عادت شيرين حسين - بنت محافظة الشرقية - إلي أرض الوطن.. عادت وفي عينيها دموع متحجرة تأبي السقوط.. كانت عودتها إلي الوطن حلماً بعيد المنال.. لكن سرعان ما تحول الحلم إلي واقع يتنفس وينطق بمعني الحياة. تحدثت شيرين حسين راقصة الفنون الشعبية لـ »الوفد« قائلة: الحمد الله أنني مازالت علي قيد الحياة.. الحمد لله علي العودة الي وطني مصر.. فقد عشت تجربة مؤلمة بدأت تفاصيلها عندما سافرت إلي دولة كولومبيا للاشتراك في مهرجان بوجوتا.. وكنت واحدة من فرقة الشرقية للفنون الشعبية وكانت حالتي الصحية جيدة ولكن وبكل أسف ساءت حالتي الصحية بعد العرض الذي أقيم في اليوم الأول.. حيث أصبت بأزمة في التنفس وذلك بسبب ارتفاع كولومبيا عن مستوي سطح البحر بمسافة طويلة.. وعلي إثر ذلك تنخفض نسبة الأوكسجين. وتواصل شيرين حسين كلامها قائلة: تم نقلي إلي المستشفي وهناك تحسنت حالتي ولكني فوجئت عند خروجي من المستشفي بأنني مطالبة بسداد مبلغ قدره »85« دولاراً وفوجئت أيضاً بمساعد السفير ويدعي سيد الصلاحي يطالب زملائي بالتبرع من أجلي.. حزنت وتألمت من الموقف وأدركت انني تعرضت للإهانة من السفارة. وعن الأزمة الصحية التي لحقت بها في بارس وكيف تعامل معها المسئولون المصريون هناك قالت: فدعونا في كولومبيا وأوهمونا اننا سوف نقضي وقتاً قصيراً في فرنسا ثم نسافر إلي القاهرة. واكتشفت وزملائي حقيقة المأساة.. وهي أننا سوف نقضي يوماً كاملاً بلا طعام في المطار. وهنا فكرت وزملائي بالاتصال بـ »حسام نصار« رئيس العلاقات الثقافية الخارجية في مصر وتحرك الرجل بسرعة وبدافع حبه للوطن وغيرته علي المصريين.. أجري اتصالات استمرت حتي الفجر ولم يهدأ له بال إلا بعدما دخلت المستشفي للعلاج ولم يرتح إلا بعدما نجح في إعطاء كل أعضاء الفرقة تأشيرة دخول فرنسا وتوفير الإقامة الكريمة لهم. وعن المعاملة من جانب السفير المصري في فرنسا قالت: يكفي القول انني تعرضت للإهانة في كولومبيا وأكرموني في باريس .. فقد بذل السفير جهدا كبيرا لراحتي ولم يهدأ إلا بعد الاطمئنان علي صحتي.. كما بذلت كاميليا صبحي المستشارة الثقافية في المركز الثقافي المصري في باريس جهدا جهيدا ووقفت بجانبي وتركت منزلها ونامت بجانبي في المستشفي ولا أملك إلا توجيه الشكر لهم. إلي هنا وانتهي حديث شيرين حسين راقصة الفنون الشعبية ولا نملك في النهاية إلا الاعتراف بدور حسام نصار رئيس العلاقات الثقافية الخارجية الذي تابع الموقف من باريس وذهب بنفسه لاستقبال الفتاة المريضة في المطار.. ويجب توجيه الشكر للسفير المحترم ناصر كامل سفير مصر في باريس وتوجيه الشكر أيضا لـ »كاميليا صبحي« المستشارة الثقافية فقد بذلا مجهوداً كبيراً لحل أزمة »شيرين« وانقاذ فرقة الشرقية في باريس.. فهم في الحقيقة مصريون حتي النخاع وأفعالهم تؤكد انهم قادرون علي تحمل المسئولية وعاشقون لتراب مصر إلي حد الهيام. صفوت دسوقي