*
*
*
*
*
(تفاءلوا بالخير تجدوه)
هكذا قالها المصطفى
اسوتنا الحسنة
فاذا وقعت النكبة
وحلت الكارثة , وتعاقبت الايام الحالكة , وضاق الصدر
وانهارت القوة , واضطربت العزيمة
فاعلم ان هذا الحال لايدوم
واعلم ان المنح فى ارحام المحن
وكن متيقنا بأن فرج الله قريب
﴿ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ ﴾
وَلَرُبَّ نازلةٍ يضيقُ بها الفتى * ذَرْعاً وعندَ اللهِ منها المخرَجُ
ضاقتْ فلمَّا استحكمتْ حلقاتُها * فُرِجَتْ وكانَ يظنُّها لا تُفرجُ
فلما تسود الوجوه حزنا ًواسفا ً
على امر قضاه الله وقدره؟ .. فارض بقضاء الله وقدره
﴿مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا﴾
وحول الجحيم الى جنة
أنت قادر على ذلك فهو ليس بمستحيل او امر بعيد
ما عليك سوى الصبر
(سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ )
اجعل من الارادة سلاح واصنع من التدبر حكمة
وانسج من الامل نشوة واخلق من العزم قوة
فاليك مثال لابى ذئيب الهزلى حين مات ابناءه
فرثاهم بالياذه
ارخها التاريخ وعجبت لها الاذهان فقال
(إذا داهمتك داهيةٌ فانظرْ في الجانبِ المشرِقِ منها ،
وإذا ناولك أحدُهمْ كوب ليمونٍ فأضفْ إليهِ حِفْنَةً من سُكَّر ،
وإذا أهدى لك ثعباناً فخذْ جلْدَهُ الثمين واتركْ باقيه ،
وإذا لدغتْك عقربٌ فاعلم أنه مصلٌ واقٍ ومناعةٌ حصينة ضد سُمِّ الحياتِ)
لما نظل نبكى على ما تولى وندفن انفسنا تحت اطلال بالية ؟
لما نجعل البسمة تتسلل من بين ايادينا معللين ذلك بالحزن والاسى على ماضى لا يمكن ان يعود ؟
فان الماضى عند اصحاب العقول الناضجة
يجب ان يطوى ويكبل بالحبال ويدفن تحت التراب لانه اصبح سراب
امر مضى لايمكن ان نعيده فسنة الحياة ان كل شىء يسير الى الامام
لا يعقل ان نخالفها﴿ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ﴾
ولما نتوجل من امر لازال بعلم الغيب
امر مجهول ومفقود ..!!؟
هل نراهن على امر بعلم الغيب امر بين يدى الله
نتوجس ونزعر من ( الفقر , الموت ,المرض ,البلاء )
فالتشاؤم والوجل يعدكم بهما الشيطان
﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً ﴾
اذن لما نسعى للقفز من حاضرنا الى مستقبل غيبى﴿ أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ ﴾
او نتوقف فى حاضرنا خوفا ًمن مستقبل خفى
﴿ وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا ﴾
قال المصطفى ( لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل الصالح: الكلمة الحسنة )
والطيرة هى التشاؤم
لما لا نعيش فى حدود يومنا نتمتع بكل لحظاته ونشكر الله على ما اتانا
﴿ فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ ﴾
نحمده ونستعينه ونستغفره
نحمده على خالص نعمه ونستعينه فى الشدائد ونستغفره على ذلاتنا
ما بنا من نعم فهى من الله
﴿ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا ﴾
﴿ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً﴾
فلا يجوز ان نكون ممن ﴿يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا ﴾
احمل بعزم الصدق حملة مخلص *** متجـــرد لله غير جبان
واثبت بصبرك تحت ألوية الهدى *** فإذا أصبت ففي رضا الرحمن
والحق منصور وممتحن فلا *** تعجب فهذي سنـة الرحمن
لكنما العقبى لأهل الحق إن *** فاتت هنا كانــت لدى الديان"
اجعل دائما فى قلبك وعقلك زاوية للامل
تتكون من ( الصبر والايمان والمناجاة والعمل الصالح )
فوالله ما اصابنا ما اهمنا الا بذنوبنا..
********
مع خالص مودتى
emmo