فمثل هؤلاء يحبون انفسهم كثيرا ويظنون ان الحياة تتوقف في غيابهم ويخيّل اليهم غرورهم انهم سيملكون مفاتيح قلوبنا الى الأبد وانهم يملكون حق العودة الينا متى شاؤوا واننا سنضيع ايامنا في انتظار اشارتهم الخضراء كي ننطلق نحوهم من جديد واننا سنقضي عمرنا في البكاء على اطلالهم المهجوره
ولكنهم يذهلون ويصابون بشيء من الصدمه حين يكتشفون ان الحياة مازالت مستمره وان وجودنا لم يعد في حاجة الى وجودهم وان قلوبنا الصادقه لم تعد تتسع لهم وان دموعنا عليهم قد جفت من زمن وان نصفنا الآخر لم يعد يشبههم في شيء
وان صلاحيتهم قد انتهت لدينا تماماوعندها فقط يتخبطون كما تخبطنا
ويطرقون ابوابنا كما طرقنا ابوابهم ويبكون خلفنا كما بكينا خلفهم لكن بكاءهم لا يجدي شيئا لانه يكون بكاء على اللبن المسكوب آخر الهمس اذا كسرتم الكأس يوما فلا تحاولوا اصلاحها. فلن تعود كما كانت ابدا واذا سكبتم اللبن يوما فلا تبكوا عليه
فلن ينفع البكاء على اللبن المسكوب في شيء