أهم ثلاث مبادئ عند استثمار أموالك
“وراين بافيت” يعتبر من أشهر المستثمرين في العالم وله مكانة كبيرة في عقول المتداولين لفترة زمنية طويلة. ولكن عندما نقوم بسؤاله عن المستثمر الناجح الذي يظل دائما في ذاكرته ويسير على قواعده، فإنه سوف يذكر معلمه “بنجامين جراهام”. وهو مستثمر يعتبره الكثيرين الأب الروحي لمدرسة الاستثمار بناءا على القيمة الخاصة بالأوراق المالية التي يتم استخدامها للاستثمار.
وبصورة عامة فإن أفكاره ومبادئه تم نشرها سابقا في كتابه “تحليل الأوراق المالية” عام 1943، وكتابه أيضا “المستثمر الذكي” عام 1949. وتعتبر تلك الكتب من أشهر الكتب في هذا المجال، وتحتوي على المبادئ العامة الخاصة بالمستثمر “جراهام” والتي يجب على كل مستثمر أن يفهم تلك المبادئ والعمل بها خاصة وأنها خاصة بشخص ناجح في هذا المجال.
المبدأ الأول: أجعل الأمان نصب عينيك عند التداول
مبدأ الأمان يعتبر من أهم المبادئ التي يجب أن يحافظ عليها المشاركون في التداول في كل الأوقات سواء في سوق الفوركس أو في أي سوق مالي آخر. وهو عبارة عن الشراء بناءا على القيمة العادلة للورقة المالية، ولا يجب النظر فقط إلى تعظيم الأرباح فقط وإنما أيضا يجب على المستثمر التفكير في تخفيض نسبة المخاطرة بصورة كبيرة. ولعل الهدف الرئيسي لدى “جراهام” أنه يقوم بشراء الورقة المالية التي تساوي دولارا بنصف دولار.وبصورة عامة فإن أفكاره ومبادئه تم نشرها سابقا في كتابه “تحليل الأوراق المالية” عام 1943، وكتابه أيضا “المستثمر الذكي” عام 1949. وتعتبر تلك الكتب من أشهر الكتب في هذا المجال، وتحتوي على المبادئ العامة الخاصة بالمستثمر “جراهام” والتي يجب على كل مستثمر أن يفهم تلك المبادئ والعمل بها خاصة وأنها خاصة بشخص ناجح في هذا المجال.
المبدأ الأول: أجعل الأمان نصب عينيك عند التداول
وبالنسبة “لجراهام” فإن تقييم الأصول قد يتم من أكثر من زاوية. على سبيل المثال من الممكن تقييم أصل من الأصول على أن معدلات الأرباح الخاصة به تتميز بالاستقرار النسبي أو قد يكون التقييم بناءا على وجود سيولة كبيرة في ذلك الأصل. وهذه الأمور ليست اعتيادية بصورة كبيرة بالنسبة لكثير من المحللين في الأسواق المالية ومنها سوق الفوركس. على سبيل المثال من الممكن أن يقوم “جراهام” بشراء ورقة مالية تتميز فيها الشركة صاحبة الورقة المالية بسيولة عالية وتكون مفضلة لديه أكثر من البيانات الخاصة برأس المال السوقي لتلك الشركة. وبناءا على تلك الفكرة من الممكن أن نقول أن “جراهام” يقوم بشراء الشركات وهي لا تساوي شيئا وينتظر تطورها وتقدمها. وبجانب أن لديه المزيد من الإستراتيجيات في التداول إلا أن تلك الإستراتيجية تعتبر هي الأكثر استخداما لدى “جراهام”.
والجدير بالذكر فإن ذلك المبدأ يجب أن يهتم به العديد من المشاركين في التداول في الأسواق المالية سواء في الاسهم او في سوق العملات، حيث أن التداول على أساس القيمة قد يؤدي إلى تحقيق الكثير من الأرباح بمجرد أن يقوم السوق بإعادة تقييم الأسهم في سوق الأسهم أو العملات في سوق العملات إلى المستويات الصحيحة. ومن الممكن أن نقول أن تلك الإستراتيجية تحمي المستثمر من الكثير من الخسائر والمخاطر نظرا لشراء الورقة المالية عند مستويات متدنية بالنسبة لقيمتها الحقيقية. ويرى “جراهام” أنه حتى وإن واصلت الأوراق المالية انخفاضها فإن ذلك الانخفاض لن يكون بمعدلات عالية تدعو إلى القلق.
وبعد نجاح تلك الفكرة التي تبناها “جراهام” بالشراء في الأوراق المالية التي تقل عن قيمتها العادلة، فإنه هناك الكثير من المشاركين في التداول في الأسواق المالية ومنها سوق الفوركس الذين تبنوا أيضا نفس هذه الفكرة بعد ذلك وواصلوا تطويرها وانتشر مبدأ “الاستثمار بأمان”.
المبدأ الثاني: توقع ارتفاع الذبذبة وحاول الاستفادة منها
التعامل مع الأسهم أو العملات في سوق الفوركس يعني دائما التعامل مع معدلات ذبذبة، فبدلا من الخروج من السوق في أوقات الضغوط العصبية الكبيرة، فإن المستثمر الذكي هو الذي يبحث دائما عن الفرصة الاستثمارية في الأوقات الصعبة. وكان “جراهام” قد شرح أحد أفكاره سابقا بأنه يتخيل أن السوق شريكه في العمل كما هو شريك باقي المستثمرين. والدور الذي يقوم به هذا الشريك أنه يقدم للمستثمرين أسعار مختلفة بصورة يومية ومن ثم يقرر المستثمر هل هذه أسعار جيدة للشراء أو للبيع. وفي بعض الأحيان يكون السوق متحمسا لشركة من الشركات فيدفع بالأسعار إلى الارتفاع، وأحيانًا أخرى يكون السوق ضد شركة من الشركات فتنخفض أسعارها إلى أسفل.
وبسبب أن الأسعار في كلاً من سوق الأسهم وسوق الفوركس تتحرك في الأساس بناءا على مشاعر المشاركين في التداول، فإنه يجب دائما أن لا ندع السوق يؤثر على مشاعرنا ويخدعنا بقرارات استثمارية خاطئة. ولكن بدلا من ذلك يجب على كل مستثمر أن يقوم بتقييم الاستثمار الخاص به بعيدا عن حركة السوق بناءا على معايير علمية صحيحة وحقائق واضحة. هذا بالإضافة إلى أنه يجب أن تقوم بالشراء عندما يكون هناك سببا وجيها لذلك وأن تقوم بالبيع عندما تكون الأسعار قد ارتفعت بصورة مبالغ فيها فوق قيمتها الحقيقية. ويجب أن تتذكر أن السوق دائما سوف يحاول التقلب صعودا وهبوطا وفي بعض الأحوال سوف يتقلب بصورة عنيفة. ولكن لا يجب أن نخاف من تلك الذبذبة العالية بل يجب أن نحاول الاستفادة منها بقدر الإمكان.
وفي النقاط هناك بعض الإستراتيجيات التي يقترحها “جراهام” للاستفادة من ذبذبة السوق سواء سوق الاسهم أو سوق الفوركس:
1- المتوسطات
المتوسط هو عبارة عن مصطلح يعبر عن قيام المتداول بشراء كمية مساوية في قيمة النقود على أسعار مختلفة، أي أنه بعد اختيار الورقة المالية التي سوف يقوم بشرائها فإنه يقوم بتحديد مستويات سعرية مختلفة كلما انخفض إليها السوق يقوم بالشراء فيها، وبتلك الطريقة لن يحدث أنه سيتم شراء كل المركز المالي المراد شرائه بالقرب من قمة السوق. ولكن المتوسطات من الممكن أن تكون مفيدة للمستثمر طويل الأجل وستكون مسئولية المستثمر بعد ذلك تحديد المنطقة التي سيقوم بالشراء فيها المركز المالي المطلوب منه.
2 – الاستثمار المتنوع
يوصي “جراهام” بتوزيع المحفظة الواحدة على أكثر من أداة مالية. على سبيل المثال يتم التوزيع ما بين الأسهم والسندات والعملات في سوق الفوركس، وذلك للحفاظ على معدلات المخاطرة بالإضافة إلى الحصول على جزء من دخل ثابت من السندات للمحفظة. وتعتمد فلسفة “جراهام” على أنه يجب أولا الحفاظ على رأس المال ومن ثم محاولة نموه في السوق وفقا لحالة السوق.
المبدأ الثالث: يجب أن تعلم أي نوع من المستثمرين أنت
ينصح “جراهام” المستثمرين أن يعرفوا نوعهم من ناحية طريقة الاستثمار الملائمة الخاصة بهم، فهو يرى أنه هناك مجموعات مختلفة من المستثمرين من الممكن أن يتداولون في سوق الأسهم أو سوق الفوركس ك:
1- مستثمر مغامر ومستثمر دفاعي
يقسم “جراهام” المستثمرين إلى قسمين الأول مغامر والثاني دفاعي. وذلك التقسيم يعتمد بصورة كبيرة على طريقة وأسلوب كل مستثمر في التداول في السوق. فالنوع الأول يكون ملتزم في تداوله بتحقيق أهداف معينة مقابل وقت معين وطاقة معينة يستطيع فيها ذلك المستثمر عمل كل ما هو مطلوب منه من بحوث ودراسات في أوقات قصيرة لأنه يهدف للتداول على المدى القصير أكثر من الطويل. أما القسم الثاني من المستثمرين فهم الغير متفرغين للاستثمار فقط فيفضلون الاستثمار طويل الأجل الذي لا يحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد. ويؤمن “جراهام” بالفكرة التي تشير إلى أن كلما كانت معدلات المخاطرة مرتفعة كلما كانت العوائد المتوقعة كبيرة، وبالنسبة له “كلما كان العمل كبيرا كلما كان العائد أكبر”.
ولعل اللذين لا يرغبون بعمل الكثير من الأبحاث وبذل الكثير من الوقت والجهد في الدراسات فإن الاستثمار والتداول على المؤشرات العامة قد يكون أمرا جيدا بالنسبة لذلك النوع من المستثمرين. والمستثمر الدفاعي في تلك الحالة فكأنه يتداول على الثلاثين سهما المكونين لمؤشر “داو جونز” بصورة متساوية الوزن؟ ويشير كلا من “بافيت” و “جراهام” أن تحقيق عائد على المحفظة يساوي العائد الذي يحققه مؤشر من المؤشرات الرسمية في السوق فإنه في حد ذاته يعتبر انجازا أكبر مما قد يبدو عليه. وقد يظن البعض أن الأمر سهل كما هو يبدو عليه، فيتصورون أنه بمجرد عدم بذل مجهود فإنه من الممكن الحصول على عوائد مساوية لمؤشر السوق. إذن فإنه من الممكن بذل مجهود أكبر للحصول على عائد أكبر من المؤشر، ولكن في الحقيقة كل من حاولوا القيام بذلك انتهى الأمر بهم بلا شيء.
وفي بعض الأحيان يتم استخدام مصطلح المستثمر الدفاعي للتعبير عن المستثمر الذي يقوم بتوزيع استثماراته ما بين الأسهم والسندات والعملات في سوق الفوركس. ولكن في الحالة السابقة فإن من يستثمر في المؤشر فإنه في الحقيقة يقوم بتوزيع استثماراته على السوق كله مستفيدا من اختلاف الأداء على مستوى الأسهم، مما يؤدي في النهاية إلى تحقيق معدلات ربحية لا بأس بها على المدى الطويل. ووفقا لما يراه “جراهام” فإنه من الممكن بسهولة التغلب على السوق وتحقيق معدلات ربحية مساوية لحركة المؤشر. ولكنه على الرغم من ذلك إلا أن الكثير من المتداولين لا يستطيعون فعل ذلك ولا يتغلبون على السوق.
2- المضارب والمستثمر
التقسيم الثاني للمشاركين في التداول في الاسواق المالية ومنها سوق الفوركس بالنسبة “لجراهام” هو المضارب والمستثمر. والفرق بين الاثنين بسيط للغاية، وهو أن المستثمر قد يقوم بشراء السهم كأنه يقوم بعمل شراكة مع باقي المساهمين، وكأنه يمتلك جزءا من الشركة التي يقوم بشراء الأسهم فيها، بينما المضارب يقوم بالشراء والبيع مع عدم النظر إلى القيمة الحقيقية للشركة التي يقوم بشرائها، ولكنه فقط يحاول الاستفادة من فروق الأسعار من وقت لآخر بالنسبة لحركة السهم في السوق. وبالنسبة “لجراهام” فإن المضارب الذكي هو الذي يقوم بفهم ما يقدر عليه وينجح في تنفيذه.
الخلاصة
الفكرة الرئيسية لدى “جراهام” هي النجاح على المدى الطويل. ويعتمد في عمله على أن الشراء والبيع على الأوراق المالية يكون على أساس قيمة الشركة التي يتم التداول عليها. ويرى أيضا أن عمليات الشراء والبيع في الأساس عبارة عن علم الاختيار في حين أنه هناك الكثير من المشاركين في التداول
يرون أن الأسهم والعملات مصممة للمضاربة، ويجب على كل مستثمر أن يعرف نفسه بصورة أكثر دقة، وذلك لرسم خطة عمل محددة يقوم بالالتزام بها بقدر المستطاع لضمان النجاح على المدى الطويل.