عشرات الورش تنتج الافران العراقية التقليدية المصنوعة من الطين المعروفة باسم التنور هنا في قرية كولجيكان الصغيرة في مدينة كركوك التي يسكنها خليط من الاعراق.
واشتهرت كولجيكان في أنحاء العراق بصنع أفران التنور طوال 50 عاما. ومع انتشار البطالة وتضاؤل فرص العمل اتجه المزيد من سكان القرية في السنوات الاخيرة لصنع التنور الذي يستخدم في انتاج الخبز.
وقالت امرأة من أهالي القرية تدعى بشرى ناصح تعمل مع أفراد أسرتها في صنع التنور "نحن فقراء ولا عمل لنا لذلك نصنع أفران الطين. أعمل في هذه الحرفة منذ عام 1991 أمي علمتني صنع الفرن من الطين. أنا وزوجي نصنع أنواعا وأحجاما مختلفة من أفران الطين للمطاعم والمنازل والمخابز."
ويصنع التنور يدويا بنفس الطريقة التي ينتج بها منذ قرون. ويخلط الطين بالقش والماء لاعاداد المادة التي يشكل منها التنور الذي يترك بعد ذلك ليجف في الشمس فترة تتراوح بين يومين وخمسة أيام تبعا لحجمه وشكله.
وزاد الطلب على التنور منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 حيث لا يحتاج هذا الفرن التقليدي الى الغاز أو الكهرباء اللذين تراجعت امداداتهما هذه الايام في كثير من أنحاء العراق.
ويقول سكان كولجيكان ان تزايد عدد الورش التي تصنع التنور أدى الى تراجع سعره. وويقول صناع التنور في كركوك ان الافران الكبيرة الحجم كانت قديما تباع بسعر يصل الى 150 ألف دينار عراقي (128 دةلارا) فبل عدة أعوام. لكن السعر أصبح الان يتراوح بين 25 ألف دينار (20 دولارا) للتنور الصغير و100 ألف دينار (نحو 85 دولار) للحجم الكبير.
وقالت بشرى ناصح "خمس عائلات فقط في القرية كانت تصنع الافران من الطين في هذه القرية قديما. لكن كل سكان القرية أصبحوا يصنعون تلك الافران في الاونة الاخيرة. بعد زيادة الورش التي تنتجها نضطر لبيع انتاجنا بثمن بخس."
واضطرت ظروف المعيشة الصعبة بعض الاطفال في كولجيكان للعمل في صنع أفران التنور.
وقال ولد يدعى مروان رمضان يعمل في ورشة لصنع التنور "أعمل في صنع الافران من الطين منذ منذ خمس سنوات. عملي هو خلط الطين بالقش لاعاداد المادة التي تصنع منها تلك الافران. أتقاضى 25 ألف دينار عراقي (20 دولارا) في الاسبوع. أساعد أسرتي في انتاج وبيع تلك الافران."
وتعمل ورش صنع التنور التقليدي ظروفا صعبة أثناء العمل صيفا وشتاء.
وقالت امرأة تعمل مع زوجها في صنع الافران من الطين تدعى أم فرهد "نصنع ما بين أربعة وستة أفران في الاسبوع. لا نستطيع أن ننتج أكثر من ذلك لان الطقس حار جدا في الصيف وبارد جدا في الشناء. أحاينا نحتاج نارا لندفيء أيدينا أثناء العمل في الشتاء."
واكتشف أقدم فرن صنع من الطين في التاريخ بمدينة بابل الاثرية ويقال انه يرجع الى 4000 عام قبل الميلاد.