اصبح نجوم ومدربو فرق أندية ومنتخبات كرة القدم العالمية، المثل والقدوة على الدوام في نظر المعنيين بشؤون كرة القدم من "لاعبين ومدربين وإداريين وإعلاميين وجماهير"، سواء في مختلف الدول العربية أو دول العالم الثالث عموما.
عندما يتحدث الأعلام الرياضي في دول العالم الثالث، عن شؤون وشجون كرة القدم في بلاده، يستحضر الاعلام قدرات وسلوكيات ومختلف مظاهر الإلتزام لدي نجوم ومدربي أبرز الأندية والمنتخبات العالمية في مضمار اللعبة، على إعتبار أنهم يمثلون أفضل النماذج التي كنا ندعو أن تحذو حذوها وتتمثل بها نجوم فرق الأندية والمنتخبات في منطقتنا، وأن هؤلاء النجوم يشكلون بـ"ثقافتهم التنافسية" الراقية، المُثلى التي يفترض أن تكون هي السائدة في كافة المنافسات الرياضية عموما.
وفي مونديال جنوب أفريقيا "2010"، كسرت الكثير من تصريحات وسلوكيات بعض أبرز نجوم ومدربي المنتخبات المشاركة هذه "التابوهات"، وأثبتت مجددا أن "الافرنجي" ليس دائما "برنجي"، بل لا نتجاوز الحقيقة إذا قلنا أن نجم في حجم وأخلاقيات محمد ابو تريكة، هو أجدر بان يكون قدوة لبراعم كرة القدم في دول العالم الثالث، ببساطه لأن أبو تريكة اثبت في مسيرته مع الأهلي والمنتخب المصري، أنه أكثر رقيّا في أخلاقياته وثقافته وسلوكه من كثير من نجوم الكرة العالمية، الذين تجاوزوا في تصريحاتهم وسلوكهم حدود اللياقة أحيانا وحدود "الأدب" حينا. بدأ سقوط بعض النجوم على المستوى الأخلاقي في مونديال جنوب أفريقيا، بواقعة "الشتيمة" التي وجهها مهاجم المنتخب الفرنسي انيلكا الى مدربه دومنيك، ثم جاء الدور على البرتغالي كريستيان رونالدو، الذي تمتع بنجومية طاغية في السنوات الأخيرة تفوق إمكاناته الفنية، إذا لم يكتفي رونالدو بكونه قد "خذل" محبيه على المستوى الفني خلال مباريات منتخب بلاده في كأس العالم الحالية، بل ودع المونديال بسلوك غير أخلاقي "البصق على مصور تلفزيوني".
ولعل ما فعله رونالدو وما فعله قبله الفرنسي أنيلكا (وهناك امثلة عديدة تخص نجوم ومدربين بارزين في المونديال الحالي)، سلوك يترفع عنه حتى أدنى اللاعبين ثقافة ممن ينتمون الى أندية من دول العالم الثالث..