جاء ذلك فيما نقل موقع راديو صوت إسرائيل على الإنترنت عن المراسل العسكرى لإذاعة الجيش الإسرائيلى تأكيده أن صاروخاً سادساً استهدف إيلات أيضا، ولكنه انفجر فى منطقة سيناء على مقربة من وحدة تابعة لقوات حفظ السلام الدولية. واعتبر المراسل أن ذلك يعزز التقديرات بأنه تم إطلاق القذائف الصاروخية من سيناء.
وأكد المسؤول فى الشرطة الإسرائيلية، موشيه كوهين، أن «صاروخين سقطا فى البحر» كما سقط آخران «على ما يبدو فى الأراضى الأردنية»، فيما يجرى البحث عن شظايا صاروخ خامس فى شمال مدينة إيلات.
واعتبر أن الصواريخ التى سقطت عند الساعة ٧.٤٥ صباح أمس «أطلقت من الجنوب»، فى إشارة إلى شبه جزيرة سيناء، مؤكداً «عدم حدوث إصابات أو أضرار فى إسرائيل».
من جانبه أعلن وزير الدولة الأردنى لشؤون الإعلام والاتصال، على العايد، أن الصاروخ سقط فى العقبة فى «الساعة السابعة و٤٥ دقيقة من صباح أمس».
وأكد العايد لوكالة الأنباء الفرنسية أن «الصاروخ أطلق من خارج الحدود الأردنية» وقال إن «التحقيقات الأولية تشير إلى أن الصاروخ الذى سقط فى العقبة وأوقع أربعة جرحى أطلق من خارج الحدود الأردنية»، وأضاف أن «الجرحى الأربعة هم أردنيون وحالة أحدهم خطرة».
وقالت الشرطة الإسرائيلية إن «عدداً مما يشتبه أنها صواريخ أطلقت على الأرجح من سيناء المصرية، التى نشط بها من قبل متشددون إسلاميون، سقطت يوم الإثنين على ميناء إيلات الإسرائيلى وميناء العقبة الأردنى». وحين سئل مصدر أردنى عن مكان إطلاق الصاروخ على العقبة قال دون الخوض فى تفاصيل «لقد جاء من الغرب».
ونفت مصادر أمنية مصرية رفيعة ما تناقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن انطلاق صواريخ من سيناء باتجاه مدينتى إيلات الإسرائيلية والعقبة الأردنية، وقالت إن هذه الأنباء «غير صحيحة بالمرة» وأنه «لم يتم رصد أى صواريخ تعبر من الأراضى المصرية فى سيناء».
وأضافت المصادر: إن إطلاق مثل هذه الصواريخ يتطلب تحضيرات لوجيستية لا يمكن القيام بها فى سيناء نظراً للتواجد المكثف لقوات الأمن المصرية فى هذه المنطقة، ولا سيما على امتداد الحدود المصرية ـ الإسرائيلية.
وأكدت المصادر أنه توجد متابعات أمنية مستمرة على طول الحدود من رفح شمالاً وحتى طابا جنوباً، بالإضافة إلى عدم وجود أى عناصر لتنظيم القاعدة فى مصر.
كما نفت المصادر أن يكون قد تم إطلاق الصواريخ من عناصر فلسطينية أو تخريبية تسللت للحدود، مؤكدة أن هذه المنطقة مؤمنة تماماً من الجانب المصرى، وقالت المصادر «لا يعقل أن يتم إطلاق صواريخ من سيناء، حيث إن عملية الإطلاق يسبقها نقل وتركيب منصات وهذا لم يحدث، كما أنه ليس من المنطقى نقل صواريخ من قطاع غزة إلى سيناء لإطلاقها».
من جانبه قال اللواء عادل سليمان، الخبير العسكرى، إن «هذه ليست المرة الأولى التى تصدر فيها مثل هذه الادعاءات من جانب إسرائيل، ودائما ما يتم اتهام سيناء باعتبارها المنطقة الأقرب، وهو ما تنفيه القاهرة باستمرار، لأنه فى كل مرة لا يتم رصد أى صورايخ».
وأضاف سليمان لـ«المصرى اليوم» إن «تل أبيب تحاول دائما وضع نفسها فى وضع الدولة المستهدفة والمهددة أمنياً بهدف تبرير عدوانها»، مشيراً إلى أن إعلان هذه الأنباء الآن «يساعد إسرائيل على فرض شروطها والتشدد فى مفاوضات السلام المزمع البدء فيها قريبا».
وحول تصريحات المسؤولين الأردنيين وتأكيدهم إطلاق صواريخ قال سليمان إنه «ربما تكون هناك صواريخ أطلقت بالفعل لكنها بالتأكيد لم تخرج من سيناء.
ورداً على سؤال لـ«المصرى اليوم» عن هوية مطلقى الصواريخ رجح الخبير العسكرى، اللواء محمد على بلال، أن تكون جماعات مرتبطة بالفلسطينيين فى الأردن، نافياً بشكل قاطع أن تكون هذه الصواريخ أطلقت من سيناء.
وبرر بلال، قائد القوات المصرية فى حرب تحرير الكويت، رأيه موضحاً أن الصواريخ وهى من طراز «جراد»، مداها المتعارف عليه ١٢ كيلومتراً ولابد حتى تصل إلى العقبة وإيلات أن يتم إطلاقها من على الشريط الحدودى، سواء من مصر أو الأردن وبالتالى استبعد بلال أن يكون مصدر إطلاق هذه الصواريخ من الحدود المصرية قائلاً: «لأن هذه المنطقة تنشط بها الدوريات وهى منطقة مأهولة بالسكان،
فضلا عن أن قاطنيها وحتى المنطقة القريبة من إيلات هم من البدو الذين لا تربطهم علاقات مباشرة أو قوية بالفلسطينيين، بخلاف الأردن التى تسكن منطقتها الحدودية قبائل وجماعات فلسطينية من السهل عليهم إطلاق هذه الصواريخ، خاصة أن هذا النوع من الصواريخ يحتاج لقواعد حتى يتم إطلاقها».
وحول المغزى من إطلاق تلك الصواريخ قال بلال إن هدفها سياسى، ويتمثل فى محاولة تعطيل مرحلة المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.