وضح التنظيم والجماعية على الأداء الجزائرى، وهذا كان سر تفوقه فى المباراة وكان لتعاون اللاعبين داخل الملعب وغياب النزعة الفردية دور بارز فى السيطرة على مجريات المباراة، وأدوا بنفس الطريقة التى واجهوا بها المنتخب المصرى فى المباراة الفاصلة بالتصفيات المؤهلة لكأس العالم بأم درمان، حيث اعتمدوا على الدفاع المحكم والتمركز داخل منطقة مرماهم مع الاعتماد على الهجمات المرتدة لعل وعسى يتمكنون من تسجيل هدف.
نجح المنتخب الجزائرى فى تحقيق مراده من المباراة وهو عدم الخسارة والخروج بنقطة ثمينة، رغم توقعى قبلها أن الفوز سيكون للمنتخب الإنجليزى وبعدد وافر من الأهداف بحكم الفارق الكبير فى الخبرة والإمكانيات بين المنتخبين.
المباراة فى مجملها كانت أقل من المتوسطة وكان الجزائر هو الأفضل فنيا فيها، رغم افتقادها النزعة الجمالية فى الأداء، خصوصاً من الإنجليز الذين كان من المفترض أن يكون لهم دوافع عديدة للفوز خشية الخروج المبكر من المونديال بعد تعادلهم فى المباراة الأولى أمام أمريكا ثم تعادل الأخير أمام سلوفينيا، ولكن بعد التعادل بين إنجلترا والجزائر تعقدت هذه المجموعة بشكل كبير، وأتوقع أن تدخل فرقها فى حسبة برما مما يجعل من الصعب التكهن بالمنتخبين المتأهلين منها، لاسيما وأن الجزائر ستدخل المباراة المقبلة أمام أمريكا بمعنويات مرتفعة بعد التعادل مع إنجلترا وهو ما سيزيد طموحها أمام المنتخب الأمريكى الأقل فنياً من نظيره الإنجليزى بعد أن أصبح لديهم أمل فى تخطى الدور الأول، فى الوقت نفسه فإن الإنجليز لم يعد لديهم أمل فى الصعود للدور التالى سوى الفوز على سلوفينيا، ليس هذا فحسب بل عليهم أن ينتظروا أيضاً نتيجة مباراة الجزائر وأمريكا.
مع بداية المباراة ومشاهدتى تغير حارسى مرمى الفريقين، لم أكن مع الأمر، وتوقعت ألا يظهرا بالمستوى المطلوب، خصوصاً وأن الحارس الأساسى فى المنتخبات وفى بطولة مثل كأس العالم، من الصعب أن يتم تغييره بسبب خطأ وقع فيه، ولكن مع مرور الوقت تغير الوضع بالنسبة لى بعدما وضح أن حارسى المرمى، الإنجليزى ديفيد جيميس والجزائرى مبولحى، منحا زملائهما ثقة كبيرة فى ظل حفاظهما على هدوئهما مع ثباتهما الانفعالى، ومع ذلك لم يختبر الحارسان بشكل كبير ولم يتعرضا لكرات خطرة باستثناء الحارس الجزائرى الذى تصدى لكرة أصعب ما تكون على أى حارس من تسديدة خادعة من لامبارد.
المباراة لم يكن بها نجوم من لاعبى الفريقين ولم يظهر أى لاعب بمستوى فنى يلفت الأنظار، وإن كان هذا لا يقلل من المجهود الكبير الذى بذله جيرارد لعب وسط إنجلترا.
الكابتن عبد الواحد السيد حارس المنتخب والزمالك