قصص غرام و حب قصص جميله عن الغرام
قصص غرام
( بنت القرية )
تبدأخطوات المـــــرء دائماً على دروب الحياة ولايدريمايصادفه خلال تلك الخـــــــطوات وعبــــــر تلك الدروب في رحلةحياتيـــــــة ربمـا قد تكون صاخبة محزنة , وربما قد تكون تحمل إيقاعاً جميلاً لو سعى لها بتخطيط مسبق لما تحقق له ذلك .
فراشد المعلم الذي كان قد عين بقرية تبعـد مايقارب 250 كيلو متراً عن قريته يتوجب عليه إن يجتاز للوصول اليها الأودية والشعاب والتي من المستحيل أن تفوز بمناقصة أسفلتية الا بعد قرن من الزمان .
حمل قراره وأتجه للبحث أولاً عن القرية قبل التفكير في الهيئة التي ستكون عليها تلك المدرسة القابعة خلف تلك المرتفعات الشاهقة . كان قد غادر بعد صلاة الفجر مباشرة وهو لايعلم بأنه من الإستحالة بمكان أن يكون متواجداً خلال الطابور الصباحي فهناك أكثر من عائق سيعترضه دون وصوله في الوقت المحدد .
عند الساعة التاسعة صباحاً كان قد أوقف سيارته في أسفل التل الواقعة عليه تلك البنايات المتباعده وبدأ في الصعود تدريجياً وهو يفكر في تلك الغرف المتناثرة أي منها غرفة المدير حتى يتسنى له تسليم أوراقه ومباشرة عمله . وبعد أن أهتدى للإدارة قدم أوراقه بعد أن كان قد تأخر أسبوعاً كاملاً من بداية العام الدراسي .
سارت الأمور بقية اليوم بصورة طبيعية بعد الترحيب به وإطلاعه على فصله والمواد التي سيقوم بتدريسها إضافة الى إختصاصه لقلة المعلمين المعيينين بتلك القرية . وقبل الأنتهاء من الحصة الخامسة وفي نفس اليوم وبما يقارب العشر الدقائق دخل عليه الفراش وبعد السلام خاطبه قائلاً :
هناك ثلاثة مدرسين من زملائك يرغبون إستئجار غرفتين في شرق القرية كانتا قد أجرتا من قبل لمدرسين آخرين كانوا يعملون بهذه المدرسة فهل ترغب الأنضمام اليهم ؟؟
بكل تأكيد . فالطريق والوقت لايساعداني على الحضور المبكر وانا على إستعداد للدفع في حينه بل ومن الآن !!!
أتفق الجميع وبعد نهاية اليوم الدراسي ذهبوا لمسكنهم الجديد وبدءوا في تجهيز تلك الغرفتين بما يحتاجونه من أسرة للنوم وأواني للطبخ وماشابه ذلك .
سارت بهم دفة الحياة بصورة هادئة جميلة وكانوا كل نهاية أسبوع يغادرون تلك القرية الى أهاليهم ويعودون عصر كل جمعة وهكذا دواليك .
في عصر ليلة من ليالي الربيع الباردة كان راشد على موعد مع الغرام فبعد خروجه من مقر سكنه والذهاب الى تلك المزارع المحيطة بالقرية صادف فتاة ترمح غرباً كريم ٍ قد أرتوى من رافد نهر وأخذا يلهو بين الحشائش الخضراء وحولها جاريتين تحملان أعلافاً وهي تتوسطهما كمقدمة رمح بيد محارب شجاع .
كانت الطريق ضيقة وكان لابد منه أن يرقى قليلاً لكي يفسح الطريق لهم ومن ثم العودة لمواصلة سيره .
تأخرت حليمة وتقدمتا الجاريتين وواصلوا سيرهم وعند محاذاته وبعد أن ترددت كثيراً في اداء التحية قررت في النهاية أن تحيه بعد أن خطف منها الحياء الكثير من كلمات وحروف التحية .
كان السلام كعصا موسى عندما فلقت البحر فلقد أنفتح صدره وأقشعر بدنه ووقفت خصلات شعره من تلك النظرات العابرة والكلمات الرقيقة والتي كانت كمزمار من مزامير آل داوود .
عاد لسكنه وهل عودته كخروجه ؟؟؟؟ شرود في الذهن !! وقلة في النطق !! وصمت رهيب أحياناً وإسئلة تدور حوله من قبل زملائه ولكن لاجواب ؟؟!! .
أخيها الذي يتقدم الصف في مستواه العلمي وحتى في طاولته , وأبيها هو الآمر الناهي في تلك القرية , وعمها صاحب المدرسة , وخالها مدير المدرسة شبكة عنكبوتية تحيط بعشق لم يبزغ نوره ب التي تجعل الخائف يسير آمناً .
كان ينتظر صلاة العصر بفارغ الصبر حتى يتسنى له الخروج الى تلك الربوع الجميلة , فتيات هناك يحملن الأعلاف وأخريات يسقين الأغنام وثلاث فتيات قادمات يحملن الحطب وقد علا حطب احداهن علماً وهي تردد : ( بيرقي بيرق زعاقي **** واللي شاجعه تلاقي )
حياة قروية ريفية جميلة يولد العشق فيها يافعاً ولايشيخ بظهور الشيب في مفرقه بل يزيد جمالاً كالبرق عندما يخترق المزن في ليلة ماطرة مدلهمة سوداء داكنه .
سار بنفس الطريق الذي صادفها فيها والبنات يمررن من أمامه الواحدة تلو الأخرى كان غريباً لدى فتيات القريه بل لم يكن يعلمن أنه معلم جديد .
قدمت كزورق يخترق عباب موج يتهادى , تنفس الصعداء وأخذا يهتم بمظهره ليظهر أمامها بصورة لائقة وعند محاذاته رفعت يدها والتي قد نقش على كفها الخضاب وأصبحت كقفر حمام كان قد ألتقط حباً من على أرض مستوية رشت بالماء قبل ساعة ... وأتبعت ذلك بسلام ٍ من فم ٍ يقبع خلف شفتيه ثنايا تشبه حبات البرد .
توطد العشق وبدأت لقاءات الحبيبين وليالي مقمرة كانت تمضي كدقائق ولكن هل تأتي الرياح بما تشتهي السفن ؟؟؟
ذات يوم كانت قد أعدت له الطعام وكانت تضعه على باب غرفته ككل مرة فهي لاتريد له أن يتعب فهي تريد أن يرتاح قليلاً بعد عودته من التدريس لكي يتمكن عندما يلتقيان في العصر أن يكون قد أستجمع قواه وطابت سريرته .
خرج خالها من المدرسة قبيل اذان صلاة الظهر ليجد أحد الإطارات قد فقد الكثير من الهواء فذهب ليبحث عن صخرة لتساعده على موازنة سيارته ليتسنى له إدخال الرافعه ومن ثم عمل إستبدال لإطاره النائم ؟؟!! ولكن ياترى مالذي حدث ؟؟!!
لمح خالها ما قامت به حليمه من عمل فتتبعها بصمت وعندما دخلت البيت أستجوبها تحت التهديد فما كان منها الاّ أن صرحت بكل ما كان يجري بينها و بين المعلم راشد .
التزم الصمت وأحاط الموضوع بسرية تامة وأجتمع مع أبيها ليقررا السبيل الأمثل للتخلص من هذا الشخص دون حدوث أي ضجة أو مساس بعرض إبنتهما وفي النهاية قررا الأتفاق مع شخص يعمل بإدارة تعليم المنطقه بنقله الى مدرسة بعيدة وتزويجها بأول متقدم لخطبتها , وتم ذلك لترحل الى مدينة بعيدة بعد أن أنجبت طفلآً بجوار تلك المدرسه أطلقت عليه أسم راشد .