادك )) , فانه من المؤكد ان الانسان يشتاق لوالديه حتى لو كان والدك شارون فانك ستشتاق اليه بعد البعاد عنه و كذلك المصرى اذا ابتعد عن مصر فانه يشعر بالصعوبه البالغه , و لكنه يقول القرب منكى اصعب من البعد عنك فهنا مصر قد تحولت الى قنفد من اقترب اشتاك بشوك القنفد !
و الغرب ليه ياكلوا فى زادك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ذكرنى الشاعر بقول امير الشعراء - فى مصر ايضا - حين شبه مصر بالشجره و الناس بالطيور و المصريين لا يستطيعوا التمتع بشجرتهم كما يفعل الاجانب و المستثمرين من الطيور ! فقال //
احرام على بلابله الدوح ////////// حلال للطير من كل جنس !
ثم تاتى الكلمه العبقريه (( هو انتى قلبك من حجر ,, ايوه انتى قلبك من حجر )) .
هذه الكلمه هى الواصفه الداله على علاقه مشاعر المصريين بمصر الان و ليس الكلام ( الاقرع ) اللى بيقول - بعدت و كنت هعمل ايه , مين اختار غربته بايديه و محدش عنده كده طيبه و ايه كمان (حنيه ) .
بلدى و اللى يمسها اكله بسنانى . صحيح اعذب الشعر اكذبه !
عندما يتحول القلب لحجر فانه لا ينبض و لا يحيى فيموت الجسد و يتعفن و تصعد الروح , و نرجو اننا لا نعيش فوق وطن ميت .
ثم تاتى الامنيه (( لمينا فى حضنك لمينا )) و و الله هذه هى امنيه كل المصريين , لان تراب هذا الوطن لا يزال يحتل منزله فى القلب , و امى مهما كانت قاسيه اكيد هتبقى احسن من مرات ابويا .
لفينها من مينا لمينا ,و اعتقد ان المينا هنا قصدها الخطر او الاهوال , لان المينا رصيف على حافه البحر الغويط الذى يسهل الغرق فيه .
اى يا بلدى عيب تعملى كده , و ترمينا فى هذه الاخطار .
و اياكى تقولى الغربه ضرر ! اكيد مش هيبقى اضر منك مهما ضرنا ضرره .
************************************************** *************************
هكذا فهمت الاغنيه و هكذا شعرت بها و قد اكون مصيبا مره او ان اكون مخطئا الف مره .
علينا ان ننتبه , زادت كلمات كثيره فى الفتره الحاليه تدل على مراره الشعب ( مصر دى مش امى دى مرات ابويا ) , ( احنا بنحب مصر بس مصر مش بتحبنا ) .
عاوز اعرف رايكم يا جماعه فلو سمحتم محدش يبخل على بيه .