وأصبحت مشاهدة الضباع تمشي بحرية تامة بين الناس أمرا مألوفا في تلك المدينة التي لا يخشى الصغار فيها ملاعبة تلك الحيوانات المفترسة.
وعقب فترات مجاعة هامت فيها الحيونات الشرسة بحثا عن الطعام وهاجمت السكان، فقام رجال الدين المسلمين قبل في ستينيات القرن الماضي بنصيحة السكان لمساعدة الضباع والحيوانات الشراسة الأخرى وإطعامها لمنع مهاجمتها للناس، وبالفعل نجحت الخطة وتوقفت الضباع عن قتل السكان ليلا من خلال تصميم فتحات على أسواؤ مدينة هراري لتتمكن الضباع من الوصول إلى النفايات ليلا.
وتولى يوسف صالح، الذي يعيش خارج أسوار المدينة، مهمة العناية بالضباع وحاز على لقب رجل الضباع الذي يتولى درء أخطارها وإطعامها لمواصلة (الهدنة) القديمة بين سكان المدينة والضباع.
وبدأت مهمته الليلية في إطعام الضباع بجذب السياح في جولات يتولى مرشد الوفود السياحية ترتيب مشاهدة وليمة الضباع كل ليلة عندما ينادي صالح الضباع بأسمائها التي ابتكرها هو لكل منها.
ويحتفل سكان المدينة يوم عاشوراء بذكرى هدنة الضباع ويتركون لها الأطعمة في أماكن عديدة. لكن مدنا أخرى في أثيوبيا تكره الضباع بشدة مثل المدينة الصغيرة التي قام أحد مزارعيها بتسميم وجبة للضباع انتقاما من التهامها لماشيته.