خيمت أجواء الهدوء الحذر المشحون علي عزبة رشوان في منطقة بهتيم بشبرا الخيمة بعد مقتل شاب مسلم علي يد 6 مسيحيين انتقاماً منه علي اقناع شقيقتهم بإشهار إسلامها والزواج منها.
انتقلت «الدستور» إلي مكان الواقعة والتقت أسرة المجني عليه ياسر سيد خلف «23 سنة» ـ سائق توك توك ـ وقالت جيهان محمد ـ والدته ـ والتي كانت في حالة ذهول إن نجلها المجني عليه هو نجلها الوحيد ويوم الحادث كانت في زيارة لأهلها بالصعيد وتلقت مكاملة تليفونية باختفاء ابنها وعندما رجعت إلي القاهرة يوم 7 يوليو الماضي ذهبت إلي قسم ثان شبرا الخيمة وحاولت تحرير محضر باختطافه، لكنها فشلت فاضطرت إلي الذهاب إلي مقر أمن الدولة بشبرا الخيمة وأرسلوها مرة أخري إلي قسم شبرا الخيمة وحررت المحضر وفي اليوم أبلغوها بأن تحضر إلي المشرحة لتتعرف علي جثة ابنها إلا أنها في المرة الأولي لم تستطع التعرف عليه لأن وجهه كان مشوهاً من كثرة الجروح ولمرور عدة أيام علي وفاته بعد العثور عليه في ترعة شبين القناطر، لكنها تعرفت عليه في المرة الثانية عن طريق الساعة التي كان يرتديها، وكذلك سلسلة فضية حول عنقه.
وأضافت: إنها انهارت عندما رأت جثة نجلها في المشرحة وبها ذبح قطعي في الرقبة وجروح وآثار تعذيب بأنحاء جسده.
وأشارت والدته إلي أن المجني عليه تعرف علي هبة محمد إبراهيم والتي كانت تدعي قبل أن تشهر إسلامها «هايدي وحيد موسي» عن طريق فتاة تدعي أسماء تقيم بمنطقة الدويقة وكان ياسر يريد أن يتزوجها ولكن بسبب بعض المشاكل التي وقعت بينهما لم يتم الزواج فعرفته علي صديقتها هايدي التي كانت تذهب إليها باستمرار وتشاهد البرامج الدينية وتصوم معهم في بعض الأيام، فأرادت هايدي أن تشهر إسلامها قبل أن تتزوج من ياسر أو تتعرف عليه.
وعندما تعرفت عليه أحبته وأرادت الزواج منه وبالفعل تزوجها بعد أن أشهرت إسلامها وأقامت عندهم في المنزل وتركت منزل أهلها وقبل وفاته كان ينهي لها أوراق إسلامها.
وأضافت أن والدة هايدي هي التي حرضت شقيقها إيهاب وحيد وابن عمها وجدي علي قتله واستعانوا ببعض من أقاربهم وكانوا علي علاقة بياسر بعد أن تعرفوا عليه عن طريق أسماء ولكنهم في البداية لم يكونوا علي علم بأن هايدي أشهرت إسلامها وأنها هربت وذهبت لتقيم مع ياسر في بيت زوج والدته.
وأوضحت الأم أنه بعد الجريمة قامت مباحث أمن الدولة بالقبض علي هايدي لأن أهلها يريدون قتلها كما قتلوا ياسر أيضاً لاستكمال إجراءات إسلامها التي كان ياسر يسعي لإنهائها.
وأكدت أن أهل ياسر رفضوا أن تظل معهم لأنهم يعتقدون أنها السبب في مقتل ابنهم ولكنهم أصروا علي أن تحضر هايدي وتعيش معهم لأن ابنها كان يحبها جداً ولم يتخل عنها وكان يوصيها بها خيراً ولذلك ذهبت جيهان إلي مباحث أمن الدولة لتطمئن علي زوجة ابنها إلا أنهم طلبوا منها أن تأتي بعد أسبوع، وأكدت أنها لن تتركها حتي تعود وتقيم معهم في المنزل، وأشارت إلي أنها وأهل ياسر رفضوا تلقي العزاء.
وقال سعيد حسين ـ زوج والدة ياسر ـ إن المجني عليه كان يقيم معه ويوم اختفائه حضر وجدي ابن عم هايدي وأكلا معاً ثم خرجا بعد العشاء، وأشار سعيد إلي أنه كان يشك في وجدي، وقال له محذراً «إذا كنت تنوي الخيانة أنا لن أتركك»، وادعي وجدي الغضب وخرج من المنزل ولكن ياسر أحضره مرة أخري وبعد أن خرجا قام سعيد بالاتصال به في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ورد عليه ياسر وقال له إنه سيحضر بعد ساعة وأنه يجلس مع أصدقاء له بالمنطقة وبعد أن تأخر اتصل به مرة أخري في الساعة الثالثة صباحاً، لكنه لم يرد عليه.
وأضاف سعيد: إن الشرطة عثرت علي جثته مذبوحة بترعة في شبين القناطر بعد أن قام المتهمون بلفه في بطانية وألقوه بها، وتم القبض علي إيهاب ـ شقيق هايدي ـ الذي اعترف علي باقي المتهمين وتم القبض علي وجدي الذي سافر إلي الصعيد بعد الجريمة، وكذلك تم القبض علي والدة هايدي «آمال نسيم» ووالدها وحيد موسي وثلاثة آخرين من أقاربهم الذين اشتركوا معهم في الجريمة.
وأكد سعيد أنهم كانوا يسكنون في شبرا الخيمة قبل أن ينتقلوا للعيش في الدويقة، وأن والدة هايدي كانت دائماً تهدد ياسر بقتله وبالفعل نفذت تهديدها له بعد أن قامت بتحريض ابنها وأقاربها علي قتله.
من جانبه أكد محمد ممدوح ـ أحد جيران ياسر ـ أنه كان حسن السمعة ولم يكن له أي عداوات مع أحد وكان يعيش حياته مثل كل الشباب، ولم يكن متشدداً أو متعصباً، مشيراً إلي أن ياسر أوقع نفسه في مشكلة أكبر من حجمه عندما أراد أن يتزوج من هايدي بعد أن أعلنت إسلامها لأنه كان لا يحب المشاكل وأهلها كانوا أقوي منه، وطالب أهل المجني عليها بالقصاص من المتهمين حتي يكونوا عبرة لغيرهم.