القنوات الفضائية العربية للاستحواذ على أكبر قدر من الأعمال الحصرية، عن طريق الإنتاج المباشر، أو شراء الحقوق والظفر بالعروض الأولى للمسلسلات العربية، ومثل كل عام، وكما جرت العادة يكون شهر رمضان هو موسم شركات الإنتاج والفضائيات، حيث ترتفع نسبة المشاهدات، وتكثر المسلسلات العربية، الدرامية والتاريخية، والكوميدية والواقعية.
وقد انتهت معظم الفضائيات من إنجاز صفقات الشراء، والبث، والإنتاج، ولم يبق إلا أن تضعها على خرائط ومخططات البرامج والعرض الرمضاني.
وتشير التقارير وآراء النقاد الفنيين والمتابعين إلى أن المنافسة محتدمة هذا العام، خاصة مع الإنتاج الخليجي الضخم، وكثرة القنوات وشركات الإنتاج الفضائية، فضلا عن وجود أعمال خليجية منوعة، بالإضافة إلى عودة الدراما المصرية إلى المنافسة على الصدارة في الكوميدي والتاريخي والدرامي، بعد أن انحصرت المنافسة العامين الماضيين بين السوريين والخليجين.
المسلسلات المصرية
ففي هذا العام تعود المسلسلات المصرية التاريخية من خلال “سقوط الخلافة”، وهو من إنتاج قطري، وتمثيل وسيناريو من مصر، باستثناء دور الفنان السوري عباس النوري، وحسب ما جرت الموضة أن يقدم الفنانون السوريون أدوار البطولة في الأعمال المصرية مثل تيم حسن في “الملك فاروق”، وجمال سليمان في “حدائق الشيطان”، وغيرهما.
وتعود الدراما المصرية التاريخية بقوة أيضا من خلال مسلسل “كليوباترا”، وهو من بطولة الفنانة السورية سلاف فواخرجي أيضا.
أزواج الحاجة زهرة
ولم تغب الأعمال الدرامية عن الحضور، فهناك مسلسل “الحاجة زهرة وأزواجها الخمسة”، والذي يمثل فيه باسم ياخور، ومن بطولة الفنانة غادة عبدالرازق، والعمل من إنتاج mbc، وسيكون حصرياً عليها.
مثلما هو الحال في مسلسل “باب الحارة” في جزئه الخامس، والذي تم تركيز السوريين عليه، لكي يرفع من مستوى تقييم الأعمال السورية، خاصة أنها في هذا العام لن تنافس بقوة، وقد توقع النقاد أن تكون المنافسة مرجحة لكفة المصريين والخليجيين.
ومن بين الأعمال القوية المسلسل المصري “بره الدنيا” بطولة شريف منير ومحمد الشقنقيري وأميرة العايدي إخراج مجدي أبو عميرة وتأليف أحمد عبدالفتاح. تدور أحداث العمل حول بركات الفلاح المتعلم المستنير الذي لا يزال محتفظا بأصالته ومخلصا لأرضه وأهل قريته، وهذا لا يعجب هؤلاء الذين يسعون في الفساد فيشعلون النار في أرضه ويلقون فيها بجثة مجهول انتقاما منه، وهكذا يدخل في أزمة جنون تغيبه عن العالم، أما حبيبته فهي شخصية غريبة ومستفزة؛ كونها خليط معقد من الرومانسية، والتي تعيش قصة حب على نار ساخنة مع “بركات” تنتهي بزواجهما.
كما أن مسلسل “شيخ العرب همام” سيشكل إحدى نقاط القوة للأعمال المصرية، والذي يقوم ببطولته الفنان يحيى الفخراني وتقاضى أجرا 8 ملايين جنيه نظير المشاركة به، ويخرج المسلسل حسنى صالح عن قصة عبدالرحيم كمال، والمسلسل عبارة عن سيرة ذاتية لرجل كان ذا شأن وعاش حياة مليئة بالتجارب داخل قبيلة “الهوارة” بصعيد مصر وتتناول الأحداث حياتهم وقضاياهم، ولكن بعيدا عن الظروف التي تعيشها البلاد.
أعمال خليجية
أما الدراما الخليجية فالأعمال كثيرة، وقد توزعت جغرافيا الإنتاج بين قطر ودبي وأبوظبي والكويت والسعودية. فقطر تشهد عودة الفنان غانم السليطي من خلال مسلسل “تصانيف” الذي هو من تأليفه، وبطولته مع الفنان عبدالعزيز جاسم.
ومن المسلسلات الخليجية مسلسل “خيوط ملونة” الذي تنتجه شركه تارا للإنتاج الفني لصالح تلفزيون دبي، وسيعرض على التلفزيون القطري وقناة دبي، وهو بطولة عبدالعزيز جاسم وزهرة عرفات وعبدالله عبدالعزيز وهدية سعيد وهبة الدري ونجوى ومجموعة من الشباب ويعالج جملة من الموضوعات والقضايا الاجتماعية.
“ليلة عيد”
كما أن مسلسل “ليلة عيد” وهو من إنتاج وبطولة الفنانة الكبيرة حياة الفهد، وسيعرض على قناة mbc وتلفزيون قطر، فيعتبره المتابعون للوسط الفني والمختصون من أقوى الأعمال هذا العام، كونه جاء بقصة مختلفة، عن تكرار سيناريوهات المسلسلات الخليجية، وهو عبارة عن مسلسل اجتماعي إنساني منقسم إلى حقبتين زمنيتين تبدأ من حقبة الستينيات وما شهده تاريخ العرب آنذاك خصوصا نكسة يونيو، ومن ثم تنقلنا الأحداث إلى الفترة الزمنية المعاصرة، وما بين الانتقال بين المرحلتين يوجد سر، يعرفه “حصة وغانم” وتظل بالنسبة لهما كابوسا وكارثة تؤرقهما.? والعمل قام بتأليفه حمد البدر وأخرجه حسين أبل ويشارك في بطولته مع سيدة الشاشة الخليجية حياة الفهد الفنان غانم الصالح ومنصور المنصور والإماراتي أحمد الجسمي.
مسلسل القعقاع
ومسلسل “القعقاع” سيكون في مقدمة المسلسلات المرشحة كعمل تاريخي للعرض خلال شهر رمضان المقبل، بعد أن تم تأجيل عرضه العام الماضي بسبب تأخير عملية الإنتاج التي حالت دون ذلك، ويحكي المسلسل قصة القعقاع بن عمرو التميمي صاحب الدور البارز في معركة القادسية المسلسل للكاتب محمود الجعفورى وإخراج المثنى صبح وتنتجه للتليفزيون شركة سوريا الدولية للإنتاج، والذي يتم تصوير أحداثه في المملكة المغربية وعدد من الدول العربية الأخرى، وهو من إنتاج تلفزيون قطر الذي قد اعتاد إنتاج عمل تاريخي يتم عرضه في رمضان من كل عام خاصة بعد أن قدم التليفزيون مسلسل أبو جعفر المنصور العام قبل الماضي والذي نال مجموعة من الجوائز في عدد من المهرجانات واستطلاعات الرأي التي أجريت بشأن الأعمال التاريخية.
المنافسة الكوميدية
وليست هناك مسلسلات بدوية وأردنية هذا العام سوى المسلسل البدوي “راعي الصيد”. أما المسلسل الخليجي «زوارة خميس»، مسلسل درامي تدور أحداثه في ثلاثين حلقة، والعمل اجتماعي، يتكون من أسرة أساسية مكونة من الأب والأم والأبناء والأحفاد، كل شخصية لها مساحة خاصة متشابكة مع الشخصيات الأخرى». وهناك المنافسة بين أقطاب الكوميديا الخليجية بشكل عام وعلى وجه الخصوص في السعودية، فهناك عدوى المسلسلات المضحكة والخفيفة، فالفنان فايز المالكي، انسحب من الـ “إم بي سي” وتحديدا مسلسل بيني وبينك، بعد خلاف مع المنتج وشريكه بالبطولة حسن عسيري. وقد أقدم المالكي على إنتاج مسلسل سكتم بتكم الذي يتوقع أن ينافس بقوة، لأنه جديد وغير مكرر مثل بيني وبينك وحتى مسلسل طاش ما طاش الشهير.
خلافات الفنانين السعوديين
ولم يتوقف السعوديون عند هذا الحد، بل إن هناك عملا كوميديا آخر من بطولة محمد العيسى وريم عبدالله بعنوان “مزحة برزحة”، وكذلك مسلسل شيكات من بطولة يوسف الجراح ويوسف غنيم.
ويبدو أن الفنانين الكوميديين لم يتفقوا، وعلت أصوات الزعل، والمشاكل بينهم، وكل اثنين ساروا في طريق منفصل، ولا يوجد عمل يجمع أكثر من نجمين أو ثلاثة، مما يجعل احتمال ضعف كل الأعمال وعدم حصولها على نسبة مشاهدة قوية قائما.
وفي منتهى الحديث عن المسلسلات العربية الرمضانية، نجد أن القائمة تطول وتتسع أكثر، للعرض، والتشريح، والمناقشة، ولكن كانت هناك محاولة قدر الإمكان لعرض الأعمال الأكثر قوة، وحضورا على المشهد الدرامي، وخرائط القنوات الشهيرة والمهمة، ولا أحد يعلم، ربما تخرج أعمال لم يتم التركيز عليها، أو تم التكتم عليها من قبل منتجيها، لتقلب الطاولة، وتعمل تغييرا في الساحة الفنية، وخلال ثلاثين يوما من شهر رمضان ستتضح الأمور، وتنجلي أكثر.