بعد عناء طويل من الزحام وشده الحراره وصلت الى المحطه لاجد سياره وأعود الى بيتى, حاولت ان أجد أى بقعة لاتقع تحت الشمس , حيث شعرت انى فعليا بدأت فى الذوبان , وكعادتى عندما أستقر على رصيف المحطة , أبدأ بتفحص الوجوه يمينا ويسارا , حتى على الرصيف المقابل , صرت أتجول بعينى المرهقتين بين الوجوه لأستظل بملامحهم المتعبة هى الأخرى , كى أختار وجها يستريح اليه قلبى , لأقضى على صفحته دقائق الانتظار..حتى شاهدتها...فتاة فى العقد الثانى من عمرها, ترتدى رداء قاتم السواد , وكأنها تشهد الموت على الأرض ولثمت رأسها بغطاء عقدته الى الوراء , لا يظهر حتى لون شعرها , ظننتها راهبة , ولكن لفت انتباهى ذاك المصحف النحاسى المتدلى من رقبتها , يعلن عن ديانتها , لا أعلم لماذا توقفت عيناى عند تلك الفتاة , ولم أفهم اشارات الحزن تلك التى تتوج جبينها بين الحين والاخر , لكن يبدو عليها أنها تتذكر شيئا ما يزعجها , ويجول بخاطرها كاللص فى وضح النهار , وعلى الرغم من المسافة التى بينى وبينها , الا ان حزنها بدأ يتسرب الى نفسى , قطع الصمت رنين هاتفى المزعج , فشغلنى دقائق عن متابعة تلك الفتاة وعندما رفعت عينى اليها , شاهدت أعجب ما يمكن أن تفعل فتاة على مرأى من الجميع , رأيتها تجذب خصله شعر جانبية من أسفل رباط شعرها , وتقربها من فمها وتقبلها ثم تعود وتمسح عليها بأطراف أصابعها , ظلت تتأملها بأعينها وكأنها تراها للمرة الأولى , أصابتنى ضحكة هستيرية , ماذا تفعل تلك المجنونة , انها تحدث خصلة شعرها!!!
لقد أمسكت خصلة الشعر براحة يدها , وأدنتها من شفتيها , وأخذت تحدثها , وكأن لخصلة الشعر أذانا مصغية , حاولت معرفة ماذا تقول من حركات شفاها ولكنها كانت شديدة التشابه , وكأنها تردد مقطعا متكررا من أغنية حزينة!!!!
قررت أن أذهب الى موقع الفتاة حتى أوبخها على فعلتها تلك , اذ كيف لفتاة محتشمه أن تظهر من شعرها للعيان هكذا؟! ألا تعرف الخجل؟! يالها من مظاهر خداعة!
نعم سوف أذهب اليها وأحدثها لعل كلماتى تهديها الى الطريق الصواب , لايهم أن تفوتنى السياره , سوف أنتظر القادمه , ولكن من رأى منكم منكرا فعليه أن يغيره....لن أسكت عن تلك الفعلة الحمقاء من فتاة لا تعتنى باسلامها.
شحنت صدرى بتلك الكلمات وأنا أتابعها وهى تواصل الحديث مع خصلة شعرها , وكأنها احدى صديقاتها المقربات , تحركت الى الرصيف المقابل , متوجهه الى مكانها , لأشاهد ما أصاب لسانى بعقدة استمرت للحظات , انها دموع , وكأنها تنعى موت فقيد الى خصلة الشعر تلك , شعرت بأنين يجتاح نفسى...تناسيت ما كنت قادمة كى أنصحها به , وحاولت أن أقترب لأحدثها , وأخفف عنها مابها , فسمعت من حديثها لخصلة الشعر ما جعلنى أقع فريسة الدمع , سمعتها تنعى كل خصلات شعرها للخصله الباقية:
لقد أمسكت خصلة الشعر براحة يدها , وأدنتها من شفتيها , وأخذت تحدثها , وكأن لخصلة الشعر أذانا مصغية , حاولت معرفة ماذا تقول من حركات شفاها ولكنها كانت شديدة التشابه , وكأنها تردد مقطعا متكررا من أغنية حزينة!!!!
قررت أن أذهب الى موقع الفتاة حتى أوبخها على فعلتها تلك , اذ كيف لفتاة محتشمه أن تظهر من شعرها للعيان هكذا؟! ألا تعرف الخجل؟! يالها من مظاهر خداعة!
نعم سوف أذهب اليها وأحدثها لعل كلماتى تهديها الى الطريق الصواب , لايهم أن تفوتنى السياره , سوف أنتظر القادمه , ولكن من رأى منكم منكرا فعليه أن يغيره....لن أسكت عن تلك الفعلة الحمقاء من فتاة لا تعتنى باسلامها.
شحنت صدرى بتلك الكلمات وأنا أتابعها وهى تواصل الحديث مع خصلة شعرها , وكأنها احدى صديقاتها المقربات , تحركت الى الرصيف المقابل , متوجهه الى مكانها , لأشاهد ما أصاب لسانى بعقدة استمرت للحظات , انها دموع , وكأنها تنعى موت فقيد الى خصلة الشعر تلك , شعرت بأنين يجتاح نفسى...تناسيت ما كنت قادمة كى أنصحها به , وحاولت أن أقترب لأحدثها , وأخفف عنها مابها , فسمعت من حديثها لخصلة الشعر ما جعلنى أقع فريسة الدمع , سمعتها تنعى كل خصلات شعرها للخصله الباقية:
(( امتى يوقعك الكيماوى زى ما وقع باقى خصل شعرى؟! ))