كلمة "الفوركس" تعني باختصار سوق العملات الأجنبية أو البورصة العالمية للنقود الأجنبية مما يناسب لكلمة " FOReign EXchange market " في اللغة الإنجليزية. و تتم المضاربة عن طريق شراء و بيع العملات الأساسية التي تحوز علي الحصة الأساسية من العمليات في سوق الفوركس وهي الدولار الأمريكي(USD) (العملة الأساسية) واليورو(EUR ) والجنيه الإسترليني(GBP) والفرنك السويسري(CHF ) والين الياباني(JPY).
و يتم شراء و بيع تلك العملات بالدولار الأمريكي أو العملات الأخرى فيما بينها مما يعرف بازواج العملات و ذلك في مقابل الدولار الأمريكي او أي عملة مقابل عملة أخرى في القيمة. و تعتبر المضاربة في العملات أربح تجارة في البورصات، وأكثرها مخاطرة أيضًا، بسبب التقلبات السريعة التي تقوم العملات بها من الاتجاه الصاعد الي الاتجاه الهابط او بالعكس. بالاضافة الي سوق العملات توجد أنواع أخرى من البورصات هي: بورصات الذهب و الفضة، بورصة البترول، الأسهم و السندات ، المحصولات الزراعية و الطاقة. أما بورصات العملات فتتميز بالمؤشرات المختلفة و التحليل الفني و التحليل الاخباري و سرعة الحصول علي الأرباح .
و لدي أسواق السندات و البيع المستقبلي (فيوتشر- FUTURE) إختلاف أساسي و قصور بالمقارنة بسوق العملات: إذ أنها تتوقف عن العمل في نهاية اليوم و تعاود العمل مع صباح اليوم . و من الطبيعي أنه إذا كنت تتاجر في أسواق ألمانيا مثلاٌ و حدثت في امريكا احداث ذات تأثير كبير علي السوق، فإنك ربما تجد السوق عند بداية عمله مختلف إختلافاٌ كبيراُ عما توقعت.
إن سوق الفوركس ليس سوقاُ بألمعني الحرفي للكلمة، إذ أنه ليس لديه مركزاُ و ليس لديه مكانا معينا تمارس فيه المتاجرة. إن المتاجرة تمارس عن طريق الإتصال التلفوني و الإنترنت بالحاسوب في وقت واحد بين مئات البنوك حول العالم. مئات المليونات من الدولارات تباع و تشتري كل بضع ثوان، و هذا هو ما يسمي المتاجرة بالعملات.
يجمع سوق الفوركس أربع أسواق إقليمية: ألاسترالية و ألاسيوية و ألاوربية و ألامريكية. و تستمر عمليات المتاجرة فيه كل ايام العمل، و يعمل السوق علي مدار الساعة اي 24 ساعة في اليوم. و يلاحظ هدوء نسبي من الساعة 20:00 و حتي 01:00 بتوقيت غرينيتش، و يعزي ذلك لإغلاق بورصة نيويورك في الثامنة مساءاُ و بدء بورصة طوكيو العمل في الواحدة صباحاُ.
إن سوق العملات لا يتعلق بساعات عمل البورصات لان المتجارة تتم بين البنوك التي تقع في انحاء العالم المختلفة. و تقوم اسعار العملات بتغيرات كبيرة متعددة مما يساعد علي القيام ببعض العمليات التجارية خلال يوم واحد. من المعروف ان للانخفاضات تاثير كبير علي الاسواق المالية مما قد يؤدي الي انهيار الاسهم او السندات. أما سوق الفوركس فانخفاض الدولار الامريكي (علي سبيل المثال) يعني صعود سعر عملة اخري و لا يوجد اي انهيار مثل اسوق الاسهم او السندات.
تأسس سوق فوركس(FOREX ) للمعاملات المالية بين البنوك عام 1971 عندما تحولت المعاملات في التجارة العالمية من استخدام قيم ثابتة للعملات لقيم التعويم. ويكون هذا ناتج مجموعة صفقات مالية يقوم بها وكلاء الأسواق المالية لتحويل كمية معينة من المال بعملة احدي البلدان لعملة بلد اخر بقيمة متفق عليها مسبقا لتاريخ معين. و يحدد سعر تحويل العملة المعينة بالنسبة لعملة اخري ببساطة: العرض والطلب للتحويل الذي يوافق عليه الطرفان.
ان حجم العمليات في سوق المال العالمي في نمو مطرد. يرتبط هذا بالتطور الكبير في التجارة العالمية و رفع الحظر علي العملات في كثير من البلدان. ان %80 من كل المعاملات هو عبارة عن مضاربات في سوق العملة الهدف منها الحصول علي ارباح من فروقات اسعار العملات. وتجتذب هذه المضاربات العديد من المشاركين سواء من المنظمات المالية أو المستثمرين الأفراد.
نتيجة للتطور الهائل في تكنولوجيا الاتصالات في العقدين الأخيرين تغير هذا السوق في حد ذاته لدرجة كبيرة. أن مهنة تاجر العملات التي كانت تحاط بهالة من السرية اصبحت جماعية تقريبا. ان الاتجار في العملات الذي كان حتي وقت قريب مقصورا علي البنوك الاحتكارية الكبري اصبح في متناول الجميع نتيجة للتجارة الالكترونية. وحتي اكبر البنوك تحبذ كذلك المتاجرة الالكترونية علي المعاملات الشخصية بين طرفين.
إن الحجم اليومي لتداول العملات في سوق الفوركس تصل الي 3 ترليون دولار. و للمقارنة نذكر ان حجم نشاطات بورصة نيويورك للأسهم لا تتعدي 300 مليار دولار في اليوم، أي أنه يلزم نصف سنة لبورصة نيويورك لتصل حجم سوق العملات.
ومن الخصائص المهمة لسوق العملات هي خاصية التوازن بالرغم من ان هذا يبدو غريبا. فالكل يعلم ان الخاصية الأساسية للسوق المالية هي هبوطه المفاجئ. ولكن سوق فوركس يختلف عن سوق الاسهم في أنه لا يهبط. عندما تفقد الأسهم قيمتها يكون هذا انهيارا. أما اذا انهار الدولار مثلا فان ذلك يعني فقط ان عملة اخري صارت اقوي- مثالا لذلك الين الياباني الذي صار في بضعة اشهر من عام 1998 اقوي بالربع تقريبا بالنسبة للدولار. هذا وقد وصل هبوط الدولار لبعض الأيام في تلك الفترة لعشرات في المائة. بالرغم من ذلك لم يحدث انهيار للسوق واستمرت المعاملات كالعادة. في هذا ينحصر ثبات سوق العملات وما يرتبط بة من عمل. العملة هي بضاعة كاملة السيولة يمكن شراؤها او بيعها في كل الأوقات.
يعمل سوق العملة كل الوقت من غير توقف ولا يرتبط بساعات العمل المعينة للبورصة، فالمعاملات تكون بين بنوك تقع في اجزاء مختلفة من الكرة الأرضية. ان تغيرات أسعار العملة تكون بدرجة ملحوظة ولمرات عدة تكون كافية للقيام بعدة عمليات في كل يوم. فاذا كان لديك تكنولوجيا متاجرة مجربة و مضمونة يمكنك جعلها مجال عمل لا تقارن بفعاليته فعالية اي مجال اخر. ولذلك نجد البنوك الكبري تقتني اغلي المعدات وتستخدم عشرات اخصائي المتاجرة في الأقسام المختلفة لسوق العملة.
ان المنصرفات للدخول في هذا العمل ليست كبيرة. وحقيقة فإن احتياجات العمل في هذا المجال من درس ابتدائي واقتناء حاسوب وشراء خدمة المعلومات وقيمة التأمين لا تتعدي كلها معاً بضع آلآف من الدولارات وهذا مبلغ لا يمكن استثماره بجدية في اي مجال آخر. ومع وجود العرض الهائل من الخدمات في هذا المجال من السهل إيجاد وكيل متمرس في سوق العملة. ما تبقي بعد ذلك يعتمد علي المتاجر. نستخلص من هذا ان النجاح في هذا المجال يعتمد عليك شخصياً أكثر منه في أي مجال عمل آخر.
إن الشئ الأساسي للنجاح في هذا السوق ليس حجم المال الذي تدخل به السوق بقدر ما هوالتركيز الدائم عل دراسة السوق، وفهم ميكانيكياته ورغبات المشاركين. ينتج عن ذلك تحسين متواصل لطريقة عملك وتنظيم متاجرتك. هذا ولم يحدث ان نجح شخص في سوق العملات اعتمد علي رأس المال فقط.
لقد قطع نظام العملات العالمي طريقاً طويلاً في الألف عام من تاريخ البشرية ولكن التغيرات التي تحدث فيه اليوم الأكثر تشويقاً ولم تكن لتخطر علي بال أحد من قبل. هناك تغيران اساسيان يحددان الشكل الجديد للنظام العالمي للعملات:
- إن النقد ينفصل انفصالاً تاماًٌ الآن عن اي حامل مادي؛
- لقد مكنت تكنولوجيا الأتصالات وتبادل المعلومات القوية من جمع النظم المالية للبلدان المختلفة في نظام مالي عالمي واحد.