لم تعد فكرة الفرح التقليدي الذي يقام في قاعة مغلقة تستهوي نسبة كبيرة من العرائس في مصر، فباتت الطريقة المفضلة لإقامة الأفراح في الصباح وفي أماكن مفتوحة، سواء في حديقة فيلا أو فندق أو على البحر، مما يبعث الشعور بالانطلاق والتجديد.
وعلى الرغم من أن هذه الفكرة لم تنتشر بشكل كامل في مصر كما يحدث في البلدان الأوروبية التي تقام فيها الأفراح خلال النهار وفي أماكن مفتوحة، فإنها تتزايد بشكل ملحوظ، إذ يقوم الكثير من أصحاب الفيلات في مصر بتأجير الحديقة الخاصة بالفيلا لإقامة مثل هذه الأنواع من الأفراح.
وبالطبع إقامة فرح في مكان مفتوح صباحا يختلف كليا من حيث التجهيزات والاستعدادات، كما أن طبيعة الفرح نفسه تكون مختلفة، وهذا ما تقوله شاهيناز أشرف، طبيبة: "حضرت أحد الأفراح التي أقيمت صباحا في الساحل الشمالي على البحر، وكانت الفكرة أكثر من رائعة"، كما تقول: "فالجو كان جميلا، والفرح كان متحررا من القيود ومنفتحا على النسيم والبحر، وخصوصا أن العروسين اشترطا على المدعوين الحضور بالملابس الكاجوال، وكان البوفيه عبارة عن مشويات تتناسب مع حرارة الصيف، حيث يقوم الشيف بإعدادها أمام الحضور، كما احتوى البوفيه على أداة لصنع البوظة وكانت فكرة مناسبة جدا للصيف".
وعن سبب انتشار هذه الفكرة، تقول منظمة الأفراح وفاء جودة: "يوجد سببان رئيسيان لذلك، أولهما التغيير والبحث عن التميز، فكل عروسة تريد أن تكون مختلفة عن الآخرين ويتحدث الجميع عن فرحها، أما السبب الأهم فهو التوفير، إذ إن الأفراح التي تقام صباحا في الأماكن المفتوحة أرخص وأوفر في الديكورات والترتيبات من الأفراح التي تقام في أماكن مغلقة".
وعن ديكورات الفرح الصباحي تقول جودة إنها "تختلف عن الأفراح المسائية لاختلاف الزمان والمكان، فالكوشة يمكن أن تكون أكثر بساطة، كما يمكن وضع حوض سمك كبير في خلفيتها أو شلالات مياه، أما المفارش فيفضل أن تكون بألوان زاهية مثل الأصفر مع البرتقالي أو اللون الأخضر ومشتقاته، إلى جانب الزهور، وشموع من النوع الذي لا ينطفئ".
من جهته يقول، كريم صبح، وهو أحد أشهر منظمي الأفراح في مصر: "أعتمد في الأفراح الصباحية على الخامات نفسها التي أستخدمها في الأفراح التي تقام في القاعات، ولكن الفرق أنني في الأفراح الصباحية أستخدم الإضاءة بدرجة، كما أن استخدام القماش يكون أكثر، بالإضافة إلى أننا نقلل إلى حد ما من نور المدخل، واستخدام الشموع يكون في أضيق الحدود، فيمكن أن لا أستعمله كثيرا في المدخل، كما أفعل في القاعات المغلقة".
الزهور المستخدمة في الأفراح الصباحية لها أيضا طبيعة خاصة، وهذا ما تؤكده منسقة الزهور عايدة فتح الله لـ"الشرق الأوسط": "الزهور في الأفراح الصباحية لا تختلف عن الأفراح المسائية في الشكل وإنما في الألوان، فيفضل استخدام الألوان الزاهية مثل البرتقالي والأصفر والفوشيا، أما بوكيه العروس - الجيرب - فيفضل أن يكون من الزهور البيضاء، ولكن إذا كان فستان العروس به ألوان أخرى، فيمكن إدخال هذه الألوان فيه".
فيما يتعلق بالأزياء، فإن الأمر كذلك يحتاج إلى نظرة مختلفة، وتحتاج أن تكون بطابع خاص، حسبما تشير له مصممة الأزياء المصرية إيمان إيف، فموديل الفستان يجب أن يتميز بالبساطة الشديدة، بتطريز أقل، مع ذيل قصير نسبيا، حتى تستطيع العروس الحركة والانطلاق بما يناسب المكان.
وتضيف أنه يفضل الابتعاد عن الفساتين الواسعة، فكلما أخذ الفستان شكل الجسم كان أفضل، أما عن لون الفستان فيمكن أن يكون بدرجة من الأبيض المائل إلى الكريم، أو أبيض تدخل فيه ألوان زاهية أخرى مثل البنفسجي والأحمر.
وفي نفس الإطار يفضل أن يكون مكياج العروس خفيفا وبسيطا ليناسب طبيعة الجو، وحتى لا يتلف من الشمس والرطوبة. وتؤكد خبيرة المكياج، جيلان عاطف، أن أهم شيء في مكياج العروس التي تقيم فرحها صباحا أن يداري أي عيوب في الوجه، لأن الشمس ستظهر هذه العيوب، ويجب أن يكون المكياج مضادا للماء حتى لا يتأثر بالشمس والرطوبة والعرق. وتشدد عاطف على أهمية أن يكون المكياج ذات جودة عالية.
وبشكل عام يفضل الابتعاد عن الألوان اللامعة أو الغامقة، أما عن شكل المكياج فيختلف باختلاف العروس وطبيعة شخصيتها، وإن كانت موضة ألوان هذا العام يغلب عليها الفوشيا والبرتقالي.
لكن إذا لم تكن هذه الألوان تناسب العروس فجب أن لا تتقيد بها فقط لأنها موضة، وإنما تختار ما يناسبها ويناسب طبيعة الفرح.