تعتزم شركة أركيليك، أكبر شركة تركية لتصنيع الأدوات الكهربائية المنزلية، إنشاء أكبر مصنع لها فى الشرق الأوسط فى مصر خلال الفترة المقبلة، بحسب ما نقلته وكالة بلومبرج، أمس، عن جريدة ميليت التركية.
وتمتلك أركيليك مصانع فى 13 دولة، تصدر من خلالها إلى أكثر من 100 دولة من بينها الصين والولايات المتحدة.
«السوق المصرية تتمتع بعوامل جذب متعددة لشركات السلع الاستهلاكية، وبالتالى ليس غريبا على الإطلاق أن تختار الشركة التركية مصر لإقامة أكبر مصانعها فى الشرق الأوسط بها»، على حد قول جورج بشارة، محلل القطاع الاستهلاكى فى بنك الاستثمار فاروس.
واعتبر المحلل أن الزيادة الكبيرة فى تعداد السكان فى مصر، والذى وصل إلى 84 مليون نسمة، من أهم العوامل التى تجذب أى شركة للسلع الاستهلاكية إليها، خاصة أن 50% من هؤلاء السكان تحت الـ20 عاما.
كما أن انخفاض تكلفة العمالة المصرية «عامل مهم بالتأكيد أخذته الشركة التركية فى الاعتبار عند اتخاذها مثل هذا القرار، خاصة أنها على وشك الانضمام للاتحاد الأوروبى، أى أن جميع تعاملاتها ستكون باليورو، مما قد يرفع من تكاليف عملياتها، ومن ثم فإن تراجع تكلفة العمالة قد يخفف من وطأة هذا الأمر عليها».
وأشار بشارة أيضا إلى أن توسع البنوك المصرية، خلال الفترة الأخيرة، فى التمويل، مكن عددا أكبر من الأفراد من شراء شقق، والتى تحتاج بالتبعية إلى تجهيزها بمختلف الأجهزة الكهربائية، وهذا الأمر أحد العوامل التى تضعها أى شركة فى دراسات الجدوى الخاص بأى مشروع لها.
ومن ناحية أخرى، ستستفيد أركيليك من اتفاقيات التعاون المبرمة بين مصر وغيرها من الدول، التى ستمكنها من وصول منتجاتها إلى عدد أكبر من البلدان، أضاف بشارة، مشيرا أيضا إلى الفائدة الكبيرة التى يمكن أن تجنيها الشركة من توسع محال الهايبر ماركت فى مصر، التى تقدم عروضا جاذبة، وتنشط الإنفاق الاستهلاكى، بحسب تعبيره.
وفى مقابل كل هذه المميزات، فإن العادات الاستهلاكية للمواطن المصرى قد لا تكون جاذبة لأى شركة، تبعا لبشارة، الذى أوضح أن المستهلك الأوروبى عادة ما يجدد الأجهزة الكهربائية التى يمتلكها كل سنة، إلا أن نظيره المصرى يشترى الجهاز ولا يغيره إلا بعد فترة طويلة جدا عندما يحدث له عطل كبير لا يمكن إصلاحه. وبالتالى فإن أركيليك يجب أن تلتفت إلى أن تقدم خدمة ما بعد البيع عند تقديم خدماتها فى مصر، لأن هذه الخدمة ستكون مساهما أساسيا فى أرباحها، على اعتبار أن المواطن المصرى قد لا يشترى جهازا كهربائيا جديدا كل عام، وهذا ما تعتمد عليه شركة أوليمبيك جروب، التى تسهم مبيعاتها للسوق المحلية بنحو 88% من إجمالى إيراداتها.
وحول تأثير تأسيس أركيليك على حصة أوليمبيك جروب فى السوق المصرية، باعتبارها صاحبة أكبر مشاركة، يرى المحلل أن الأمر بالتأكيد سيكون له تأثير سلبى ولكن على المدى الطويل، حيث إن «المستهلك عادة لا يلجأ بسهولة إلى شراء نوع جديد غير معروف فى الأجهزة الكهربائية، إلا إذا كان سعره منخفضا جدا»، وبالتالى فإن سرعة ظهور هذا التأثير تعتمد إلى حد كبير على أسعار منتجات الشركة التركية، بحسب بشارة.
وتبعا لبيانات المحلل، تستحوذ أوليمبيك جروب على 40% من سوق الغسالات فى مصر، وعلى 47% من السخانات، و25% من الثلاجات، و13% من البوتاجازات.